صرغتمش الناصري
تاريخ الوفاة | 759 هـ |
نبذة
الترجمة
صرغتمش الناصري جلبه ابْن الصَّواف التَّاجِر سنة بضع وَثَلَاثِينَ فَاشْتَرَاهُ النَّاصِر بِثَمَانِينَ ألفا وَهِي يَوْمئِذٍ بِنَحْوِ أَرْبَعَة آلَاف دِينَار وَكتب لَهُ توقيعاً بمسامحة كَبِيرَة فِي متاجره بِمَا يزِيد عَن ألف أُخْرَى وَلم يسمع بِمثل ذَلِك فِي ثمن مَمْلُوك وَذَلِكَ لِأَنَّهُ لم يكن فِي ذَلِك الزَّمَان أجمل صُورَة وَلَا أحسن شكلاً مِنْهُ وَلم يتَقَدَّم مَعَ ذَلِك فِي أَيَّام النَّاصِر كَانَ أول مَا ظهر أمره أَنه خرج مُسْفِرًا لفخر الدّين اياس بنيابة حلب وَكَانَ أحد الْأَسْبَاب فِي فتْنَة قوصون مَعَ المماليك السُّلْطَانِيَّة لِأَنَّهُ طلب صرغتمش وشيخو وأيتمش أَن يمشوا فِي خدمته ويبيتوا عِنْده فانفوا من ذَلِك فتعصب لَهُ المماليك حَتَّى كَانَ من أَمر قوصون مَا كَانَ فَسلم صرغتمش إِلَى الْأَمِير الطنبغا المارداني وشيخو وبيبغا أَمِير سلَاح وايتمش إِلَى الْأَمِير أيدغمش أَمِير آخور ثمَّ أَرَادَ آقسنقر أَن يمشي صرغتمش فِي خدمته وَكَانَ شيخو يمِيل إِلَيْهِ فَامْتنعَ وَقَالَ لبَعض الْأُمَرَاء ان لم يتركني وَإِلَّا قتلت نَفسِي ثمَّ ترقى إِلَى أَن تَأمر طبلخاناة ثمَّ تقدمة فِي سنة 49 فَلَمَّا سجن شيخو بالإسكندرية فِي سنة 51 أخرج صرغتمش إِلَى كشف الجسور ثمَّ فِي سنة 52 فِي الْمحرم اسْتَقر رَأس نوبَة كَبِيرا فتصرف فِي الْولَايَة والعزل وَكَانَ طائشاً وَعظم فِي دولة الصَّالح صَالح حَتَّى عمل على الْوَزير علم الدّين ابْن زنبور حَتَّى أمسك وصودر ثمَّ انْفَرد بتدبير الْملك بعد شيخو وَعظم قدره واستقل بِالتَّدْبِيرِ وصبر لَهُ النَّاصِر حسن إِلَى أَن افرط فِي الادلال فأمسكه فِي الْعشْرين من رَمَضَان سنة 759 وجهزه إِلَى الاسكندرية مَعَ جمَاعَة من الْأُمَرَاء نَحْو الْعشْرَة فَأصْبح دونهم مقتولاً وَهُوَ صَاحب الْمدرسَة بِالْقربِ من الْكَبْش وَكَانَ يعظم الْعَجم ويؤثرهم ويشارك فِي كثير من الْفَضَائِل ويتعصب للحنفية وَوجد لَهُ من الْأَمْوَال مَا يعجز الْوَصْف عَنهُ قَالَ الصَّفَدِي قَرَأت بِخَطِّهِ فِي حَائِط الْمدرسَة السُّلْطَانِيَّة بحلب (أبدا تسترد مَا تهب الدُّنْيَا ... فيا لَيْت جودها كَانَ بخلا) وَكتب صرغتمش الناصري قَالَ فَكَأَنَّهُ خَاطب نَفسه بذلك وَيُقَال أَن شيخو قَالَ لصرغتمش مَا دَامَ طاز بحلب لَا يستجرئ عَلَيْك أحد فَإِن وَافَقت على قَبضه لم تقم بعده إِلَّا يَسِيرا فَكَانَ كَذَلِك وَلما قبض على صرغتمش وَمن مَعَه ركب أَحْمد بن طشتمر حمص أَخْضَر فِي مماليك صرغتمش ومماليك المقبوضين فَقَاتلهُمْ مماليك السُّلْطَان من بكرَة إِلَى الْعَصْر فانكسر أَحْمد وَمن مَعَه وَقبض عَلَيْهِ ونهبت دَار صرغتمش ودور من يَلِيهِ حَتَّى حوانيت الْعَجم لكَوْنهم كَانُوا ينتمون إِلَيْهِ وَكَانَت رُؤْسهمْ بِهِ مُرْتَفعَة وَقبض على شَاهد ديوانه ضِيَاء الدّين ابْن خطيب بَيت الْآبَار وأهين جدا بأنواع من الْعَذَاب
-الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة لابن حجر العسقلاني-