عبد النبي بن علي بن مهدي الحميري
تاريخ الوفاة | 570 هـ |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
عَبْدُ النَّبِيِّ بنُ المَهْدِيِّ عَلِيِّ بنِ مَهْدِيٍّ.
كَانَ أَبُوْهُ قَدْ وَعظَ، وَاشْتَغَل، وَدَعَا إِلَى نفسه، وجرت له أمور، وَغلبَ عَلَى اليَمَنِ، وَعسف وَظلم، وَفجر، وَشقَّق بُطُوْن الحبالَى، وَتَمرَّد عَلَى اللهِ، وَكَانَ مِنْ دُعَاة البَاطِنِيَّة، فَقصمه الله سَنَةَ نَيِّفٍ وَخَمْسِيْنَ.
فَقَامَ بَعْدَهُ عَبْد النَّبِيّ هَذَا، فَفَعَل كَأَبِيْهِ، وَسبَى الحرِيْم، وَتزَنْدَق، وَبَنَى عَلَى قَبْر أَبِيْهِ المَهْدِيّ قُبَّة عَظِيْمَة، وَزخرفهَا، وَعَمِلَ أَسْتَار الحَرِيْر عَلَيْهَا وَقَنَادِيْل الذَّهَبِ، وَأَمر النَّاس بِالحَجّ إِلَيْهَا، وَأَنْ يَحمِلَ كُلُّ أَحَدٍ إِلَيْهَا مَالاً، وَلَمْ يَدَعْ أَحَدٌ زِيَارَتَهَا إلَّا وَقَتَلَهُ، وَمَنَعهُم مِنْ حَجَّ بَيْت الله، فَتَجَمَّع بِهَا أَمْوَال لاَ تُحصَى، وَانهمك فِي الفوَاحش إِلَى أَنْ أَخَذَهُ الله عَلَى يَد شَمْسِ الدَّوْلَةِ أَخِي السُّلْطَان صَلاَح الدِّيْنِ، عذَّبه، ثُمَّ قَتَلَهُ، وَأَخَذَ خَزَائِنه، فَلله الْحَمد عَلَى مصرع هَذَا الزِّنْدِيْق، وَكَانَ ذَلِكَ فِي قرب سَنَة سَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ فَإِنَّ مُضِيَّ شَمْس الدَّوْلَةِ تُوْرَانَ شَاه إِلَى اليَمَنِ وَأَخْذِهَا كَانَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ، فَأَسر هَذَا المُجرمَ، وَشَنَقَهُ، وَتَملَّكَ زَبِيْدَ وَعَدَنَ وَصَنْعَاءَ. وَلِعَبْدِ النَّبِيِّ أَخْبَارٌ فِي الجَبَرُوْتِ وَالعُتُوِّ، فلا رحمه الله.
سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي.
ابن مَهْدي
عبد النبي بن علي بن مهدي الحميري:
صاحب زبيد. وليها استقلالا بعد موت أخيه مهدي سنة 559 هـ وكان أميرا جوادا بطلا، قاتل ملوك اليمن، واجتمع له ملك الجبال والتهائم، وانتقلت إليه جميع أموال اليمن وذخائرها. وكان يقتل المنهزم من عسكره. وله شعر وعلم بالأدب. ولم يكن لأحد من جنده فرس يرتبطه في داره ولا عدة من السلاح، بل الخيل في إصطبلاته والسلاح في خزائنه، فإذا عنّ له أمر أخرج لهم من الخيل والسلاح ما يحتاجون إليه. واستمرت الحروب بينه وبين ملوك اليمن إلى أن ظفر به السلطان علي بن حاتم (صاحب صنهاء) وقبض عليه، ثم قتله .
-الاعلام للزركلي-