الحسين بن أبي بكر بن جندربك شرف الدين الرومي

تاريخ الولادةغير معروف
تاريخ الوفاة729 هـ
مكان الولادةغير معروف
مكان الوفاةغير معروف
أماكن الإقامة
  • دمشق - سوريا
  • مصر - مصر

نبذة

الْحُسَيْن بن أبي بكر بن جندربك شرف الدّين الرُّومِي لمَّا تسلطن لاجين طلبه إِلَى مصر وَأمره عشرَة ثمَّ حضر مَعَ الأفرم دمشق واختص بِهِ وَأمره لاجين طبلخاناة أَقَامَ بِدِمَشْق ثم عاد لمصر مَات فِي سَابِع الْمحرم سنة 729

الترجمة

الْحُسَيْن بن أبي بكر بن جندربك شرف الدّين الرُّومِي كَانَ أَبوهُ أَمِير جندار صَاحب الرّوم وَقدم فِي أَيَّام الظَّاهِر بيبرس سنة 75 وَمَعَهُ ابْنه حُسَيْن فخدم لاجين وَكَانَ رَأس مدرج طلبة وَهُوَ نَائِب الشَّام وَكَانَ يؤثره ويقربه وَهُوَ شَاب لشهامته وشجاعته ومحبته فِي أَخِيه فظفر الدّين وَكَانَ رُبمَا تنادم مَعَهُمَا خلْوَة فَلَمَّا تسلطن لاجين طلبه إِلَى مصر وَأمره عشرَة ثمَّ حضر مَعَ الأفرم دمشق واختص بِهِ وَأمره لاجين طبلخاناة فَلَمَّا خرج النَّاصِر من الكرك لحق بِهِ بعد أَن فر الأفرم إِلَى بِلَاد التتار وتقرب إِلَيْهِ إِلَى أَن صَار من الْخَواص وَكَانَ محظوظاً فِي الصَّيْد فتقرب من النَّاصِر بذلك فَأعْطَاهُ تقدمة ألف وَلم يزل إِلَى أَن أعطَاهُ تقدمة وَاسْتقر أَمِير شكار وَلما حج النَّاصِر سنة عشْرين سَافر مَعَه وتخلف عَنهُ بِدِمَشْق لِأَنَّهُ وَقع فَانْكَسَرت رجله فَأَقَامَ بِدِمَشْق فَلَمَّا عَاد النَّاصِر عَاد مَعَه إِلَى مصر وَكَانَ ينتمي إِلَى طغاي الْكَبِير وَحل من قلبه الْمحل الْأَقْصَى فتواترت عَلَيْهِ الْأَمْرَاض فَأمره النَّاصِر بِالْعودِ إِلَى الشَّام فاستمر عِنْد تنكز فِي الْمحل الْأَعْلَى إِلَى أَن وَقع بَينهمَا وتخاصما فِي سوق الْخَيل وتحاكما فِي دَار السَّعَادَة ثمَّ اصطلحا وحنق تنكز مِنْهُ فكاتب فِيهِ النَّاصِر فتعصب قطلوبغا الفخري لأمير حُسَيْن فَلم يُؤثر فِيهِ كتاب تنكز إِلَّا أَن النَّاصِر أمره أَن يُقيم بصفد وإقطاعه بِالشَّام على حَاله وَكتب إِلَى نَائِب صفد بِأَن شرف الدّين طرخان لَا يلْزم يَخْدمه بل على مَا يُرِيد فَأَقَامَ بهَا سنتَيْن وَنصفا ثمَّ سير تنكز إِلَيْهِ وَهُوَ بالثغور ليلتقيه بِالْقصرِ فاصطلحا هُنَاكَ فَلَمَّا دخل تنكز إِلَى مصر سَأَلَ النَّاصِر أَن يَأْذَن لشرف الدّين فِي الْعود إِلَى دمشق فَمَا وَافق وَطَلَبه إِلَى مصر فَخلع عَلَيْهِ وَأَعْطَاهُ إقطاع أصلم السلحدار فَلم يزل عَلَيْهِ إِلَى أَن مَاتَ وَهُوَ الَّذِي بنى القنطرة على الخليج وَإِلَى جَانبهَا الْجَامِع فِي حكر جَوْهَر النوي وَلما انْتَهَت عِمَارَته أحضروا لَهُ الْحساب فَقَالَ أَن كنتما خنتما فِيهِ فعليكما وَأَن وفيتما فلكما وَرمى بِالْحِسَابِ فِي الخليج وَكَانَ خَفِيف الرّوح دَائِم الْبشر لطيف الْعبارَة كثير النادرة حُلْو المداخلة وَفِي عِبَارَته عجمة لكنه حُلْو النادرة جدا حَتَّى قَالَ ابْن سيد النَّاس أَنا لنحكي مَا يَقُول هُوَ فَلَا نجد حلاوة كَلَامه لأحد وَكَانَ ظريفاً فِي حركاته وشمائله كثير الْخَيْر وَالصَّدَََقَة شحيح الْبَذْل من يَده جدا لَكِن من حَيْثُ لَا يرى ذَلِك وَكَانَ يجلس رَأس الميمنة ثمَّ جلس رَأس الميسرة لما حضر تمرتاش وَكَانَ النَّاصِر يُحِبهُ ويؤثره وَيُعْجِبهُ كَلَامه وأقطعه طبلخاناة جعلهَا فِي تصرفه ينعم بهَا على من شَاءَ من أَقَاربه فَكَانَ ينْتَقل مِنْهُم بِحَسب اخْتِيَاره وَكَانَ سليم النِّيَّة قَرَأت فِي السِّيرَة الناصرية لليوسفي أَنه لما عمر الْجَامِع والقنطرة أَرَادَ أَن يفتح فِي الصُّور بَابا ينفذ للزربية وَمَا حولهَا فَمَنعه وَالِي الْبَلَد إِلَّا بِأَن يشاور السُّلْطَان فشاوره فَأذن لَهُ فَعمل بَابا كَبِيرا وَضرب عَلَيْهِ رنكه وانتفع النَّاس بذلك وَذَلِكَ فِي سنة 20 فاتفق أَنه تفاوض مَعَ الْوَالِي فَعَاتَبَهُ على مَنعه وَبَالغ حَتَّى قَالَ قد فَتحته على رغم أَنْفك فحنق الْوَالِي وَعرف السُّلْطَان أَن فِي الَّذِي فعله إقداماً على مَا يتَعَلَّق بالسلطنة فحنق مِنْهُ وَأمر بِإِخْرَاجِهِ إِلَى الشَّام وَمَات فِي سَابِع الْمحرم سنة 729

-الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة لابن حجر العسقلاني-