عبد الله بن خَلِيل الأسداباذى جلال الدّين البسطامى ونزيل بَيت الْمُقَدّس ولد بِبَغْدَاد وَصَحب الشَّيْخ عَلَاء الدّين العسفي البسطامي لما قدم من خُرَاسَان فلازمه وسلك طَرِيقه وَصَحبه إِلَى الشَّام ثمَّ إِلَى بَيت الْمُقَدّس وَترك مَا كَانَ فِيهِ بِبَغْدَاد وَكَانَ قد قَرَأَ واشتغل وَأعَاد بِالْمَدْرَسَةِ السُّلْطَانِيَّة للشَّافِعِيَّة فَترك وظائفه ووقف كتبه على الطّلبَة وَخرج مَعَ شَيْخه على قدم التَّجْرِيد والمجاهدة الشاقة بعد البزة وَالنعْمَة واستمرت اقامته بِبَيْت الْمُقَدّس مُقبلا على أَنْوَاع المجاهدة والرياضة وَعمل الخلوات إِلَى أَن اشْتهر أمره وَعلا شَأْنه وَاتفقَ أَنه سَافر فِي حَاجَة لَهُ فَحَضَرت شَيْخه الْوَفَاة فاتفق مَوته سَاعَة حُضُوره فَقَامَ مقَامه فِي تربية المريدين وتأديب الطالبين وأوقع الله لَهُ المهابة فِي الْقُلُوب والانقياد لَهُ من الْخَاص وَالْعَام وَكَانَ بهي المنظر ظَاهر الْوَضَاءَة منور الشيبة كثير البشاشة والتواضع وَله رِسَالَة مَعْرُوفَة فِيهَا آدَاب حَسَنَة وَمِمَّنْ تلمذ لَهُ وَأخذ عَنهُ الشَّيْخ مُحَمَّد الأطعاني وَكَانَت وَفَاته فِي الْمحرم سنة 785 بالقدس
الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة لابن حجر العسقلاني-