الحسن بن آقبغا بن إيلكان النوين
تاريخ الوفاة | 757 هـ |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
الْحسن بن آقبغا بن إيلكان النوين الشَّيْخ حسن بك حَاكم الْعرَاق وَهُوَ وَالِد أويس وَكَانَ يُقَال لَهُ حسن الْكَبِير تمييزا لَهُ عَن حسن بن تمرتاش وَكَانَ حسن الْكَبِير زوج خاتون بَغْدَاد بنت الجوبان فَلم يزل بوسعيد إِلَى أَن طَلقهَا وَأَخذهَا مِنْهُ قهرا وأبعده فَلَمَّا مَاتَ بوسعيد عَاد فَملك بَغْدَاد وَأقَام بهَا وَجَرت لَهُ مَعَ التتار حروب كَثِيرَة وَمَعَ أَوْلَاد تمرتاش النَّصْر فِيهَا ثمَّ أَنه تزوج دلشاد بنت دمشق خواجا ابْن جوبان وَهِي ابْنة أخي امْرَأَته الأولى وَوَقع فِي ولَايَته على بَغْدَاد الغلاء المفرط حَتَّى بيع الْخبز بصنج الدَّرَاهِم ونزح النَّاس عَن بَغْدَاد وَقَامَ هُوَ بِالْملكِ أحسن قيام وَنشر الْعدْل إِلَى أَن تراجع النَّاس إِلَيْهَا وَلما كَانَ فِي سنة 749 توجه إِلَى تستر ليَأْخُذ من أَهلهَا قطيعة قررها عَلَيْهِم فَأَخذهَا وَعَاد فَوجدَ نوابه فِي بَغْدَاد قد وجدوا فِي رواق الغزر بِبَغْدَاد ثَلَاثَة قدور مثل قدور الهريسة طول كل جب مِنْهَا نَحْو ذراعين وَنصف وَالثَّلَاثَة مَمْلُوءَة ذَهَبا مصرياً وصوريا ويوسيفا وَفِي بعض سكَّة النَّاصِر الْبَغْدَادِيّ فَيُقَال جَاءَ وزن ذَلِك أَرْبَعِينَ قِنْطَارًا بالبغدادي وَمَات الشَّيْخ حسن فِي سنة 757
-الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة لابن حجر العسقلاني-
حسن بن أقبغا بن إيلكان
بعد الهمزة ياء، آخر الحروف ساكنة ولام وكاف وألف بعدها نون: النوين الكبير الشيخ حسن بك الكبير الحاكم ببغداد والعراق، أبعد في أيام بوسعيد، وكان الناس في داخل حرمه، وهو بالوصيد، وجرت له حروب، وخطبته من الأيام خطوب، وكربت له منه كروب، ومرت به من المحن أنواع وضروب، ووجد بعد بوسعيد شدائد، وتلقى ضربات النكبات حدائد؛ وكافح طغاي بن سوتاي، وإبراهيم شاه وأولاد تمرتاش وغيرهم؛ وأقر له النصرة عليهم، وأطار طيرهم، وناصح المسلمين وما داجى، وصرح بالمحبة وما حاجى.
ولم تزل كتب ملوك مصر تفد إليه بالمبرات، وترد عليه بالمسرات، وتجهز له التشاريف، ويعظم في العنوانات والتعاريف، ورسله هو ما تنقطع ولا قصاده، وزراع وده المنجب وحصاده.
ولم يزل على حاله إلى أن ورد الخبر بوفاته في شعبان سنة سبع وخمسين وسبع مئة.
وجلس ولده الشيخ سيف الدين أويس مكانه في الحكم على بغداد.
وهذا الشيخ حسن الكبير إنما عرف بهذا فرقاً بينه وبين الشيخ حسن بن تمرتاش، وسيأتي ذكره.
وكان الشيخ حسن الكبير أولاً زوج الخاتون بغداد بنت جوبان، فلم يزل به بوسعيد القان إلى أن أخذها منه بعدما أتت من الشيخ حسن بابنه الأمير إيلكان، ولم يزل الشيخ حسن مبعداً إلى أن توفي بوسعيد رحمه الله تعالى، فملك بغداد ونزل بها، وأقام فيها، وجرت له مع المذكورين حروب كثيرة ونصره الله عليهم، ولم يزل مروعاً من أولاد تمرتاش وهو المنصور، ثم إنه تزوج الخاتون دلشاذ بنت دمشق خواجا بن جوبان الآتي ذكرها إن شاء الله تعالى في مكانه.
وجرى في أيامه ببغداد الغلاء العظيم، حتى أبيع الخبز على ما قيل بصنج الدراهم، ونزح الناس عن بغداد؛ وعدم منها حتى الورق، وكان يجلب منها إلى الشام ومصر وغيرهما، ولما أظهر العدل وأمن الناس تراجع الناس إليها وذلك سنة ثمان وأربعين وسبع مئة.
وفي أوائل سنة تسع وأربعين وسبع مئة توجه إلى ششتر ليأخذ من أهلها قطيعة كان قد قررها عليهم، فلما أخذها وعاد وجد نوابه في بغداد قد وجدوا في رواق العزيز ببغداد ثلاث جباب نحاساً مثل جباب الهريسة، طول كل جب ما يقارب الذراعين والنصف، وهي مملوءة ذهباً مصرياً وصورياً ويوسفياً، وفي بعضه سكة الإمام الناصر، وكان زنة ذلك أربعة آلاف رطل بالبغدادي، يكون ذلك مثاقيل خمس مئة ألف مثقال.
أعيان العصر وأعوان النصر- صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي (المتوفى: 764هـ).