محمد فؤاد عبد الباقي بن صالح بن محمد
تاريخ الولادة | 1299 هـ |
تاريخ الوفاة | 1388 هـ |
العمر | 89 سنة |
مكان الولادة | القليوبية - مصر |
مكان الوفاة | القاهرة - مصر |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
محمد فؤاد بن عبد الباقي بن صالح بن محمد:
عالم بتنسيق الأحاديث النبويّة ووضع الفهارس لها ولآيات القرآن الكريم. مصريّ الأبوين، ولد في قرية بالقليوبية، ونشأ في القاهرة، ودرّس في بعض مدارسها ثم عمل مترجما عن الفرنسية في البنك الزراعي (1905 - 1933) وانقطع إلى التأليف. وضعف بصره إلى أن كف، قبيل وفاته. وتوفي بالقاهرة. كان صائم الدهر، قويّ العزيمة، ترجم (مفتاح كنوز السنة - ط) عن الإنكليزية في خلال درسه لها، و (تفصيل آيات القرآن الحكيم - ط) عن الفرنسية. وصنف (تيسير المنفعة بكت أبي مفتاح كنوز السنة - ط) و (المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم - ط) و (اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان - ط) البخاري ومسلم، ثلاثة أجزاء، و (معجم غريب القرآن - ط) وفهرس (موطأ الإمام مالك - ط) و (سنن ابن ماجة - ط) و (صحيح مسلم - ط) وأضاف إليها شروحا، وخرّج الأحاديث والشواهد الشعرية في كتاب (شواهد التوضيح والتصريح لابن مالك - ط) وخرّج أحاديث (الأدب المفرد - ط) للبخاريّ. وله (جامع الصحيحين - خ) و (أطراف الصحيحين - خ) بوشر طبعه، و (جامع المسانيد - خ) و (المسلمات المؤمنات: ما لهن وما عليهنّ، من كتاب الله والحكمة - خ) وأشرف على تصحيح (محاسن التأويل - ط) سبعة عشر جزءا للسيد جَمَال الدين القاسمِي. وكان يقول الشعر في صباه .
-الاعلام للزركلي-
محمد فؤاد عبد الباقي
لم تقتصر النهضة التي شهدتها مصر في النصف الأخير من القرن التاسع عشر ومستهل القرن العشرين على مجالات الأدب والشعر والصحافة، وإنما تجاوزتها إلى آفاق الفكر الرحيب، وميدان العلم الفسيح، إلى الفقه والقانون والتاريخ والسياسة، وعلوم السنة، وكان لها في كل فن أعلامها البارزون ونجومها المتألقون، وأغلب الظن أنه لم يجتمع لمصر مثل هذه الكوكبة اللامعة في تاريخها الطويل، إذا أخذنا في الاعتبار قصر الفترة الزمنية التي سطعوا فيها، وتستطيع أن تذكر عشرات الأعلام في كل فن وتخصص ممن تفخر ببعضهم أي أمة من الأمم إذا انتسبوا إليها، فكيف إذا انتسبوا جميعًا لدولة واحدة.!!
وكان من شأن السنة أن انتهت علومها إلى نفر من المحدثين البررة، برز منهم اثنان خدما السنة نشرًا وتحقيقًا وفهرسة: أما أحدهما فهو العالم الجليل والمحدث الثبت الشيخ أحمد محمد شاكر، الذي انشغل بالسنة وقضى عمره في خدمتها، ونشر دواوينها، وأما الآخر فهو محمد فؤاد عبد الباقي الذي ولج مجال الحديث النبوي من باب فهرسة كتبها، وترك آثارًا عظيمة فيها، تدل على صبره وجلده، وتبين دقته في العمل وإتقانه.
نشأته وحياته
ولد “محمد فؤاد عبد الباقي” في إحدى قرى القليوبية في (جمادى الأولى 1299 هـ = مارس 1882م) لأبوين كريمين، ونشأ في القاهرة، وسافر وهو في الخامسة من عمره مع أسرته إلى السودان حيث كان والده يعمل وكيلاً للإدارة المالية بوزارة الحربية، وظل هناك نحو عام ونصف التحق في أثنائها بمدرسة أسوان الابتدائية، ثم عادت الأسرة إلى القاهرة، واستقرت تمامًا في القاهرة.
التحق محمد فؤاد عبد الباقي بمدرسة عباس الابتدائية، وظل بها حتى بلغ امتحان الشهادة الابتدائية في سنة (1312هـ = 1894م) لكنه لم يوفق في الحصول عليها بعد أن رسب القسم الفرنسي كله بالمدرسة، فتركها إلى مدرسة الأمريكان، ودرس بها عامين، ثم تركها أيضًا، وفي سنة (1317 هـ = 1899م) عمل بمركز تلا التابع لمحافظة المنوفية مدرسًا للغة العربية في مدرسة جمعية المساعي المشكورة، وبعد فترة عمل ناظرًا لإحدى المدارس في قرى الوجه البحري، وظل في هذه الوظيفة سنتين ونصفًا.
ولما أعلن البنك الزراعي عن وظيفة مترجم تقدم لها، وعين بالبنك في (3 من ذي القعدة 1323هـ = 30 من ديسمبر 1905م)، ويبدو أنه وجد ميلاً وارتياحًا إلى وظيفته الجديدة، فعمل بها طويلاً حتى (13 من جمادى الأخرى 1352هـ = 3 من أكتوبر 1933م).
وقد هيأ له استقراره في هذه الوظيفة أن ينصرف إلى القراءة، ومطالعة أمهات كتب الأدب في العربية والفرنسية، وأن يرتبط بصداقات مع أعلام عصره.
وكان ممن ارتبط بهم محمد فؤاد عبد الباقي بصداقة وتلمذة العالم المحدث “محمد رشيد رضا“، تلميذ الإمام محمد عبده، وراعي حركة الإصلاح من بعده، وصاحب محمد الخضر حسين” لدراسة الكتاب، فأشادت بالعمل والجهد المبذول فيه، وانتهى الأمر باعتذار المجمع عن نشر الكتاب، محتجًا بأن العمل أدخل في باب السنة منه في باب اللغة، ويشاء الله أن لا يُطبع الكتاب في حياة مؤلفه وظل حبيس الأدراج، حتى نشر بعد وفاته بفترة طويلة سنة (1412هـ = 1991م).
وكما دخل “محمد فؤاد عبد الباقي” ميدان فهرسة السنة النبوية من باب الترجمة دخل أيضًا ميدان فهرسة ألفاظ القرآن الكريم من الباب نفسه، فقد ترجم كتاب “تفصيل آيات القرآن الكريم” لجول لا بوم عن الفرنسية، ونشره سنة (1353هـ = 1934م)، لكنه لم يكن كافيًا لسد الغرض، فرغب في وضع معجم دقيق لألفاظ القرآن يعين الباحثين في الوصول إلى أي آية كريمة في القرآن إذا استعان بكلمة منها، وتطلب منه ذلك أن يُفرغ كل الكلمات الواردة في القرآن الكريم، ويرتبها حسب حروف المعجم، مع الأخذ في الاعتبار ردها إلى أصولها اللغوية.
وقد بذل المؤلف جهدًا مشكورًا في وضع كتابه، مستعينًا بكتابه “نجوم القرآن في أطراف القرآن” للمستشرق الألماني فلوجل، الذي طبع لأول مرة سنة (1258هـ= 1842م)، مراجعًا ما يجمعه على معاجم اللغة وتفاسير الأئمة اللغويين، عارضًا ما يجمعه على الثقات من أصدقائه من علماء اللغة، حتى إذا اطمأن إلى عمله دفعة إلى دار الكتب المصرية، فأجازت نشره بعد أن شكلت لجنة لذلك، فخرج في أحسن صورة وأبهى حلة.
وجاء عمله مكتملاً، لم يستدرك عليه أحد من العلماء سقطًا في معجمه، من فرط مبالغته في المراجعة وحرصه الدائب على الدقة، وشاء الله أن يكون هذا المعجم خاليًا من الخطأ؛ لأنه يقوم على كتابه، ويعين الباحثين في الوصول إلى آية، وقد تلقت الأمة هذا العمل بالقبول، ورزقه الله الذيوع، فلم تخل منه مكتبة لعظم فائدته.
ولم يكن لمثل هذه الأعمال العظيمة أن ترى النور لو لم يكن وراءها صبر شديد، وعزيمة قوية، ودقة متناهية، وحياة منضبطة، وتوحيد للهدف، وتجرد وإخلاص، وهكذا كانت حياة الرجل، وأترك لابنة أخيه الكاتبة الأديبة اللامعة نعمات أحمد تصور حياة عمها بقولها:
“وحياة الرجل الخاصة تدخل في باب الغرائب، فنحن نسميه صائم الدهر، فكان يصوم الدهر كله لا يفطر فيه إلا يومين اثنين هما أول أيام عيد الفطر، وأول أيام عيد الأضحى، وطعامه نباتي، وكان يصوم بغير سحور.. أي أنه يتناول وجبه واحدة كل 24 ساعة، وكان محافظًا في كل شيء، فزيه يتكون من البدلة الكاملة صيفًا وشتاءً.. وكان زاهدًا في الاجتماعات والتعارف، يفسر هذا وكأنه يعتذر: إن التعرف إلى الناس، تقوم تبعًا له حقوق لهم والتزامات واجبة الرعاية والوفاء، وليس عندي وقت لهذا، ولا أنا أطيق التقصير فيه لو لزمتني”.
أطال الله في عمر محمد فؤاد عبد الباقي حتى بلغ العقد التاسع، لكنه ظل متمتعًا بصحة موفورة، ونشاط لا يعرف الكلل، وحياة منتظمه أعانته في إنتاج الأعمال التي يحتاج إنجازها إلى فريق من الباحثين، وبارك الله فيما كتب، فانتشرت كتبه شرقًا وغربًا، وعم الانتفاع بها، وظل يؤدي رسالته حتى لقي ربه في سنة (1388 هـ = 1967م).
مصادر الترجمة:
نعمات أحمد فؤاد – محمد فؤاد عبد الباقي صاحب فهارس القرآن والحديث – مجلة العربي – العدد (118) – السنة 1968م.
خير الدين الزركلي – الإعلام – دار العلم للملايين – بيروت – 1986م.
مجمع اللغة العربية – محاضر الجلسات في الدورة العاشرة (1943 – 1944م) – القاهرة 1970.
فنسنك – مقدمته للمعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي – ليدن – 1936م.
الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي العالم الذي لا يستقيم علمٌ من دون الاستعانة بجهده
الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي (1882 ـ 1968) هو أول وأبرز مسلم وضع الفهارس الدقيقة لألفاظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية، وأصدق ما يقال في وصف حياته وإنتاجه القيم والرائع إنه النموذج الأمثل للمجاهد في سبيل العلم، فقد قام وحده بما تقوم به المؤسسات، وتمكن بدأبه وصبره من أن ينفذ بدقة شديدة ما تعجز نظم المعلومات الحديثة وتكنولوجيا المعلومات عن تنفيذه إلا بمعونة نخبة كبيرة من القادرين على الفهم والإعداد والبرمجة والتصنيف، وهو عند القراء والمثقفين والمتدينين وطلاب العلم كما هو عند العلماء المنصفين (بلا جدال وبعيدا عن التصنيفات العلمية والفنية والأكاديمية) سيد المحققين في جيله بسبب ما أتمه من عمل يتصل اتصالا وثيقا بنصوص العقيدة من القرآن الكريم والحديث الشريف.
ولا تخلو مكتبة مثقف مسلم من واحد من آثاره التي أفنى حياته في سبيلها، وقل مثل هذا عن المكتبات العامة إذ لا تخلو مكتبة علمية من عدد من مؤلفاته التي تحتل المكانة البارزة في قسم المراجع من أي مكتبة علمية، وهو باختصار شديد العالم الذي لا يستقيم العلم من دون الاستعانة بجهده، وصاحب المؤلفات التي لا تزال تحتل المكان الأول فيما يسميه العلماء مراجع منضدة الكتابة حيث يستحيل على أي باحث مجتهد أن يتم مقالا علميا في اللغة أو الأدب من دون الاستعانة بمرجع مما أتمه هذا العالم الجليل الدؤوب على نحو ما نعرف من خبرتنا مع المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم أو مع المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي الشريف. أو مع فهارس اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان (البخاري ومسلم) أو مع تيسير المنفعة بكتابي مفتاح كنوز السنة.
نشأته وتكوينه ووظائفه
كان الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي شديد الثقة بجهده الدائب، وبدقته، وبحرصه على الصواب، و قد صور هذا المعني ما ورد في مقدمته للمعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم حيث وصف عمله بأنه أدق عمل بعد كتاب الله سبحانه وتعالى
اسمه بالكامل محمد فؤاد عبد الباقي صالح محمد ، ولد في قرية ميت حلفا بمحافظة القليوبية في مارس 1882، لوالدين مصريين، وعقب ولادته مباشرة ترقي والده في عمله وانتقل إلي القاهرة حيث نشأ محمد فؤاد عبد الباقي في حي السيدة زينب، ثم اضطرته ظروف عمل والده إلى السفر مع الأسرة إلى وادي حلفا بالسودان، وسرعان ما غادر السودان مع الأسرة عائداً إلى مصر، واستقر في أسوان، حيث درس بمدرسة أسوان الابتدائية، وفي أثناء طفولته توفيت أمه، وبعد عام ونصف عام في أسوان انتقلت الأسرة إلى القاهرة، حيث تنقل مع والده وأخته من سكن إلى سكن بين أحياء العباسية وبولاق والبغالة، والتحق بمدرس عباس الابتدائية وعرف طريقه مبكرا إلى المكتبة يطالع أسرار كتبها ويستعين بالاطلاع على دراسته وتنمية فكره، ثم التحق بمدرسة الأمريكان في حي الأزبكية (1897) وعمره آنذاك 15 عاما، ولم يقدر له أن ينتظم في دراسة رسمية مألوفة، بل كان يدرس دراسة حرة حسب هواه ورغبته واستعداده.
أصبح الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي مؤهلاً للعمل الجاد في سن مبكرة، وقد ظهرت قدراته العلمية والتنظيمية الفذة بصورة واضحة، وهكذا عمل بالتدريس في بعض المدارس الحرة والمدارس الحكومية، وأهلته شخصيته القوية والتزامه لأن يصبح ناظراً لمدرسة بإحدى قري الوجه البحري (1900)، ولمع نجمه في هذه الوظائف وهو لا يزال في بداية الشباب، وقد ساعدته على ذلك الظهور المتميز ثقافته الواسعة، وتكوينه البدني، وكان ذا طول فارع، وبنيان شديد، وظل شاغلا لمنصب النظارة سنتين ونصف سنة، ثم عمل مدرسا لمادة الرياضة في مدرسة أخري لعام واحد (1903 ـ 1904)، ثم عمل في المدرسة التحضيرية الكبرى بدرب الجماميز (1904).
اختير الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي ليشغل وظيفة مترجم عن الفرنسية بالبنك الزراعي (وعمره آنذاك 23 عاما)، وهي الوظيفة التي بقي فيها ردحاً من الزمن (1905 ـ 1933)، وبعد أن صفي ذلك البنك الزراعي أعماله تفرغ للإنتاج العلمي، وعمل محرراً في مجمع اللغة العربية، وافتتح دارا للنشر الإسلامي مكث يديرها طويلا، إضافة إلى عضويته في اللجنة الاستشارية للمجامع العلمية للمستشرقين، وانقطع إلى التأليف. كان الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي يقول الشعر في صباه بيد أن جهوده في التحقيق.
علاقته بالعلماء
تزوج الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي في حياة والده (1910) ورزقه الله ثلاثة بنين وابنتين، ومن الطريف أن والده تزوج في أخريات عمره فرزقه الله بابنة كانت هي الأخت غير الشقيقة له، وقد قام برعايتها بعد وفاة والده (1921) وعمرها لم يتجاوز عامين. تعرف الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي على الشيخ محمد رشيد رضا (صاحب المنار) ١٨٦٥-١٩٣٥ في العام التالي لوفاة والده (1922) ولازمه ملازمة المريد لشيخه، كما التقي بالشيخ أحمد محمد شاكر ١٨٩٢- ١٩٥٨ فاستفاد من علمه ومنهجيته رغم أنه كان يصغره في السن، وقد كان الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي يعد رشيد رضا التلميذ الأول للشيخ محمد عبده، وكان من أوائل من سجلوا فضله في معرفة الناس بالشيخ محمد عبده، لأن «مجلة المنار» هي التي نشرت تفسير الإمام وعرفت به، وكان الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي يري ما لا نوافق عليه من أن عالم الشام الشيخ بهجت البيطار هو أشبه الناس بالأستاذ محمد عبده، وقد دحض ما أذيع عن صلة محمد رشيد رضا بالإنجليز، مبينا أنه كانت له صلة بالوهابيين والحجازيين.
اعتزازه بجهده وثقافته وتوجهاته
كان الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي شديد الثقة بجهده الدائب، وبدقته، وبحرصه على الصواب، و قد صور هذا المعني ما ورد في مقدمته للمعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم حيث وصف عمله بأنه أدق عمل بعد كتاب الله سبحانه وتعالى. كان الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي واسع القراءة والاطلاع في الأدب الفرنسي، خاصة لفيكتور هوجو، ولامارتين، كما أقبل على أمهات الكتب في الأدب العربي، وكانت وظيفته معينا له على الاتساع والتأصيل في العلم، كما توسع في دراسة الإنجليزية فالتحق بمدرسة «برلتز». ومع هذا فإنه كان من المخلصين في حب الخلافة الإسلامية في بدء شبابه حيث عاصرها، ونظم فيها شعرا، كما كان عاشقا للتأنق، وراغبا الكمال في كل شيء، وكان لا يكتب التوقيت ولا التاريخ إلا وفقا للتوقيت العربي تأسيا بالنظام العربي الإسلامي، وتنظيما ليومه وفق الفرائض الإسلامية، والسنن الكونية، وكان أكثر ما يثير غضبه الخطأ في الدين، وعدم الأمانة في العلم، كما كانت سيرة الرسول صلي الله عليه وسلم هي أكثر ما يهز وجدانه، ويثير مشاعره رقة وحنانا.
بدأ الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي في أخريات حياته يسير وفق نظام نباتي صارم، مع الصيام شبه الدائم، وكأنه يحشد نفسه بذلك لأعماله الدينية العلمية، حتى أسماه تلامذته «صائم الدهر»، وقد وصفه أستاذنا الزركلي بأنه كان صائم الدهر، قوي العزيمة. وقد أصيب الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي في عينيه بالمياه البيضاء والزرقاء، ففقد بصره تماما في أخريات عمره، وقد أثرت فيه نكسة سنة 1967 وأصابته بأزمة نفسية شديدة حتى توفي. لم ينل الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي من التكريم ما يستحقه، وسطا كثيرون على أعماله مع إعادة إنتاج هذه الأعمال، لكن القراء والباحثين يعرفون فضله وسطوهم، ويعرفون أن كل الجهود في المجالات التي ارتادها ليست إلا عالة عليه، وعلى دأبه وصبره وفهمه ووقته.
آثاره:
– «المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم».
– «اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان» أي: البخاري ومسلم، ثلاثة أجزاء.
– «تيسير المنفعة بكتابي مفتاح كنوز السنة».
– «المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي الشريف».
– «معجم غريب القرآن».
– «فهرس موطأ الإمام مالك».
– «سنن ابن ماجة».
– «صحيح مسلم»، وأضاف إليها شروحا.
– «شواهد التوضيح والتصريح لابن مالك»، وقد خرج الأحاديث والشواهد الشعرية به.
– «الأدب المفرد» للبخاري، وقد خرج الأحاديث الموجودة به.
– «جامع الصحيحين».
– «أطراف الصحيحين».
– «جامع مسانيد صحيح البخاري».
– «المسلمات المؤمنات: ما لهن وما عليهن من كتاب الله والحكمة».
ترجم:
– «مفتاح كنوز السنة» عن الإنجليزية خلال دراسته لها.
– «تفصيل آيات القرآن الحكيم» عن الفرنسية.
أشرف على تصحيح:
– «محاسن التأويل» سبعة عشر جزءا لجمال الدين القاسمي.
– «شواهد التوضيح والتصريح لمشكلات الجامع الصحيح» لابن مالك.
– «تصحيح وترقيم الجزء الثالث من جامع الترمذي.
وفاته وتأبينه
توفي الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي في القاهرة في 22 فبراير سنة 1968. وفي موسوعة أعلام الفكر الإسلامي التي تشرفت بتحريرها بإشراف أستاذنا الدكتور محمود زقزوق مادة جميلة عنه كتبها الدكتور موسي شاهين لاشين جزئية مهمة، وضمنها تحقيقه لجزئية مهمة وهي أن الدكتورة نعمات أحمد فؤاد لزمته طالبة ومتعلمة، وكان لقربها الشديد منه تعلما ومدارسة وشبها في اسم الأب ما أوقع بعض مَنْ ترجم له في وهم خاطئ بأنها ابنة أخيه، ولعل ما زاد من وهمهم أن الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي كان معجبا بذكائها وحسن تعلمها حتى كان يعدها ابنته المجتباة، ومن الجدير بالذكر أن الدكتورة نعمات أحمد فؤاد كتبت مقالا عنه بعد وفاته في مجلة العربي الكويتية، 1968، وكذلك كتب عنه الدكتور أحمد الشرباصي في مجلة الأديب اللبنانية، 1968.
د. محمد الجوادي
كاتب مصري
https://www.aljazeera.net/blogs/2020/4/1/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D8%B0-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D9%81%D8%A4%D8%A7%D8%AF-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D9%82%D9%8A