إبراهيم بن مرزوق: شاعر مصري، من أهل القاهرة. تعلم في مدرسة الألسن، وبرع بالفرنسية، وتولى وظائف صغيرة ثم عين (ناظرا) للقلم الافرنجي بالخرطوم فبقي إلى أن توفي فيها. واعتنى أحد المتأدبين بجمع ديوانه وأدخل فيه ما ليس له، وسماه (الدر البهي المنسوق بديوان إبراهيم بك مرزوق - ط) وله (رحلة السلامة - ط) رسالة مسجعة في بعض ما رآه في السودان .
-الأعلام للزركلي-
إبراهيم مرزوق
1221ه - 1283ه
تلقى إبراهيم بك مرزوق الشاعر العلم بمدرسة الألسن، وتخرج على ناظرها رفاعة بك رافع الشهير، فقرأ بهذه المدرسة النحو والصرف وباقي علومها، وبرع في الفرنسية، وكان لرفاعة عناية خاصة في تلقين تلاميذه العربية والعلوم الأدبية وتدريبهم على نظم الشعر، فكان للمترجم حظ من هذه الصناعة، فنظم الشعر الجيد من المقطعات والقصائد، اعتني بجمعها بعده محمد سعيد بك ابن جعفر مظهر باشا سنة 1287ه في ديوان سماه «الدر البهي المنسوق بديوان إبراهيم بك مرزوق» وطبع بمصر
ولما أتم المترجم علومه بالمدرسة استخدم في ديوان كان يقال له «ديوان الهرجلات» وهو خاص ببيع الخيل والماشية التابعة للحكومة، ثم تقل منه ناظرا للقلم الإفرنكي بالضبطية، وفصل منه مدة عبده باشا ضابط مصر، ثم عاد إليه بعد نحو ثلاث سنوات، وكان مدة توليه لهذا القلم كثير المعاكسة للإفرنج، إذا وقع أحدهم في سجن الضبطية أو كانت له دعوى بها قلما كان يسلم من أذاته، حتى ضج منه وكلاء الدول وأكثروا من الشكوى، فلم يكن يثبت عليه شيء عند التحقيق؛ والسبب في ذلك أنه كان يعتمد على إخوانه ومرءوسيه بالضبطية على إيصال الأذى إليهم سرا نكاية بهم لطغيانهم على الرعية وتدرعهم بدروع الحمايات.
وفي مدة وكالة إسماعيل الخديوي نقل المترجم معاونا بمجلس الأحكام، ثم لما تولى هذا الخديوي على مصر أرسله ناظرا للقلم الإفرنكي بالخرطوم قاعدة بلاد السودان، فبقي إلى أن توفي بها سنة 1283ه
وكان مربوع القامة، أبيض اللون، قد وخطه الشيب، ومات بعدما تجاوز الستين رحمه الله.
مقتطفات من كتاب: أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث، تأليف: أحمد تيمور باشا.
إبراهيم مرزوق
(1803 ـ 1866م)
لقد تعذر علينا معرفة تاريخ ولادته، ولما كان قد تجاوز الستين من عمره، فتكون ولادته حوالي سنة 1803م على وجه التقدير.
تلقى العلم بمدرسة الألسن، وقرأ فيها النحو والصرف، وبرع في اللغة الفرنسية، ولما أتم علومه، استخدم في ديوان (الهرجلات)، وهو خاص ببيع الخيل والماشية التابعة للحكومة، ثم نقل منه للقلم الفرنجي بالدرك، وفصل مدة ثلاثة سنوات، ثم عاد إليه، كان محبًّا لوطنه، متعصباً لقوميته، يعاكس الغربيين إذا وقع أحدهم في سجن الدرك، نكاية بوكلاء الدول، لطغيانهم على الرعية، وتذرعهم بدروع الحمايات، حتى ضجوا منه وأكثروا من الشكوى.
وفي عهد الخديوي إسماعيل باشا نقل المترجم معاوناً بمجلس الأحكام، ثم أوفد ناظراً للقلم الفرنجي بالخرطوم، فبقي فيه إليه حين وفاته.
مواهبه الأدبية: نظم الشعر الجيد من القطعات والقصائد، واعتنى بجمعها بعده محمد سعيد بك ابن جعفر مظهر باشا، وكان ناثراً بليغاً، وفي ديوانه غير ذلك من المدائح والتهاني والمراثي والتعازي وباقي الفنون الأدبية، وكلها مليئة بالمحاسن والغرر، ومن روائع شعره قوله:
لم يرضني الهجر حتى | عمر الحبيب تقضى |
والأرض ضمته قبلي | يا ليتني كنت أرضا (أرضي) |
أما شعره الغزلي فهو من الملاحة بمكان، قال:
أشجتك شمس ملاحة | في غيهب الليل استنارت |
أم بدر حسن طالع | من حسنه الأقمار غارت |
نظرت له عين المها | فتعجبت منه وحارت |
من منصفي من أعين | في حكمها في القلب جارت |
يا جنة نيرانها | في قلب عاشقها استعارت |
ما ضرها لما نأت | لو انها في النوم زارت |
ومن قصائده الخمرية البديعة قوله:
هيا اسقياني ثلاثاً واشربا قدحاً | يا ساقييَّ فزند اللهو قد قدحا |
وأحييا دولة القصف التي دثرت | وخليا الزهد للوعاظ والنصحا |
وبادرا فرص اللذات واجتنبا | من لام رشف كاسات الطلا ولجا |
فقد خلعت عذاري غير معتذر | ورحت أرفل من برد الصبا مرحا |
وقلت للرشد ما لي فيك من أرب | فارحل وقمت بثوب الغيِّ متشحا |
فعاطياني وعين النجم شاهدة | شمساً يقصر عن أوصافها الفصحا |
لو أن عائبها قد ذاق لذتها | ما كان عاب لها كأساً ولا (قدحا) |
وفيها من التورية، وكان ولوعاً بها مجيداً لها.
وكان للشاعر في التخميس والتشطير مقدرة عظمى تشهد له بالتمكن في النظم مع سمو الخيال، فخمس أغلب القصائد والمقاطع المتداولة على ألسنة الأدب للمتنبي، والكمال ابن النبيه، والمعري وغيرهم، وكلها في غاية الطرافة والحكمة، ومن تشطيره للبيتين المنسوبين إلى إبليس في الخمر قال:
وحمراء قبل المزج صفراء بعده) | كوجنة خود راعها لثم سارق |
إذا صبَّها في عسجديّ مخضب | (بدت بين ثوبي نرجس وشقائق) |
(حكت وجنة المعشوق صرفاً فسلطوا) | على نهبها الألحاظ من كل وامق |
وصاغ حباب الماء في حال صبه | (عليها مزاجاً فاكتست لون عاشق) |
وفاته: كان مربوع القامة، أبيض اللون، وقد تجاوز الستين من عمره، وفي سنة 1866م وفاه الأجل.
أعلام الأدب والفن، تأليف أدهم آل الجندي الجزء الثاني – ص 426 - 427.