مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر أَبُو عبد الله بن صَاحب الْمغرب أبي فَارس ووالد الْمُنْتَصر مُحَمَّد الْآتِي. مَاتَ فِي حَيَاة أَبِيه سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بزاويته الَّتِي أَنْشَأَهَا بطرابلس الْمغرب وَكَانَ ولي عَهده فأسف عَلَيْهِ جدا وَكَذَا كثر أَسف غَيره عَلَيْهِ فَإِنَّهُ كَانَ مَوْصُوفا بالشهامة وَمَكَارِم الْأَخْلَاق لَا تعرف لَهُ صبوة إِلَّا فِي الصَّيْد بل كَانَ مغرما بالجواري وَيعلم أَبوهُ بذلك فينهاه لِأَنَّهُ حدث لَهُ ورم فِي رُكْبَتَيْهِ فَكَانَ يخْشَى عَلَيْهِ من كَثْرَة الْجِمَاع بِحَيْثُ يَقُول لَهُ إياك وَالنِّسَاء ويكرر ذَلِك فِي الْمجْلس حَتَّى يخجله وَمَعَ ذَلِك فَلَا يرتدع وَقدر أَن وَفَاته كَانَت فِيمَا قيل بِسَبَبِهِ، وَقد تخلى لَهُ أَبوهُ غير مرّة عَن الْملك فَكَانَ يمْتَنع ويبالغ فِي الِامْتِنَاع، ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَلم يكن عِنْد أبي فَارس أخص مِنْهُ وَجَرت على يَدَيْهِ بسفارته مبرات كَثِيرَة بل بنى هُوَ عدَّة زَوَايَا وَرَأَيْت من أرخه سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ.
ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي.