يُوسُف الْمَعْرُوف بالبديعى الدمشقى الاديب الذى زين الطروس برشحات اقلامه فَلَو أدْركهُ البديع لاعتزل صَنْعَة الانشاء والقريض عِنْد اسْتِمَاع نثره ونظامه خرج من دمشق فى صباه فَحل فى حلب فَلم يزل حَتَّى بلغ الشُّهْرَة الطنانة فى الْفضل والادب وَألف المؤلفات الفائقة مِنْهَا كِتَابه الصُّبْح المنبى فى حيثية المتنبى وَكتاب الحدائق فى الادب وَلما رأى كتاب الخفاجى الريحانة عمل كتاب ذكرى حبيب فَأحْسن وأبدع وَأطَال وَأَطْنَبَ وأعرب عَن لطافة تَعْبِيره وحلاوة ترصيعه الا أَنه لم يساعده الْحَظ فى شهرته فَلَا أعلم لَهُ نُسْخَة الا فى الرّوم عِنْد استاذى الشَّيْخ مُحَمَّد عزتى ونسخة عندى وَمن شعره مادحا ومودعا ابْن الحسام شيخ الاسلام حِين انْفَصل عَن قَضَاء دمشق
(أحاشيه عَن ذكرى حَدِيث وداعه ... وأكبره عَن بثه واستماعه)
(وَمَا كَانَ صبرى عِنْد وَشك النَّوَى على الجوى غير صَبر الْمَوْت عِنْد نزاعه ... )
(وَنحن بأفق الشَّام فى خدمَة الذى ... يضيق الفضا عَن صَدره باتساعه)
(أجل حماة الدّين وَابْن حسامه ... وحامى حمى أَرْكَانه وقطاعه)
(عَشِيَّة توديع المآثر والعلى ... وكل فخار للورى فى رباعه)
(وَمَا سرت عَن وادى دمشق وَلم يسر ... وسودده فى مدنه وضياعه)
وَلها تَتِمَّة وَله فى مدح النَّجْم الحلفاوى
(رويدا هُوَ الوجد الذى جلّ بارحه ... وَقد بَعدت مِمَّن أحب مطارحه)
(هوى تاهت الافكار فى كنه ذَاته ... وَمتْن غرام عَنهُ يعجز شَارِحه)
مِنْهَا فى الْمَدْح
(امام أَطَاعَته البلاغة مارقا ... ذرى مِنْبَر الا وكادت تصافحه)
(تعد الْحَصَى وَاللَّيْل تحصى نجومه ... وَلم يحص جُزْءا من سجاياه مادحه)
وشعره كثير أوردت مِنْهُ فى كتابى النفحة مَا فِيهِ مقنع ثمَّ ولى قَضَاء الْموصل ثمَّ توفى بالروم سنة ثَلَاث وَسبعين وَألف
ــ خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر.
يُوسف البَدِيعي
(000 - 1073 هـ = 000 - 1662 م)
يوسف البديعي الدمشقيّ:
أديب، من شعراء نفحة الريحانة. دمشقي المولد والمنشأ. استقر واشتهر بحلب، وتوفي بالروم (في تركيا) .
له كتب، منها " الصبح المنبي عن حيثية المتنبي - ط " و " هبة الأيام فيما يتعلق ب أبي تمام - ط " و " الحدائق البديعة - خ " أدب، و " ذكرى حبيب " على نمط الريحانة للخفاجي، و " أوج التحرّي عن حيثية أبي العلاء المعري - ط " و " هدايا الكرام في تنزيه آباء النبي عليه السلام " .
-الاعلام للزركلي-