أحمد سامح ابن الشيخ راغب الخالديّ، أبي الوليد: من رجال التربية والتعليم. فلسطيني، من أهل يافا. تعلم بمدرسة المطران بالقدس ثم بالجامعة الأمريكية ببيروت. وتخرج صيدليا سنة 1917 م وخدم في الجيش العثماني إلى آخر الحرب العالمية الأولى. وعاد بعدها إلى الجامعة فأحرز درجة M. A. (أستاذ في العلوم) وعين مفتشا للمعارف في قضاء يافا فمديرا للكلية العربية في القدس سنة 1925 فمساعدا لمدير المعارف بفلسطين. ولما داهمها اليهود انتقل إلى لبنان، وتوفي في (بيت مري) إحدى قراه، ودفن ببيروت. له كتب منها (رجال الحكم والإدارة في فلسطين - ط) و (أنظمة التعليم - ط) جزان، و (أركان التدريس - ط) و (إدارة الصفوف - ط) في التربية والتعليم، و (أهل العلم بين مصر وفلسطين - - ط) رسالة، و (العرب والحضارة الحديثة - ط) و (رحلات في ديار الشام - ط) و (تاريخ المعاهد الإسلامية - خ) في ثمانية أجزاء، و (الأردن في التاريخ الإسلامي - خ) و (تاريخ بيت المقدس - خ) و (الحياة العقلية - ط) و (أقنعة الحب - ط) وترجم عن الانجليزية كتابا في (علم النفس) ونشر عدة رسائل من قديم المخطوطات في التاريخ والأدب .
-الأعلام للزركلي-
أحمد سامح الخالدي
(1896 ـ 1951م)
مولده ونشأته: هو أحمد بن العالم الشيخ راغب الخالدي، ولد في القدس سنة 1896م، وهو من الأسرة الخالدية في فلسطين المنحدرة من أصل عربي في الحجاز، وقد أنجبت هذه الأسرة أعلاماً في العلم والأدب والشعر، ومارست القضاء على التوالي خلال ثمانية قرون، رحل قسم منها إلى مصر وأشغل مناصب في القضاء، ومن أعلامها العالم الكبير المرحوم الشيخ خليل الخالدي مؤسس المكتبة الخالدية الموجودة في القدس.
تلقى المترجم علومه الابتدائية في المدرسة الأمريكية، ثم في مدرسة المطران، وبعدها التحق بالجامعة الأمريكية ببيروت، واختص بفرع الصيدلة، ونال شهادتها وهو في العشرين من عمره سنة 1916م، ولما أعلنت الهدنة عاد إلى الجامعة فنال درجة بكلوريا في الاقتصاد والتربية.
في خدمة العلم: عاد إلى فلسطين وعين مفتشاً للمعارف في يافا، وتابع دراسته إلى أن حاز على درجة أستاذ في التربية، ثم عين مساعداً لمدير معارف فلسطين، فمديراًللكلية العلمية العربية في القدس سنة 1925م، وظل في منصبه هذا إلى أن حلت النكبة بعرب فلسطين.
خدماته الاجتماعية: لقد قام بخدمات اجتماعية جليلة، فحقق مشروع لجنة اليتيم العربي لأيتام الثورات العربية في فلسطين، فأنشأ لهم معهداً في دير عمرو كلف حوالي 150 ألف جنيه فلسطيني، تولى تنظيم جمعها بنفسه.
في لبنان: ولما حلت النكبة لجأ في سنة 1948م مع قرينته الأديبة الفاضلة السيدة عنبرة سلام إلى لبنان، وكان إبان حياته فيها عاملاً فعالاً من أجل تعليم أبناء اللاجئين، فأسس في جنوب لبنان مدرسة نموذجية قريبة الشبه بمعهد دير عمرو، وقد أعانه في تحقيق هذا المشروع المرحوم رياض الصلح.
آثاره: لم يكف المترجم لحظة عن الكتابة والتأليف، فكان يعقد الفصول في مجلتي الأديب والرسالة ونشر المقالات في عدة جرائد.
وقد وضع كتاب التعليم عند العرب، ووضع اثنين وعشرين مؤلفاً طبع منها ستة عشر والباقي لا تزال مخطوطة، واشترك مع قرينته المعروفة السيدة عنبرة سلام في وضع كتاب تأثير النساء في المدنية العربية.
أما كتبه فمنها ما قد تمكن من إخراجه من فلسطين، ومنها هام جدًّا ظل في بيته في القدس تحت إشراف ممثلي هيئة الأمم المتحدة.
وفي شهر كانون الثاني سنة 1951م عين في شركة البان أمريكان للطيران بمثابة مدير معاون لصائب بك سلام.
كان خصب الإنتاج طيلة حياته بالرغم من الصدمة الخاصة التي ألمت به بفقد قرينته الأولى (أم الوليد)، ولكن الله وقد أراد أن يهيئ له السبيل إلى تأدية رسالته الكبرى كافأه بالسيدة عنبرة سلام، وهي علم من أعلام السيدات العربيات في القرن العشرين، وكانت خير زوج ومعين، ولم يقعدها أمر الإشراف على بيتها وأولادها عن تبادل الآراء مع قرينها في شتى المواضيع، ومن الانصراف إلى ترجمة (الإلياذة) و(الأويسي) إلى العربية، وقد طبعهما وأقرتهما حكومة فلسطين.
وفاته: لقد تركت نكبة فلسطين وأوضاع اللاجئين أبلغ الأثر في نفسه، وبعد ظهر يوم الخميس في 27 أيلول سنة 1951م استأثرت به رحمة الله، وشيع جثمانه إلى مقره الأخير في مقام الأوزاعي بالقرب من بيروت، وأنجب ثلاثة أولاد مثقفين.
أعلام الأدب والفن، تأليف أدهم آل الجندي الجزء الثاني – ص 405 - 406.