نصر بن حجاج: بن علاط السلميّ.
من أولاد الصّحابة. وقد تقدم ذكر والده، وله مع عمر قصّة، وكان في زمانه رجلا، فدلّ ذلك على أنه ولد في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وقد ذكر ابن فتحون في ذيل الاستيعاب سبب ذلك، وقال: ذكر قصّته قتادة فساقها مختصرة، ولم يذكر من أخرجها من المصنفين.
وقد أخرج ابن سعد والخرائطيّ بسند صحيح، عن عبد اللَّه بن بريدة، قال: بينما عمر بن الخطاب يعسّ ذات ليلة في خلافته فإذا امرأة تقول:
هل من سبيل إلى خمر فأشربها ... أو من سبيل إلى نصر بن حجّاج
[البسيط]
فلما أصبح سأل عنه، فأرسل إليه، فإذا هو من أحسن الناس شعرا وأصبحهم وجها، فأمره عمر أن يطمّ شعره، ففعل، فخرجت جبهته فازداد حسنا، فأمره أن يعتمّ فازداد حسنا، فقال عمر: لا والّذي نفسي بيده لا تجامعني ببلد، فأمر له بما يصلحه وصيّره، إلى البصرة، زاد الخرائطيّ بسند ليس من طريق محمد بن سرين- أنه لما دخل البصرة كان يدخل على مجاشع بن مسعود لكونه من قومه، ولمجاشع امرأة جميلة يقال لها الخضراء، فكان يتحدث مع مجاشع، فكتب نصر في الأرض: إني أحبك حبّا لو كان فوقك لأظلّك أو كان تحتك لأقلّك، وكانت المرأة تقرأ، ومجاشع لا يقرأ، فرأت المرأة الكتابة فقالت: وأنا، فعلم مجاشع أنّ هذا الكلام جواب، فدعا بإناء فكبّه على الكتابة، ودعا كاتبا فقرأه فعلم نصر بذلك فاستحيا وانقطع في منزله فضنى حتى صار كالفرخ، فبلغ ذلك مجاشعا فعلم سبب ذلك، فقال لامرأته: اذهبي فأسنديه إلى صدرك وأطعميه الطّعام، فعزم عليها ففعلت فتحامل نصر قليلا، وخرج من البصرة.
وذكر الهيثم بن عدي أنّ مجاشعا كان خليفة أبي موسى، وأن أبا موسى لما علم بقصته أمره أن يخرج إلى فارس، فخرج إليها وعليها عثمان بن أبي العاص، فجرت له قصّة مع دهقانه، فقال له: اخرج عنا. فقال: واللَّه لئن فعلتم هذا بي لألحقنّ بأرض الشّرك، فكتب بذلك إلى عمر، فكتب احلقوا شعره، وشمروا قميصه، وألزموه المسجد.
الإصابة في تمييز الصحابة - أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني.
نَصْر بن حجَّاج
(000 - 000 = 000 - 000)
نصر بن حجاج بن علاط (بكسر العين وتخفيف اللام) السلمي ثم البهزي:
شاعر. من أهل المدينة. كان جميلا. قالت إحدى نساء المدينة:
" ياليت شعري عن نفسي، أزاهقة ... مني، ولم أقض ما فيها من الحاج! "
" هل من سبيل إلى خمر فأشربها؟ ... أم من سبيل إلى نصر بن حجاج؟ "
وسمع البيتين أمير المؤمنين عمر، فقال: لا أرى رجلا في المدينة تهتف به العواتق في خدورهن! وطلبه، فجاء، فأمر به فحلق شعر رأسه، ثم نفاه إلى البصرة. ولنصر أبيات في حلق جمّته.
وأطال ابن أَبي الحَدِيد في خبره، فذكر له قصة مع امرأة أخرى في البصرة، نفاه بسببها أَبُو مُوسى الأشْعَري إلى فارس، وأن دهقانة أعجبت به في فارس فكتب أميرها عثمان بن أبي العاص الثقفي بخبره إلى عمر، فجاءه: جزوا شعره وشمروا قميصه وألزموه المساجد. ولما قتل عمر، عاد نصر إلى المدينة .
-الاعلام للزركلي-