يحيى بن محمد بن محمد بن أحمد الأصيلي المصري

تاريخ الولادةغير معروف
تاريخ الوفاة1010 هـ
مكان الولادةدمياط - مصر
مكان الوفاةمكة المكرمة - الحجاز
أماكن الإقامة
  • القاهرة - مصر
  • دمياط - مصر

نبذة

يحيى بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الاصيلى المصرى الاديب الشَّاعِر الْمَشْهُود ذكره الخفاجى فى كِتَابيه واثنى عَلَيْهِ كثيرا وَرَأَيْت لَهُ تَرْجَمَة فى مَجْمُوع الاخ الْفَاضِل الشَّيْخ مصطفى بن فتح الله وَلست ادرى لمن هى قَالَ فِيهَا شَاعِر ناط شعره بالشعرى وقلد جيد الدَّهْر درا فَسَماهُ شعرًا مَعَ رقة طبع وخفة روح ودمائه اخلاق توسى بهَا الجروح ومجون يسلب الْحَكِيم ثوب وقاره وينسى الخليع كأس عقاره وَتعلق بفنون الالحان يُدِير بهَا من سلاف الطَّرب مَا يهزأ بسلاف الحان

الترجمة

يحيى بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الاصيلى المصرى الاديب الشَّاعِر الْمَشْهُود ذكره الخفاجى فى كِتَابيه واثنى عَلَيْهِ كثيرا وَرَأَيْت لَهُ تَرْجَمَة فى مَجْمُوع الاخ الْفَاضِل الشَّيْخ مصطفى بن فتح الله وَلست ادرى لمن هى قَالَ فِيهَا شَاعِر ناط شعره بالشعرى وقلد جيد الدَّهْر درا فَسَماهُ شعرًا مَعَ رقة طبع وخفة روح ودمائه اخلاق توسى بهَا الجروح ومجون يسلب الْحَكِيم ثوب وقاره وينسى الخليع كأس عقاره وَتعلق بفنون الالحان يُدِير بهَا من سلاف الطَّرب مَا يهزأ بسلاف الحان يهزأ اتِّفَاق نظامه بِالْعقدِ الثمين وتتلو ألسن سامعيه ان هَذَا الا سحر مُبين كم فصل ببيانه من الادب مُجملا
(ألذ من السلوى وَأطيب نفحة ... من الْمسك مفتونا وأيسر محملًا)
وَلم يزل موفور الجاه بالديار المصرية لَا سِيمَا عِنْد الْمَشَايِخ البكرية حَتَّى قصد الْحَج لاداء الْفَرْض وطوى لمشاهدة تِلْكَ الْمشَاهد مهامه الارض فَلَمَّا قضى مَنَاسِكه وتفثه وَلم من وعثاء السّفر شعثه طافت بِهِ الْمنية طَوَافه بِتِلْكَ البنيه فانتقل من جوَار بَيت الله وَحرمه الى مقرّ رَحمته وَكَرمه ولد بدمياط وَبهَا نَشأ ثمَّ هَاجر الى مصر فَتخرج بِالنورِ العسيلى حَتَّى حلا فى ذوقه شهد آدابه وتزينت حقاق افكاره بفرائد خطابه وَكَانَ يتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ ويقرط بِصَوْتِهِ الْحسن الآذان وَكَانَ فَردا فى فنون الْغناء والطرب فاذا ترنم أسكر فى مجَالِس الانس ابْنة الْعِنَب فيميت الهموم وَيبْعَث الابدان فتخاله نسيم الصِّبَا وَالنَّاس اغصان وَله شعر يروق السَّامع والناظر ويحسد ازهاره الرَّوْض الناضر فَمِنْهُ قَوْله
(لى فى الْمحبَّة عَن ملام العاذل ... بِجَمَال من أهواه أشغل شاغل)
(أغرت عيونى بالسهاد وانما ... دمعى الذى أضحى بِوَصْف السَّائِل)
(ان غردت قمرى الحمائم جددت ... شوقا أهاج من الغرام بلابلى)
(بأبى غزال ارْض نجد دَاره ... لَكِن لواحظه عزين لبابل)
(لدن المعاطف رق مرشف ثغره ... فاعجب لَهُ من ذابل فى ذابل)
(ولحاظه حفت بأصداغ فيا ... لله من سيف سَطَا بحمائل)
(تتطاول الاغصان تحكى قده ... والى التناهى مرجع المتطاول)
(أعيا الفصيح بنبت عَارضه فَقل ... قس الفصاحة من أُسَارَى بَاقِل)
وَله فِيمَن اسْمهَا شمس الضُّحَى موريا
(لما وفت شمس الضُّحَى ... لى موعدى وشفت غليلى)

(شاهدت أى عَجِيبَة ... شمس الضُّحَى عِنْد الاصيلى)
وَله فى عرب العشير وأجاد فى التورية
(عَن العشير أبعد وَكن سالما ... وَكن فَتى بالبعد عَنْهُم مشير)
(عاشرت مِنْهُم وَاحِدًا خاننى ... عهدى وميثاقى فبئس العشير)
وَله فى مليح يعرف بالمنهلى
(يناديك حب المنهلى اذا بدا ... تنقل فلذات الْهوى فى التنقل)
(وَقَالَت لنا أَصْحَابه دع مقاله ... ورد كل صَاف لَا تقف عِنْد منهل)
وفى تَذكرته قَالَ كُنَّا بِخِدْمَة الاستاذ مُحَمَّد البكرى قدس سره بِمَنْزِلَة ببولاق انا وَجَمَاعَة من فقرائه وذوى ولائه فَأرْسل لكل وَاحِد حِصَّة من الرُّمَّان وَكنت قد ظَهرت من الْمنزل لقَضَاء الْحَاجة فَلَمَّا حضرت أخْبرت بذلك فَكتبت اليه
(مولاى يَا أكْرم الانام وَمن ... بحار جدوى نداه منصبه)
(قد جَاءَ رمانك الورى جملا ... وَالْعَبْد مَا جَاءَهُ وَلَا حبه)
فَأرْسل مِنْهُ جملَة وافرة وَكتب مجيبا
(نأمر بِالْقَلْبِ وَاللِّسَان بِمَا ... يفِيض مِنْهُ غيث العطا صبه)
(فَلَيْسَ هَذَا الْفَقِير يعرف من ... أَتْبَاعه مثلكُمْ غادصيه)
(فاعذر وَلَا عتب فى الْحساب على ... مُخطئ محبوبه وَلَا حبه)
فَانْظُر الى قَوْله نامر بِالْقَلْبِ فانه رمان ثمَّ قَالَ لى احتفظ بِهَذِهِ الْوَقْعَة فان لَك فِيهَا غَايَة الرّفْعَة وهى تشهد باعترافى بأنى لَا أعرف أحدا من اتباعى يحبنى كمحبتك ويودنى كمودتك وَقَالَ أَيْضا كنت أَنا وَشَيخنَا الْعَلامَة نور الدّين العسيلى جالسين عِنْده وَقد ذكر فى الْمجْلس جمَاعَة من أفاضل الدَّهْر وادباء الْعَصْر توفوا فى مُدَّة قريبَة كالعلامة الفارضى والشهاب السيفى والبرهان البلط وخلائق لَا يُحصونَ فانشد بديهة
(أَقُول وَقد قيل لى كم مضى ... أديب لَهُ حسن نظم جليل)
(دعوا كل ذى أدب ينقضى ... وَيحيى العسيلى وَيحيى الاصيلى)
وَمن شعره مَا كتبه مقرظا على نظم فى الْعَرَبيَّة لبَعض الْفُضَلَاء سَمَّاهُ الاشارات فَقَالَ فِيهِ
(ان الاشارات للْعلم الْعَزِيز حوت ... وحازت الرّفْع مثل الْمُفْرد الْعلم)

(وان تقل مادحا فى نعتها كلما ... ففى الاشارات مَا يغنى عَن الْكَلم)
وَقَالَ اقترح على مَوْلَانَا الشَّيْخ شهَاب الدّين أَحْمد السبفى المالكى ان أنظم بَيْتَيْنِ من بَحر المديد عِنْدَمَا وصلت فى الْقِرَاءَة عَلَيْهِ الى هَذِه الْموضع من ابْن الْحَاجِب وَشَرحهَا لِابْنِ وَاصل فَقَالَ
(وجنود المحبوب ذَات احمرار ... من لظى الْقلب اسْتعَار اسْتعَار)
(فَلهَذَا صَار قلبى كليما ... حَيْثُ من خديه آنست نَارا)
وَقَالَ فى كتاب الى الشريف حسن بن أَبى نمى
(أيد الله تَعَالَى سيدا ... كَامِلا فى سره والعلن)
(بدر فضل أشرقت أنواره ... من ذرى الشَّام لاقصى الْيمن)
(من حوى رق المزايا العلى ... وشرى الْمجد بأغلى ثمن)
(مجده من ذَاته من أَصله ... حسن فى حسن فى حسن)
وَقَالَ من قصيدة يمدح بهَا الاستاذ مُحَمَّد البكرى
(أَلا ان لى يَا آل صديق أَحْمد ... لشمس هدى مِنْكُم بِهِ الكرب ينجلى)
(فلى مِنْهُ أستاذ ولى مِنْهُ مرشد ... ولى مِنْهُ قطب ذُو اتِّصَال ولى ولى)
هَذَا نوع من البديع سَمَّاهُ ابْن الوردى ايهام التَّأْكِيد وَزعم انه ابتدعه وَمثله قَول ابْن مكناس
(نعم نعم محضتهم ... صدق الولا تطولا)
(ومارعوا عهدا وَلَا ... مَوَدَّة وَلَا وَلَا)
وَقَوله
(أتيت جنينة أستاذنا ... وَقد جمعت كل معنى كمل)
(بهَا أى ورد وآس بِهِ ... تفرق شَمل عداهُ وفل)
الفل نوع من الياسمين بلغَة أهل الْيمن ذكى الرَّائِحَة وَلم يذكرهُ أهل اللُّغَة وَلَعَلَّه مولد وَسَماهُ ابْن البيطار فى مفرداته النمارق وَكتب الى مُحَمَّد الصالحى يَسْتَأْذِنهُ فى الدُّخُول عَلَيْهِ لانه كَانَ شَدِيد التوحش
(على الْبَاب من كَاد من شوقه ... يَمُوت وَذَلِكَ يحيى الاصيلى)
(أَتَى يتَغَنَّى بأوصافكم ... فَهَل تأذنون لَهُ فى الدُّخُول)
فَأَجَابَهُ
(لمولاى يحيى رَقِيق الطباع ولطف السماع وَحسن الْقبُول)
(أمولاى هَل خَارج صوتكم ... لتحتاج للاذن وَقت الدُّخُول)
وَهَذَا كَقَوْل الجزار حَيْثُ قَالَ

(أمولاى مَا من طباعى الْخُرُوج ... وَلَكِن تعلمته فى خمولى)
(أتيت لبابك أَرْجُو الْغِنَا ... فأخرجنى الضَّرْب عِنْد الدُّخُول)
الدُّخُول عِنْد المولدين حسن الصَّوْت الجارى على قانون الموسيقى وضده الْخُرُوج وَالضَّرْب النقرات الْمُسَمَّاة بالاصول وَبِهَذَا يَتَّضِح حسن الايهام فى الشّعْر الْمَذْكُور وَله أَيْضا
(قيل لى ان فلَانا ... قد تَعَالَى وتكبر)
(وَلمن قد سَاءَ رَأس ... قلت لَا بل رَأس منسر)
وَقَوله
(مذبان من أَهْوى هَمت ... عينى بِمَاء منهمر)
(نقلت للقلب اذا ... لم تلف صبرا فاستعر)
وَقَوله
(رب قَاض قبل الرِّشْوَة لما أَن تملك ... )
(قَالَ للظالم انى ... سأنجيك وَأهْلك)
وَله
(رِسَالَة من لطفها أشبهت ... ريح الصِّبَا مرت بزهر الرِّبَا)
(وَلم يزل مَا بَين أهل الْهوى ... رسائل العشاق ريح الصِّبَا)
وَقَوله
(وبى عروضى اذا ... أبصره الْبَدْر احتجب)
(أعطافه لصبه ... فاصلة بِلَا سَبَب)
وَله
(يَا ذَا العروضى الذى ... أضحى بسيط الْحسن كَامِل)
(وَعَن ابْن قطاع روى ... هلا رويت عَن ابْن وَاصل)
وَقَوله
(من منصفى من شادن ... بَيت الْمَظَالِم بَيته)
(أخفيه خشيَة بأسه ... وأود لَو سميته)
وَمِنْه قَول السراج الْوراق
(رزقت بِنْتا ليتها لم تكن ... فى لَيْلَة كالدهر قضيتها)
(فَقيل مَا سميتها قلت لَو ... مكنت مِنْهَا كنت سميتها)
قَالَ الخفاجى وَخَطأَهُ بعض الادباء إِنَّه انما يُقَال من السم سممتها وَهُوَ لحن وَاعْتذر عَنهُ بِأَنَّهُ ايهام النورية فالمخطئ مُخطئ فيغتفر فِيهِ مثله وَأَصله سممتها من التفعيل وَمثله لتوالى الافعال فِيهِ يُبدل ثَالِث حرف مِنْهُ بِحرف عِلّة وهى الْيَاء يُقَال فى تقضض البازى تقضى وَقد قَالَ بعض النُّحَاة انه مطرد وَكتب لخاله شغر الاسكندرية يَقُول
(لخالى فى الاسكندرية رَغْبَة ... وَمن بعده قد حَال لى فى الْهوى حَال)

(فان يَك أضحى ثغرها موطنا لَهُ ... فيا حبذا فى ذَلِك الثغر لى خَال)
واشعاره كلهَا من هَذَا النمط عَلَيْهَا مسحة الْحَلَاوَة وَكَانَت وَفَاته لثلاث خلون من الْمحرم سنة عشر بعد الالف بِمَكَّة كَمَا تقدم والأصيلي نِسْبَة لأصيل الدّين أَحْمد بن على بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أَيُّوب

ــ خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر للمحبي الحموي.

 

الأَصِيلي
(000 - 1010 هـ = 000 - 1601 م)
يحيى بن محمد بن محمد بن أحمد، شرف الدين الأصيلي:
ناظم مكثر، مصري. ولد ونشأ بدمياط. وانتقل إلى القاهرة، فانفرد في فنون الغناء والطرب. وتوفي بمكة حاجا.
له " تذكرة " نقل عنها ابن معصوم في السلافة. نسبته إلى جدّ له لقبه أصيل الدين .

-الاعلام للزركلي-