صالح بن أحمد بن موسى المغربي الجزائري السمعوني:
فاضل من فقهاء المالكية. ولد في (وغليس) من أعمال الجزائر الغربية. ولما احتل الفرنسيس الجزائر، هاجر إلى دمشق (سنة 1264 هـ وتوفي فيها. من كتبه (تاريخ) عجيب في أسلوبه، عمد فيه إلى الرمز والإشارة، انتهى فيه إلى نحو سنة 1280 هـ ومنظومة في (الفقه) و (شرح) لها، ورسالة في (اختلاف المذاهب) ورسائل في علم (الميقات) وهو والد الشيخ طاهر الجزائري .
-الاعلام للزركلي-
الشيخ صالح بن أحمد بن موسى بن أبي القاسم المغربي المالكي الخلوتي الشهير بالسمعوني
العلم الفرد في العلوم والمعارف، والأوحد المقصد في بدائع اللطائف والطرائف، من اشتهر بالعبادة والطاعة، وعرفه الناس بالزهادة والقناعة. ولد في جزيرة وغليس من أعمال الجزائر الغربية سنة أربعين ومائتين وألف، ونشأ بها وأخذ عن علمائها الكرام، وجهابذتها الفخام، واستقام بها اثنتين وعشرين سنة وهو مجد في طلب العلوم الشرعية، ومجتهد في تحصيل العلوم النقلية والعقلية. ثم لما أخذت الدولة الفرنسية الجزائر، وتعطلت المساجد والمنابر والمنائر، هاجر المترجم إلى دمشق الشام، وذلك سنة أربع وستين ومائتين وألف من هجرة سيدة الأنام، فجعلها محل إقامته، وموطن راحته وكرامته. وأخذ عن علمائها العظام أنواع الفضائل، إلى أن صار معدوداً من الأفاضل. وله منظومة في فقه السادة المالكية، وقد كتب عليها حاشية جليلة جلية، وله شرح على رسالة في علم الميقات، قد جمع فيه ما نثرته يد الشتات، وله تاريخ على طريق الرمز والإيماء والإشارة، وصل فيه لقدوم محمد رشدي باشا الشرواني الوزير الأعظم الذي كان قد تولى الصدارة، وله فيه أسلوب عجيب، وطريق نادر غريب. وكان صالحاً تقياً وفالحاً تقياً، رفيع المقام وافر الاحترام، مقبلاً على الله مدبراً عما سواه، جميل المقال جليل الخلال، لم يزل على حاله، متخلياً من الدهر عن أوحاله، إلى أن خطبته دواعي المنية، إلى دار الآخرة العلية، وذلك لثلاث بقين من شهر جمادى الآخرة سنة خمس وثمانين ومائتين وألف، دفن في مقبرة باب الصغير، قرب قبر المرحوم العلامة الشيخ محمد الكزبري رحمه الله تعالى.
حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر - ابن إبراهيم البيطار الميداني الدمشقي.