يُوسُف بن أَحْمد الملقب جمال الدّين أَبُو المحاسن العلموى الشَّاعِر كَانَ فى طَلِيعَة عمره يتكسب بِالشَّهَادَةِ ثمَّ تَركهَا وَولى بعض التداريس وَله شعر كثير وَكَانَ كثيرا مَا يراسل ابناء عصره بالقصائد المطولة والالغاز والاحاجى ويمتدح الموالى الواردين وخلفاء آل عُثْمَان ويلتمس من ادباء دمشق التقريظ وَمن جملَة مَاله قصيدة رائية نظمها فى مدح الْمولى فيض الله بن أَحْمد الْمَعْرُوف بالقاق حِين كَانَ قَاضِيا بِدِمَشْق وقرظ عَلَيْهَا عَامَّة الادباء وَقد جمع التقاريظ عبد الْكَرِيم الطارانى فى دفتر مُسْتَقل سَمَّاهُ بالفياح المسكيه فى المدائح الفيضيه وَمِنْهَا قصيدة فى مدح السُّلْطَان مُرَاد بن سليم جمع الطارانى أَيْضا تقاريظها وسماها بُلُوغ المُرَاد فى مدح السُّلْطَان مراه وهى مرتبَة على حُرُوف المعجم وَكَانَ فى مشيته خطل مَعَ نِهَايَة الطول حَتَّى قَالَ فِيهِ بعض الشُّعَرَاء
(قَالَ الاديب العلموى ... الشّعْر عَنى ينْقل)
(لاننى نظامه ... أَلَيْسَ انى اخطل).
وَمن شعره
(لما رَأَيْت مناصبى قد وجهت ... لملفق مَعَ أَحمَق ترياقى)
(وَعلمت أَنى لَا أفوز بردهَا ... ادركت مُنْتَفعا بِبيع الباقى)
(وَبقيت فى ايامكم ذَا فافة ... مَشْهُورَة فى سَائِر الْآفَاق)
وَكَانَت وَفَاته يَوْم الاحد سادس عشر صفر سنة سِتّ بعد الالف وَدفن بمقبرة الفراديس
ــ خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر.
العَلْمَوي
(000 - 1006 هـ = 000 - 1597 م)
يوسف بن أحمد العلموي:
متأدب دمشقي، كثير النظم. نعته النجم الغزي بالشاعر المكثار، بل المهذار، وقال: أكثر شعره ليس فيه إلا الوزن والقافية، وقصائده في الغالب مئات. وكان يعرض قصائده على الناس ويطلب تقريظها، ثم يجعلها أحد أصحابه مع التقاريظ كتبا. من ذلك قصيدة مدح بها قاضيا يدعى " فيض الله " فسميت مع التقاريظ: " الفوائح المسكية في المدائح الفيضية " ومدح السلطان مرادا، فسميت: " بلوغ المراد في مدح السلطان مراد " .
-الاعلام للزركلي-