ومضات من حياة الشيخ محمد هشام البرهاني رحمه الله
بقلم ولده الشيخ محمد ياسر البرهاني (بتصرف)
وماذا أقول وقد تم عام هجري كامل على من لم أستفق بعد من صدمة غيابه، من لا تزال نفسي لا تصدق أن الثرى قد واراه. الرقم سبعٌ وعشرون، هو من يقرع عقلي ونفسي وخاطري وبه يخفق قلبي، السابعُ والعشرون من شهر جمادى الآخر، السابع والعشرون من شهر نيسان (27 نيسان 2024م الموافق 18 شوال 1445هـ).
عن أي شيء أتحدث؟ هل أتكلم عن الشيخ محمد هشام العلامة؟ أم عن الشيخ محمد هشام الفقيه؟ أم عن الشيخ محمد هشام الأصولي؟ أم عن الشيخ محمد هشام المحقق؟ أم عن الشيخ محمد هشام الحافظ؟ أم عن الشيخ محمد هشام الفلكي؟ أم عن المربي الشيخ محمد هشام؟ أم عن الواعظ الشيخ محمد هشام؟ أم عن المرشد الشيخ محمد هشام؟ أم عن الداعية الشيخ محمد هشام؟
هل أحدثكم عن كتب ألّفها وأخرى حققها؟ أم أحدثكم عن شعرٍ نظمه وقصائد كتبها؟ أم عن خطٍّ كان يخطّه بيده؟ أم عن رسومٍ ولوحات فنية أبدعها؟ أم أحدثكم عن شهاداته وإجازاته وتحصيله؟
آثرت أن أعزف عن كل ذلك، وأن أحدثكم عن أبي كما رأته عيناي وكما وعته حواسّي، وإن أحدّثْكُم فعن بعضٍ من أخباره، عن نُتفٍ من خصاله، أقطف لكم بعض زهرات من بستان وارف، فأقول:
أما حياؤه وتواضعه
تسليمه وتفويضه
في بيته ومع أهله
مع إخوانه
ذوقه ولطفه
وفاؤه
وقاره واحترامه
اغتنامه للأوقات
صُلي عليه في جامع التوبة بعد صلاة ظهر يوم الأحد، ثم شُيّع في موكب مهيب إلى روضة العلماء في مقبرة الدحداح، وأدرج بين شيخيه اللذين ورثاه وخلّفاه شرف خدمة الطريقة الشاذلية: سيدِنا ومولانا الشيخ محمد البهاء الهاشمي، وسيدِنا ومولانا الشيخ محمد سعيد البرهاني، رحمهم الله تعالى، وجمعنا وإياهم في مستقر رحمته، مع خُلَّص أصفيائه، تحت ظل عرش الرحمن، وفي جوار المصطفى العدنان.
اللهم آجرنا في مصابنا، واجعل أجرنا فيه فرجاً عن شامك، اجعل أجرنا فيه عزاً لأوليائك، اجعل أجرنا فيه تمكيناً لأهل الحق في ديارك. آمين آمين، والحمد لله رب العالمين.
موقع نسيم الشام - قسم التراجم