طيبغا الدوادار الآنوكي

تاريخ الوفاة752 هـ
مكان الوفاةدمشق - سوريا
أماكن الإقامة
  • دمشق - سوريا

نبذة

طيبغا الدوادار الآنوكي كَانَ من مماليك النَّاصِر فَأعْطَاهُ لوَلَده آنوك وَكَانَ بديع الْحسن فاستقر عِنْده جمدارا فَكَانَ من إفراط محبته فِيهِ يحمل سر موزته تَحت قَمِيصه على جِسْمه وَيَقُول يَا طيبغا أَنا جمدارك ثمَّ لما مَاتَ آنوك اسْتمرّ فِي خدمَة النَّاصِر ثمَّ فِي خدمَة أَوْلَاده إِلَى أَن ولي الْملك الصَّالح.

الترجمة

طيبغا الدوادار الآنوكي كَانَ من مماليك النَّاصِر فَأعْطَاهُ لوَلَده آنوك وَكَانَ بديع الْحسن فاستقر عِنْده جمدارا فَكَانَ من إفراط محبته فِيهِ يحمل سر موزته تَحت قَمِيصه على جِسْمه وَيَقُول يَا طيبغا أَنا جمدارك ثمَّ لما مَاتَ آنوك اسْتمرّ فِي خدمَة النَّاصِر ثمَّ فِي خدمَة أَوْلَاده إِلَى أَن ولي الْملك الصَّالح فاستقر دويدارا صَغِيرا ثمَّ عمل فِي دولة النَّاصِر حسن الأولى لما أخرج جرجيب دويدارا كَبِيرا وَذَلِكَ فِي شهر رَمَضَان سنة 48 فباشر بصلف زَائِد وَضبط الْأُمُور وَحجر على الموقعين وَصَارَ يتَأَمَّل الْقَصَص الَّتِي تدخل دَار الْعدْل وَالَّتِي تخرج والكتب الَّتِي تكْتب والتواقيع والمراسيم كل ذَلِك قبل دُخُولهَا إِلَى الْعَلامَة وَإِذا تأملها أخيرا أعْطى مَا أَرَادَ لصَاحبه وَلم يحفظ عَنهُ انه أَخذ من أحد شَيْئا فَلم يزل إِلَى أَن ضَاقَ بِهِ عَلَاء الدّين ابْن فضل الله ذرعاً فَشَكا إِلَى الْأُمَرَاء انه أَسَاءَ الْأَدَب على بعض الموقعين بِغَيْر ذَنْب وضربه بِيَدِهِ فَأمر النَّائِب بِإِخْرَاجِهِ إِلَى دمشق على الْبَرِيد فَأَقَامَ بهَا قَلِيلا بطالاً وَذَلِكَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 749 ثمَّ زوجه ايتمش نَائِب دمشق بنته بعد أَن أعطي طبلخاناة فَلَمَّا أمسك منجك سعى لَهُ مغلطاي حَتَّى أُعيد إِلَى مصر فِي سنة 751 فَأقبل عَلَيْهِ السُّلْطَان وَقَررهُ فِي الدويدارية على مَا كَانَ وَلما جرى لأرغون الكاملي مَا تقدم ذكره كَانَ هُوَ مسفره إِلَى حلب فَحصل لَهُ شَيْء كثير وَعَاد إِلَى دمشق فَخلع النَّاصِر حسن وَاسْتقر الصَّالح صَالح وَأخرج بعد قَلِيل من الدويدارية فِي شعْبَان سنة 52 إِلَى دمشق وَأقَام بهَا بطالا فَلم تطل أَيَّامه حَتَّى مرض وَمَات فِي السّنة الْمَذْكُورَة وَيُقَال انه كَانَ فِي مُبَاشَرَته الأولى أصلح حَالا من الثَّانِيَة فِيمَا يتَعَلَّق بالنزاهة وَالْأَمَانَة والعفة وَكَانَت كِتَابَته غَايَة فِي الْحسن كَانَ قد تعلم الْخط الْمَنْسُوب ويميل إِلَى الْفُضَلَاء ويدمن المطالعة فِي الْكتب فَلَا يزَال يستعير مِنْهَا مَا يُعجبهُ فَلَا يردهُ حَتَّى يطالعه
-الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة لابن حجر العسقلاني-