إبراهيم بن أحمد بن علي الحصكفي الحلبي العباسي برهان الدين
ابن المنلا
تاريخ الوفاة | 1032 هـ |
مكان الولادة | حلب - سوريا |
مكان الوفاة | حلب - سوريا |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
الشَّيْخ إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن يُوسُف بن حُسَيْن بن يُوسُف بن مُوسَى الحصكفي الأَصْل الْحلَبِي المولد العباسي الشَّافِعِي الْمَعْرُوف بِابْن المنلا وَسَيَأْتِي وَالِده أَحْمد شَارِح مُغنِي اللبيب وَأَخُوهُ مُحَمَّد فقد أفرد فِي ظلّ أَبِيه وَأخذ عَنهُ الْعُلُوم وَتخرج عَلَيْهِ فِي الْأَدَب وَأخذ عَن الْبَدْر مَحْمُود البيلوني وَعَن الشَّيْخ عمر العرضي وَكتب إِلَيْهِ جدي القَاضِي محب الدّين بِالْإِجَازَةِ من دمشق فِي سنة خمس وَتِسْعين وَتِسْعمِائَة وَحج بعد الْألف وَرجع إِلَى حلب وانعزل عَن النَّاس وَلزِمَ المطالعة وَالْكِتَابَة والتلاوة لِلْقُرْآنِ كثيرا وَكَانَ صافي السريرة لَا تعهد لَهُ زلَّة ونطم الدُّرَر وَالْغرر فِي فقه الْحَنَفِيَّة من بَحر الرجز وَدلّ على ملكته الراسخة فَإِن الْعَادة فِيمَا ينظم أَن يكون مُخْتَصرا وَبِالْجُمْلَةِ فَإِنَّهُ كَانَ يغلب على طبعه الْأَدَب وَكَانَ لَهُ حسن محاضرة وَله شعر قَلِيل منقح مِنْهُ قَوْله
(وَلما انطوت بِالْقربِ شقة بَيْننَا ... وَغَابَتْ وشَاة دُوننَا وعيون)
(بسطت لَهَا والوجد يعبث بالحشا ... شجون حَدِيث والْحَدِيث شجون)
الحَدِيث شجون مثل من أَمْثَال الْعَرَب وَأَصله ذُو شجون أَي ذُو طرق وَالْوَاحد شجن بِسُكُون الْجِيم وَقد نظم أَبُو بكر الْقُهسْتَانِيّ هَذَا الْمثل ومثلاً آخر فِي بَيت وَاحِد وَأحسن مَا شَاءَ وَهُوَ قَوْله
(تذكر نجداً والْحَدِيث شجون ... فجن اشتياقاً وَالْجُنُون فنون)
وَلابْن المنلا من قصيدة قرظ بهَا شعرًا ليوسف بن عمرَان الْحلَبِي الشَّاعِر الْمَشْهُور
(أطرسك هَذَا أم لجين مَذْهَب ... ونظمك أم خمر لهمى مَذْهَب)
(وَتلك سطور أم عُقُود جَوَاهِر ... وزهر سَمَاء أم هُوَ الرَّوْض مخصب)
(وَتلك معَان أم غوان تروق ... للعيون وباللحن المسامع تطرب)
(فيا حبذا هذي القوافي الَّتِي بِمن ... يعارضها ظفر الْمنية ينشب)
(لقد أحكمتها فكرة ألمعية ... فكدت لَهَا من رقة النّظم أشْرب)
(فَمن غزل كم هز ذَا صبوة إِلَى التصابي ... فأضحى بالغزال يشبب)
(فيا بَحر فضل فائض بلآلىء ... لَهَا فكرك الْوَقَّاد مَا زَالَ يثقب)
(ظَنَنْت بأنى للخطوب مؤهل ... فأرسلته شعرًا لنظمي يخْطب)
(فعذراً فَإِن الْفِكر فِي مشتت ... وعقلي بأيدي حَادث الدَّهْر ينهب)
فَقَوله فكدت لَهَا من رقة النّظم أشْرب حسن وَالْأَحْسَن أَن ينْسب الشّرْب إِلَى السّمع كَمَا قَالَ الآخر فِي وصف قصيدة تكَاد من عذوبة الْأَلْفَاظ تشربها مسامع الْحفاظ وَله غير ذَلِك وَكَانَت وَفَاته بعد الثَّلَاثِينَ وَألف بِقَلِيل والحصكفي بِفَتْح الْحَاء وَسُكُون الصَّاد الْمُهْمَلَتَيْنِ وَفتح الْكَاف وَفِي آخرهَا الْفَاء هَذِه النِّسْبَة إِلَى حصن كيفا وَهِي من ديار بكر قَالَ فِي الْمُشْتَرك وحصن كيفا على دجلة بَين جَزِيرَة ابْن عمر وميا فارقين وَكَانَ الْقيَاس أَن ينسبوا إِلَيْهِ الحصنى وَقد نسبوا إِلَيْهِ أَيْضا كَذَلِك لَكِن إِذا نسبوا إِلَى اسْمَيْنِ أضيف أَحدهمَا إِلَى الآخر ركبُوا من مَجْمُوع الاسمين اسْما وَاحِدًا ونسبوا إِلَيْهِ كَمَا فعلوا هُنَا وَكَذَلِكَ نسبوا إِلَى رَأس عين رسعني وَالِي عبد الله وَعبد شمس وَعبد الدَّار عبدلي وعبشمي وعبدري وَكَذَلِكَ كل مَا هُوَ نَظِير هَذَا والعباسي نِسْبَة إِلَى الْعَبَّاس عَم النَّبِي فقد ذكر أَن جده كَانَ مَنْسُوبا إِلَيْهِ واشتهر بَيتهمْ فِي حلب بِبَيْت المنلا لِأَن جد وَالِد ابراهيم هَذَا كَانَ يعرف بمنلا حاجي وَكَانَ قَاضِي قُضَاة تبريز وَله شرح على الْمُحَرر فِي فقه الشَّافِعِي للرافعي وحاشية على شرح العقائد للتفتازاني سَمَّاهَا تحفة الْفَوَائِد لشرح العقائد وحشى شرح الطوالع وَشرح الشاطبية وفصوص ابْن عَرَبِيّ وَكتب على الجغميني فِي الْهَيْئَة شَيْئا.
ــ خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر.
إبراهيم بن أحمد بن محمد بن علي، ابن الُملاَّ الحصْكَفي، ويعرف بابن المنلا: أديب، له شعر وكتب. أصله من حصن كيفا (في ديار بكر) ومولده ووفاته بحلب. له (حلبة المفاضلة في المطارحة والمراسلة - خ) و (أبكار المعاني المخدرة - خ) و (اقتطاف شقائق النعمان، من رياض الوافي بوفيات الأعيان - خ) خمسة أجزاء منه، بخطه، ابتداؤها من سنة 976 ونهايتها سنة 990 و (جامع المتفرقات من فوائد الورقات، لإمام الحرمين - خ) في الأصول.
-الأعلام للزركلي.