أحمد بن محمد التهانيسري
تاريخ الوفاة | 820 هـ |
مكان الولادة | دهلي - الهند |
مكان الوفاة | كالبي - إسبانيا |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
الشيخ أحمد بن محمد التهانيسري
الشيخ الفاضل أحمد بن محمد التهانيسري المشهور من أدباء الهند المفلقين وفضلائها البارعين، كانت له يد بيضاء في الفقه والأصول والعربية، ولد ونشأ بدار الملك دهلي، وقرأ على القاضي عبد المقتدر بن ركن الدين الشريحي الكندي، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ نصير الدين محمود الأودي وصحبه مدة من الزمان وخرج من دهلي في فتنة الأمير تيمور سنة إحدى وثمانمائة، وكان الأمير يريد أن يستصحبه إلى سمرقند فأبى وخرج إلى كالبي وسكن بها، وله قصيدة بديعة في مدح النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، منها قوله:
أطار بي حنين الطائر الغرد وهاج لوعة قلبي التائه الكمد
وأذكرتني عهوداً بالحمى سلفت حمامة صدحت من لاعج الكبد
باتت تؤرقني والقوم قد هجعوا من بين مضطجع منهم ومستند
ما زار طرفي غمض بعد بعدكم ولا خيال سرور دار في خلدي
ليت الهوى لم يكن بيني وبينكم وليت حبل وداد غير منعقد
كانت مواسم أيام وغرتها ولت سراعاً على رغم ولم تعد
عشنا بها وعيون البين راقدة والقلب في جذل والدهر في رقد
والهم منصدع والكرب مندفع والجد مرتفع كالأنجم السعد
والشعب ملتئم والعهد منهرم والشمل منتظم لم يرم بالبدد
حتى استهل غراب البين فارتحلوا عند الصباح وشدوا العيس بالقتد
من كل هوجاء مرقال عذافرة تبدي النشاط على الإعياء والنجد
كأنه لم يكن بين الحمى أنس إلى اللوى وكأن الحي لم يفد
صاروا أحاديث تروى بعد ما ملأوا مسامع الدهر بالألفاظ كالشهد
بقيت فرداً وراح الناس كلهم كالسيف يبقى بلا اغماده الفرد
لا عيش بعد ليلات اللوى رغدا ولا وصول إلى ذاك الحمى بيدي
خل الأحاديث عن ليلى وجارتها وارحل إلى السيد المختار من أدد
وليس في الدين والدنيا وآخرتي سوى جناب رسول الله معتمدي
بر رؤف رحيم سيد سند سهل الفناء رحيب الباع والصفد
رب الندى والجدى والصالحات معاً طفلاً وكهلاً وفي شب وفي مرد
بالعلم مكتنف بالحلم متصف باللطف ملتحف بالبر متسد
بالخلق مشتمل بالرفق مكتحل بالحق متصل بالصدق منفرد
بالشرع معتصم للدين منتقم في الله مجتهد بالله مقتصد
بالفقر مفتخر بالزهد مشتهر بالشكر متزر بالحمد منجرد
خطاب مفصلة وضاع مكرمة دفاع مظلمة عن كل مضطهد
العدل سيرته والفضل طينته والبذل شيمته في الوجد والوبد
ومن تلك القصيدة
يا أفضل الناس من ماض ومؤتنق وأكرم الخلق من حر ومن عبد
أفديك بالروح والقلب المشوق معاً والنفس والمال والأهلين والولد
قد عاقني البعد عن مرماي يا سكني وطال شوقي إلى لقياك يا سندي
ويا حياتي ويا روحي ويا جسدي ويا فؤادي ويا ظهري ويا عضدي
مالي إليك بقطع البيد من قبل وليس لي باصطبار عنك من مدد
وهل تخب بنا خوص مرجمة نحو الحجاز ونحو البان والنجد
وهل أسامر فيها أهلها سحراً وهل أجر بها الأذيال من برد
أرجو الوفادة في أرض حللت بها يا لهف نفسي إذا ما كنت لم أفد
عطفاً علي ورفقاً بي ومكرمة فليس غيرك يا مولاي ملتحدي
واشفع إلى الله لي في أن يثبطني عن الهوى وذوي الدنيا وعن سدد
يا رب صل وسلم دائماً أبداً على النبي نبي الحق والرشد
محمد أحمد الهادي لأمته إلى الصراط صراط غير ملتحد
وصحبه وذويه الطاهرين ومن أحبهم شغفاً في الغيب والعتد
ما لاح برق وما سح الغمام على ربى الفلا فكساها حلة القتد
واغبق الروض بالأزهار مونقة ممطورة بحبي باكر فرد
وما تغرد غريد على فنن غض الأرومة مخضل وملتبد
توفي سنة عشرين وثمانمائة بمدينة كالبي فدفن داخل قلعتها، كما في أخبار الأخيار للدهلوي.
الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام المسمى بـ (نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر)