محمد بن إبراهيم بن منجك اليوسفي ناصر الدين
ابن منجك
تاريخ الولادة | 781 هـ |
تاريخ الوفاة | 844 هـ |
العمر | 63 سنة |
مكان الولادة | دمشق - سوريا |
مكان الوفاة | دمشق - سوريا |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن منجك نَاصِر الدّين بن صارم الدّين بن الأتابك سيف الدّين اليوسفي وَالِد إِبْرَاهِيم الْمَاضِي وَيعرف بِابْن منجك. ولد بعد الثَّمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا وَصَارَ من جملَة أمرائها فِي دولة النَّاصِر فرج، وَصَحب شَيخا وَهُوَ نَائِب الشَّام فاختص بِهِ وامتحن بِسَبَبِهِ بِحَيْثُ رام النَّاصِر قَتله فَلَمَّا تسلطن الْمُؤَيد رعى لَهُ مَا مَسّه من أَجله وأنعم عَلَيْهِ بتقدمة بِدِمَشْق وبإقطاع فِي مصر وعظمه جدا ونالته السَّعَادَة وَعرض عَلَيْهِ زِيَادَة على مَا ذكر الْوَظَائِف والأعمال فَأبى، وَصَارَ يصيف بِدِمَشْق ويشتي بِالْقَاهِرَةِ مقتصدا فِي هَيئته غير مراع لناموس الْأُمَرَاء فِي لبسه حَتَّى حِين لعبه مَعَ السُّلْطَان الكرة وَنَحْوهَا بل وَلَا يحضر الخدم السُّلْطَانِيَّة، وَحكى سودون الْحكمِي أَنه رَآهُ حضر مرّة إِلَى الْقَاهِرَة فَأكْرمه الْمُؤَيد على عَادَته بِالْجُلُوسِ فَوق أكَابِر الْأُمَرَاء وَنَحْوه وَأَرَادَ أَن يخلع عَلَيْهِ فَامْتنعَ تنزها فحنق الْمُؤَيد مِنْهُ وَقَالَ: وَالله إِن لم تلبسها وليتك الْآن نِيَابَة الشَّام فَمَا وَسعه إِلَّا لبسهَا ثمَّ خلعها خَارج بَاب القلعة واقتفى أثر الْمُؤَيد كل من بعده بل صَار فِي أَيَّام الْأَشْرَف برسباي إِلَى عَظمَة زَائِدَة بِحَيْثُ كَانَ يجلسه على يسَاره وأمير سلَاح دونه وَكَأَنَّهُ لكَونه لم يكن يتَكَلَّم مَعَ غَيره فِي مَجْلِسه إِلَّا لحَاجَة واقتفى أثر من قبله فِي التَّعْظِيم وَإِن زَاد عَلَيْهِم فَإِنَّهُ كَانَ إِذا توجه مَعَه للصَّيْد تَنْحَصِر الْكَلِمَة فِيهِ دون سَائِر الْأُمَرَاء لتقدمه فِي معرفَة الصَّيْد بالجوارح وَضرب الكرة ومزيد غرامه بذلك، وَقد قدم على الظَّاهِر جقمق فَعَظمهُ جدا وسلك مَسْلَك من قبله وَأقَام بِالْقَاهِرَةِ يَسِيرا ثمَّ رَجَعَ بعد اسْتِئْذَانه فِي التَّوَجُّه إِلَى الْحجاز وشفاعته فِي الزيني عبد الباسط ليرْجع مَعَه من مَكَّة إِلَى الْبِلَاد الشامية فَأذن لَهُ فِي الْأَمريْنِ مَعًا، وَحج فِي موسم سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَعَاد بالزيني وَلم يلبث إِلَّا يَسِيرا. وَمَات فِي يَوْم الْأَحَد منتصف ربيع الأول سنة أَربع وَأَرْبَعين، وَكَانَ شكلا حسنا مسترسل اللِّحْيَة إِلَى الطول أقرب حُلْو المحاضرة رَشِيق الْحَرَكَة رَأْسا فِي الكرة والجوارح عَاقِلا سَاكِنا عَارِفًا بمداخلة الْمُلُوك، وَذكره المقريزي فَقَالَ: مَاتَ عَن نَحْو السّبْعين بِدِمَشْق وَكَانَ يُوصف بدين وعفة وحظي فِي الدولة المؤيدية ثمَّ الأشرفية وَكَانَ يقدم فِي كل سنة إِلَى السُّلْطَان بهدية ويشاور وَله غناء وثراء وإفضال على قوم يعتقدهم بِدِمَشْق، وَقَالَ غَيره: كَانَ كثير المَال جدا سَاكِنا كثير الصمت وَالظَّاهِر أَنه يقْصد ستر جَهله بذلك كل ذَلِك مَعَ مزِيد شحه بِحَيْثُ يضْرب بِهِ فِي ذَلِك الْمثل وَكَونه جمع من الْأَمْوَال والأملاك مَا يضاهي بِهِ جده أَو أَزِيد عفيفا دينا مائلا للمعروف وَله من الْآثَار الجامعان اللَّذَان أنشأهما بِظَاهِر بِدِمَشْق وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ بِهِ تجمل لبني الدُّنْيَا عَفا الله عَنهُ ورحمه.
ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي.