قاسم بن زلزل بن أبي بكر القادري
ابن زنزل
تاريخ الوفاة | 942 هـ |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
قاسم بن زلزل: قاسم بن زلزل بن أبي بكر، القادري أحد أرباب الأحوال المشهورين بحلب، وقد اشتهر بابن زلزل - بلامين - كما ذكره ابن الحنبلي، وذكر الشيخ موسى الكناوي أنه كان يعرف بقاسم بن زنزل بالنون عوضاً عن اللام الأولى قال ابن الحنبلي: كان في بدء أمره ذا شجاعة حمى بها أهل محلته المشارقة بحلب من اللصوص، وكان يعارضهم ليلاً في الطرقات، ويقول لهم: ضعوا ما سرقتم، وفوزوا بأنفسكم أنا فلان، فلا يسعهم إلا وضعه، ثم كان مريداً للشيخ حسين بن أحمد الأطعاني كما كان أبيه مريداً لأبيه، ثم صار على يد الشيخ محمد الغزي الجلجولي مريداً لابن أرسلان الرملي، ثم المقدسي، وعلى يده حصلت له حال، وهو الذي حمله على سقاية الماء، فكان يسقي في الطرقات، وهو يذكر الله تعالى، ويحصل له الحال الصادقة، فيرفع رجله، ويبطش بها على الأرض. قيل: وكان أحياناً يذكر الله تعالى بالزاوية الاطعانية، فيحصل له الحال، فيبادر إلى جرن حمام موضوع هناك لمصالحها فيضعه على رأسه كأنه تاج ويدور به دورة، ثم يضعه ويصلي كثيراً وراء إمام كان حسن الصوت، فيحصل له الحال بحيث يغيب بها في نفسه فيصيح وهو في الصلاة صيحة عظيمة، ثم يفيق فيعيد الصلاة، وكان يحضر سماعات الشيخ محمد الخراساني النجمي، وينشد فيها كلام القوم قال: ولما قدم حلب الوزير الأعظم إبراهيم باشا في سنة إحدى وثلاثين وتسعمائة، رأى الشيخ على حالة اقتضت الفحص عنه، ثم إحضاره فأحضره إليه فإذا الذي رآه في المنام هو هو فجعل له علوفة في المملحة فأبي، فجعلها لأولاده قال: ومما حكي عنه بعد وفاته أنه خرج به قديماً الحب الفارسي، فطلبوا مداواته فأبى فعافاه الله تعالى منه بدون مداواة، وحكي أنه أراد زيارة الشيخ عبد القادر الكيلاني، فصرفه عنها الشيخ علي المصارع البيري الأردبيلي الطريقة، فلم يقبل منه فلما دخل إلى الرها كاشفه بها بعض الرجال، وصرفه عن الزيارة، فلم يقبل قال: فبينما أنا قاعد بالموضع الذي كان منجنيق نمرود إذا بامرأة أقبلت علي تسأل عن قاسم بن زلزل، فاعطتني رغيفين، وأخبرتني أنها رأت مناماً يقتضي أني لا أسافر إلى بغداد. قال: فما وسعني إلا العود إلى الشيخ علي البيري وكنت لما فارقته لم أصل إلى الرها إلا وفي ساقي وفخذي وجع شديد، فلما عدت إليه لم يبق منه شيء بإذن الله تعالى، ذكر ذلك ابن الحنبلي في تاريخه وقرأت بخط الشيخ موسى الكناوي، أنه اتفق للشيخ أبي العون محمد الغزي الجلجولي كرامة مع قاسم بن زلزل، ولعلها هي السبب في إهتمام أبي العون بأمره، وإعتقاد قاسم فيه، وهي أنه وقع بمدينة حلب أن امرأة خرجت من الحمام فحملها رجل جاهل من الجند، فعجز الناس عن خلاصها منه فجاء قاسم بن زلزل فضربه، فقتله وانفلتت المرأة، وذهبت في سبيلها، ومضى لوجهه هارباً، فدخل الحمام فكبسه الجند وهو في الحمام، فقال للحمامي: إئتني بلباسي وخنجري، فخرج عليهم وتفرقوا عنه وطاح إلى بستان هناك واستغاث بأبي العون الغزي، وكان قاسم قد اجتمع بأبي العون قبل ذلك وشاهد بركاته، فحماه الله تعالى منهم ببركته، واستمر على وجهه على طريق الساحل إلى جلجوليا، فدخل على الشيخ فكاشفه الشيخ بما وقع وقال له: كيف تقتل مملوك السلطان، فاعتذر بما فعله الجندي ودخل تحت ذيل الشيخ فقال له: الشيخ: لك الأمان وكتب له كتابا إلى نائب دمشق قانصوه اليحياوي، وكتاباً إلى نائب حلب. وقال له الشيخ: إسق الماء واترك الزعارة، فأكرمه قانصوه اليحياوي وأعطاه ألف درهم إكراماً للشيخ أبي العون، وكتب به كتاباً إلى نائب حلب يأمره فيه بإكرامه، وعدم التعرض له مما يؤذيه لأجل خاطر الشيخ أبي العون، وحذره من تكدير خاطر الشيخ عليه، فقدم قاسم على نائب حلب فأكرمه، وعفا عنه ببركة الشيخ واستمر قاسم في يومئذ يسقي الماء بيده في شربتين، ولزم طور الفقراء، وترك ما كان عليه من أطوار الشطار والزعار. قال ابن الحنبلي: توفي الشيخ قاسم في أواخر سنة اثنتين وأربعين وتسعمائة.
الكواكب السائرة بأعيان المائة العاشرة.