علي بن جار الله بن أبي بكر بن محمد الحصكفي

ابن أبي اللطف

تاريخ الوفاة1070 هـ
مكان الوفاةغزة - فلسطين
أماكن الإقامة
  • بلاد الروم - بلاد الروم
  • بيت المقدس - فلسطين

نبذة

علي بن جَار الله بن أَبى بكر بن مُحَمَّد وَتقدم تَمام النّسَب فى تَرْجَمَة أَبِيه جَار الله وَيعرف بَيتهمْ بالقدس ببنى اللطف وعَلى هَذَا نَشأ على سمت وَالِده ومذهبه وَكَانَ حنفيا كَمَا تقدم وَمهر فى فنون عديدة وَكَانَ فَاضلا الى الْغَايَة محققا قوى الحافظة أديباً سَمحا جوادا ممدحاً فَردا فِي وقته سَافر الى الرّوم .

الترجمة

علي بن جَار الله بن أَبى بكر بن مُحَمَّد وَتقدم تَمام النّسَب فى تَرْجَمَة أَبِيه جَار الله وَيعرف بَيتهمْ بالقدس ببنى اللطف وعَلى هَذَا نَشأ على سمت وَالِده ومذهبه وَكَانَ حنفيا كَمَا تقدم وَمهر فى فنون عديدة وَكَانَ فَاضلا الى الْغَايَة محققا قوى الحافظة أديباً سَمحا جوادا ممدحاً فَردا فِي وقته سَافر الى الرّوم مرَارًا وَولى افتاء الْحَنَفِيَّة بالقدس وخطابة الْمَسْجِد الاقصى وَكَانَ كثير المجون متهتكا فى التعشق والصبابة وَله شعر يدل على رقة طبعه فَمِنْهُ قَوْله من قصيدة
(من دياجى الْبعد هَل للقرب ومض ... أم بمضمار التهانى ثمَّ ركض) 
(لَا أمنى النَّفس مَا لى والمنى ... عاقنى من أدهم الايام ركض)
(كَانَ تسآلى مخلا بالعطا ... يَوْم لَا نأى دنا بالعيش غض) 
(يَوْم كَانَ الشّرْب سمعا وانا ... بلبل ثمَّ سما وَالْكل أَرض)
(صَاح عاطينى وَلَا تسْأَل لما ... جفن كاسى وجفونى لَا تغض) 
(ان تقل جرح زمانى كاتم ... مِنْهُم فى الْقلب جرح لَا يمض)
(علق الْقلب بلحظ ان رنا ... قَاتل أَو كف ظن الْكَفّ غمض) 
(من مجيرى من هوى من ليثه ... فى عرين الْقلب فرات وربض)
(كنت لَا أعرف تمزيق الْكرَى ... فأرانى كَيفَ عضب الجفن ينضو) 
(وَرَأى طغيان قلبى فرنا ... ليريه شهب الطاغى تقض)
(فتأسيت بلمع برقة ... مذ بدا لى مِنْهُ بسط ثمَّ قبض) 
(قَالَ لى والصحو مَا خامره ... واستملى قده طول وَعرض)
(هَل تخمرت بِنور طرتى ... أم جفون الشّعْر داناهن غمض) 
(قلت شيبى من سعير مهجتى ... أبرزته زفرات الْقلب ومض)
(أَو سِنَان طَاعن قلب الصَّفَا ... أَو شهَاب أَو لختم الْعَيْش فض) 
(ودموعى مَاء قلبى ناره ... أخرجتها من قُرُوح الجفن بض)
(قَالَ لى والغصن يثنيه الْهوى ... قد أَتَى من سَائِر الاجفان عرض) 
(فَارْجِع الدمع لتطفى ناره ... حَيْثُ لى فى منزل الاشواق عرض)
(حلية العاشق قرب وقلى ... أى وجد لفؤاد لَا يرض)
وَقَوله فى ذمّ الزَّمَان
(خليلى هَذَا لدهر دَانَتْ عجائبه ... فطمن فؤادا ابْن نشبن مخالبه) 
(وَلَا تعتبنه ان تَأَخّر ذوى حجا ... فَذا الدَّهْر لم يحرز سباقا معاتبه)
(سكرت بِهَذَا الدَّهْر لَا من عقاره ... وَلَكِن لما أبدته عندى عجائبه) 
(فَمَا محرم الانسان الا علومه ... وَمَا ذائقوه السم الا أَقَاربه)
قَوْله وَمَا ذائقوه الى آخِره فِيهِ ايماء الى قَول ابْن العميد
(آخ الرِّجَال من الاباعد والاقارب لَا تقَارب ... ) 
(ان الاقارب كالعقارب بل أضرّ من العقارب ... )
وفى الْمثل ظلم الاقارب أَشد مضضا من وَقع السَّيْف وَقيل انما أخْشَى سيل تلعتى والتلعة سيل الوادى من النجد الى بطن الوادى وَمعنى الْمثل انما أَخَاف شَرّ أقاربى وَمن شعر ابْن جَار الله قَوْله
(اشرب الكاسات صرفا ... واغتنم رشف الثغور) 
(واعتقد فى الله خيرا ... ان ربى لغَفُور)
وَله غير ذَلِك وَكَانَت وَفَاته بغزة هَاشم فى سنة سبعين وَألف قَتله حاكمها الامير حُسَيْن ابْن حسن الْمُقدم ذكره قيل عُدْوانًا وَقيل ورد فِيهِ أَمر شرِيف بقتْله وَذَلِكَ لامور مُنكرَة كَانَت صدرت مِنْهُ يرجع اكثرها الى حب الدُّنْيَا والرياسة.
ــ خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر.