عبد القادر بن أحمد بن سليمان الدمشقي القادري
تاريخ الولادة | 993 هـ |
تاريخ الوفاة | 1062 هـ |
العمر | 69 سنة |
مكان الوفاة | دمشق - سوريا |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
عبد القادر بن أحمد بن سليمان الدمشقي الحنفي الصوفي القادري صدر أشياخ الشام وصاحب القدم الراسخة في المعارف والكمالات وكان كبير القدر سامي الرتبة جم المناقب حسن الخلق طليق الوجه مفرط السخاء والتودد نشأ في حجر والده إلى أن بلغ من العمر اثنتي عشر سنة فمات أبوه وجلس مكانه على سجادة المشيخة في يوم موته وكان لأبيه خليفة وهو الشيخ محمد المرزناتي الصالحي فطلب الخلافة لنفسه وتعصب معه قوم منهم الشمس بن المنقار وكان جدي القاضي محب الدين ممن قام مع عبد القادر واهتم بأمره ووقع بسبب ذلك أمور ومحاربات كثيرة ومن جملتها في المحاورات الخطابية ما أنشده الشمس الذكور في مجمع حافل بزاويتهم القلجية وأراد بذلك الإزراء بالجد وعبد القادر وذلك البيت المشهور
(شيئان عجيبان هما أبرد من يخ ... شيخ يتصابى وصبي يتشايخ)
فأجابه الجد وكان أصغر منه سنا وأكبر مرتبة بقوله تعالى {وآتيناه الحكم صبيا} وأنشد معرضا به وبالمرزناتي المذكور
(لو كان كبر السن محمودة ... فضل إبليس على آدم)
واستمرت هذه الشحنة بين الجد والشمس أياما حتى اجتمعا يوما في مجلس الدعاء للسلطان بالجامع الأموي وكانا قبل ذلك اليوم إذا حضرا مجلسا مثل هذا يجلس قاضي البلد ويجلس واحد منهما عن اليمين والآخر عن الشمال ففي ذلك اليوم جاء الجد إلى الطرف الذي فيه الشمس وجلس بينه وبين القاضي فلما تم الدعاء قام الشمس مغضبا ونادى بأعلى صوته أتجلس فوقي وأنا مفتي البلدة من منذ كذا فأجابه الجد كل هؤلاء يعلمون أن المفتي بالأمر السلطاني أنا وأما أنت فلك أسوة بمن يفتي مثلك من غير إذن فرتبة الرحجاني لي فكل من حضر صدق قوله وكان الجميع يغضون من الشمس ويكرهونه لسوء أخلاقه فيقال أنه ذهب من ذلك المجلس محموما وبقي أياما ومات عودا على بدء واستقام الأمر لعبد القادر صاحب الترجمة في الخلافة فسلك منهج والده من إقامة الذكر بالجامع الأموي بعد صلاة الجمعة عند باب الخطابة وبزاويتهم يوم الاثنين بعد العصر وما زال يسمو ويرتفع حتى بلغت شهرته الآفاق وكان حكام الشام وكبراؤها يقبلون عليه ويترددون إليه ويطلبون مدده وتوجه إلى القدس على عادة صوفية الشام بحشمة وافرة وحج في سنة خمس عشرة وألف وسافر إلى قسطنطينية أربع مرات وانحصرت آخرا فيه رياسة المشايخ بدمشق وكان أكثرهم حالا وقالا وبلغ من نفوذ الكلمة وشهرة الاعتناء مرتبة علمية وبالجملة فهو خاتمة أولى النباهة من الرؤساء وكانت ولادته في سنة ثلاث وتسعين وتسعمائة وتوفي نهار الخميس سادس جمادى الأولى سنة اثنتين وستين وألف ودفن بزاويتهم إلى جانب والده ورثاه جماعة منهم العلامة إسماعيل بن عبد الغني المقدم ذكره وهذه أبياته
(شيخ شيوخ الشام يا مرشد ... من جنة الخلد لك المرقد)
(من للمريدين ومن يلتجي ... إليه في المشكل أو ينجد)
(من للمهماة إذا أعضلت ... وللمساكين إذا أجهدوا)
(من لعيال والد ماجد ... مع أمهم في ساعة يفقد)
(أواه من عظم مصاب بهم ... ومثل هذا الخطب ما يعهد)
(يا حاتم الطبع والمنتمى ... جودك بالموجود لا يجحد)
(وحلمك المعروف ما مثله ... قد كان في الدهر ولا يوجد)
(من عام خمس كنت شيخا له ... سجادة ديدنه يرشد)
(طلق المحيا هاضما نفسه ... وتارة يركع أو يسجد)
(يا شامة الشام ويا قطبها ... قد طاب منك السر والمشهد)
(أودعك الأسرار كهف الورى ... والدك السامي الذرى أحمد)
(وأنت أودعت الذي حزته ... للخلف الصالح كي يسعد)
(بهم تسلينا ومن بعده ... مثلهم يوجد لا يفقد)
(أشياخنا السادات أهل التقى ... وذو الكرامات التي تورد)
(لا سيما من كنت أجلسته ... وهو الكبير الصالح المرشد)
(ميزته بالسن إذ كلهم ... أعلام إرشاد لم يسعد)
(لا زال هذا البيت ملجا له ... سكان ذخر لنا منجد)
(ولم تزل رحمة ربي ربي على ... ضريحك الروضة تستخلد)
ــ خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر.