سليمان بن عبد القوي بن الكريم الطوفي الصرصري أبي الربيع نجم الدين
تاريخ الولادة | 657 هـ |
تاريخ الوفاة | 716 هـ |
العمر | 59 سنة |
مكان الولادة | صرصر - العراق |
مكان الوفاة | الخليل - فلسطين |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
سليمان بن عبد القوي بن عبد الكريم، الطوفيُّ الصرصريُّ، الأصوليُّ الفقيهُ.
ولد سنة بضع وسبعين وست مئة، وبرع في العلوم، وسمع الحديث، وسافر إلى الصعيد، ولقي بها جماعة، وحج وجاور الحرمين الشريفين، وسمع بهما.
له تصانيف، منها: "دفع التعارض عما يوهم التناقض في الكتاب والسنة"، ولم يكن له يد فيه؛ وفي كلامه تخبيط كثير، له قصائد في مدح النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومدح الإمام أحمد؛ وكان مع ذلك كله شيعيًا منحرفًا في الاعتقاد عن السنة، حتى إنه قال: في نفسه حنبلي رافضي أشعري هذه إحدى العبر، وصنف كتابًا سماه: "العذاب الواصب على أرواح النواصب"، ومن دسائسه الخبيثة أنه قال في "شرح الأربعين" للنووي: اعلم أن من أسباب الخلاف الواقع بين العلماء تعارضَ الروايات والنصوص، وبعضُ الناس يزعم أن السبب في ذلك عمر بن الخطاب، وذلك أن الصحابة استأذنوه في تدوين السنة من ذلك الزمان، فمنعهم ذلك، وقال: لا أكتب مع القرآن غيرَه، مع علمه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "اكتبوا لأبي شاه" خطبةَ الوداع، وقال: "قيدوا العلم بالكتاب"، قال: فلو ترك الصحابة وتدوين كل واحد منهم ما روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، لانضبطت السنة، ولم يبق بين آخر الأمة وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - في كل حديث إلا الصحابي الذي دون روايته؛ لأن تلك الدواوين كانت تواترت عنهم إلينا كما تواتر البخاري ومسلم وغيرهما.
قال ابن رجب: فانظر إلى هذا الكلام الخبيث المتضمن أن أمير المؤمنين عمر - رضي الله عنه - هو الذي أضلَّ الأمة قصدًا منه وتعمدًا، ولقد كذب في ذلك وفجر، ثم إن تدوين السنة اكثر ما يفيد صحتها وتواترها، وقد صحت - بحمد الله تعالى -، وحصل العلم بكثير من الأحاديث الصحيحة المتفق عليها أو اكثرها لأهل الحديث العارفين به من طرق كثيرة، دونَ من أعمى الله بصيرته؛ لاشتغاله عنها بشُبه أهل البدع والضلال؛ والاختلاف لم يقع لعدم تواترها، بل وقع من تفاوت فهم معانيها؛ وهذا موجود، سواء دونت وتواترت أو لا، وفي كلامه إشارة إلى أن حقها اختلط بباطلها، ولم يتميز، وهذا جهل عظيم. وقد كان الطوفي أقام بالمدينة المنورة مدة يصحب شيخ الرافضة السكاكيني المعتزلي، ويجتمعان على ضلالتهما، وقد هتكه الله وعجل الانتقام منه بالديار المصرية.
قال تاج الدين القيسي في حقه: قدم علينا بمصر في زي أهل الفقر، واشتهر عنه الرفض والوقوع في أبي بكر وابنته عائشة، فرفع أمر ذلك إلى القاضي الحنبلي، وقامت عليه بذلك البينة، فتقدم إلى بعض نوابه بضربه وتعزيره واسهابه، وطيف به، ونودي عليه بذلك، وحبس أيامًا. قال ابن رجب: وقد ذكر بعض شيوخنا عمن حدثه عن آخر أنه أظهر له التوبة - وهو محبوس - وهذا من تقيته ونفاقه، توفي سنة 716.
التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول - أبو الِطيب محمد صديق خان البخاري القِنَّوجي.
سُلَيْمَان بن عبد القوى بن عبد الْكَرِيم بن سعيد الطوفى الصرصرى ثمَّ البغدادى الْفَقِيه الأصولى المفنن نجم الدّين
حفظ مُخْتَصر الخرقى واللمع فى النَّحْو لِابْنِ جنى وتفقه على الشَّيْخ زين الدّين على الصرصرى ثمَّ رَحل إِلَى بَغْدَاد فحفظ الْمُحَرر وبحثه على الشَّيْخ تقى الدّين الزريرانى وَقَرَأَ الْأُصُول على الفارقى والعربية والتصريف على مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الموصلى وَسمع الحَدِيث من ابْن الطبال وَابْن القلانسى وَغَيرهمَا
ثمَّ سَافر إِلَى دمشق فَسمع بهَا من القاضى تقى الدّين سُلَيْمَان بن حَمْزَة ولقى الشَّيْخ تقى الدّين ابْن تَيْمِية والمزى وَقَرَأَ على ابْن أَبى الْفَتْح بعض ألفية ابْن مَالك ثمَّ سَافر إِلَى مصر فَسمع بهَا من القاضى سعد الدّين الحارثى وَقَرَأَ على أَبى حَيَّان مُخْتَصره لكتاب سِيبَوَيْهٍ
وصنف تصانيف كَثِيرَة وَقد نسب إِلَيْهِ أَشْيَاء بَعْضهَا صَحَّ عَنهُ
مَاتَ فى بلد الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام بعد رُجُوعه من الْحَج فى رَجَب سنة سِتّ عشرَة وَسَبْعمائة
المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد - إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد ابن مفلح، أبي إسحاق، برهان الدين.
سُلَيْمَان بن عبد القوى بن عبد الْكَرِيم بن سعيد ابْن الصفى الْمَعْرُوف بِابْن أبي عَبَّاس الْحَنْبَلِيّ نجم الدّين ولد سنة 657 وَهُوَ الطوفى بِضَم الطَّاء وَسُكُون الْوَاو بعْدهَا فَاء أَصله من طوف قَرْيَة بِبَغْدَاد ثمَّ قدم الشَّام فسكنها مُدَّة ثمَّ أَقَامَ بِمصْر مُدَّة وأشتغل فِي الْفُنُون وشارك فِي الْفُنُون وتعانى التصانيف فِي الْفُنُون وَكَانَ قوي الحافظة شَدِيد الذكاء قَرَأَ على الزين عَليّ بن مُحَمَّد الصرصرى بهَا وَبحث الْمُحَرر على التقي الزريراتي وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة عَليّ مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الْموصِلِي وَقَرَأَ الْعُلُوم وناظر وَبحث بِبَغْدَاد وقرأت بِخَط القطب الْحلَبِي كَانَ فَاضلا لَهُ معرفَة وَكَانَ مقتصداً فِي لِبَاسه وأحواله متقللاً من الدُّنْيَا وَكَانَ يتهم بالرفض وَله قصيدة يغض فِيهَا من بعض الصَّحَابَة وَكَانَ سمع من إِسْمَاعِيل بن الطبال وَغَيره بِبَغْدَاد وَمن التقي سُلَيْمَان وَغَيره بِدِمَشْق وَأَجَازَ لَهُ الرشيد ابْن أبي الْقَاسِم وَغَيره وَقَالَ الصَّفَدِي كَانَ وَقع لَهُ بِمصْر وَاقعَة مَعَ سعد الدّين الْحَارِثِيّ وَذَلِكَ أَنه كَانَ يحضر دروسه فيكرمه فيبجله وَقَررهُ فِي أَكثر مدارس الْحَنَابِلَة فتبسط عَلَيْهِ إِلَى ان كَلمه فِي الدَّرْس بِكَلَام غليظ فَقَامَ عَلَيْهِ وَلَده شمس الدّين عبد الرَّحْمَن وفوض أمره لبدر الدّين ابْن الحبال فَشَهِدُوا عَلَيْهِ بالرفض وأخرجوا بِخَطِّهِ هجوا فِي الشَّيْخَيْنِ فعزر وَضرب فَتوجه إِلَى قوص فَنزل عِنْد بعض النَّصَارَى وصنف تصنيفا أَنْكَرُوا عَلَيْهِ مِنْهُ الفاظا ثمَّ أستقام أمره وَأَقْبل على قِرَاءَة الحَدِيث والتصنيف وَشرح الاربعين للنووي وأختصر رَوْضَة الْمُوفق فِيالْأُصُول على طَريقَة ابْن الْحَاجِب حَتَّى أَنه اسْتعْمل أَكثر أَلْفَاظ الْمُخْتَصر وَشرح مُخْتَصره شرحاً حسنا وَشرح مُخْتَصر التبريزي فِي الْفِقْه على مَذْهَب الشَّافِعِي وَكتب على المقامات شرحاً وَاخْتصرَ التِّرْمِذِيّ وَكَانَ فِي الشّعْر الَّذِي نسبوه إِلَيْهِ مِمَّا يُصَرح بالرفض قَوْله (كم بَين من شكّ فِي خِلَافَته ... وَبَين من قيل أَنه الله) وَكَانَ مَوته بِبَلَد الْخَلِيل فِي رَجَب سنة 716 وعاش أَبوهُ بعده سنوات وَقَالَ الْكَمَال جَعْفَر كَانَ كثير المطالعة أَظُنهُ طالع أَكثر كتب خَزَائِن قوص قَالَ وَكَانَت قوته فِي الْحِفْظ أَكثر مِنْهَا فِي الْفَهم وَمن شعره فِي ذمّ دمشق (قوم إِذا دخل الْغَرِيب بأرضهم ... أضحى يفكر فِي بِلَاد مقَام)
(بثقالة الْأَخْلَاق مِنْهُم والهوى ... وَالْمَاء وَهِي عناصر الاجسام)
(وزعورة الْأَرْضين فَامْنُنْ وَقع ... ونم كبعير المستعجل التمتام)
(بجوار قاسيون هم وَكَأَنَّهُم ... من جرمه خلقُوا بِغَيْر خصام)
وَقَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ دينا سَاكِنا قانعاً وَيُقَال أَنه تَابَ عَن الرَّفْض وَنسب إِلَيْهِ أَنه قَالَ عَن نَفسه
(حنبلي رَافِضِي ظاهري ... اشعري أَنَّهَا إِحْدَى الْكبر)
وَيُقَال ان بقوص خزانَة كتب من تصانيفه وَقَالَ ابْن رَجَب فِي طَبَقَات الْحَنَابِلَة لم يكن لَهُ يَد فِي الحَدِيث وَفِي كَلَامه فِيهِ تخبيط كثير وَكَانَ شِيعِيًّا منحرفاً عَن السّنة وصنف كتابا سَمَّاهُ الْعَذَاب الواصب على أَرْوَاح النواصب قَالَ وَمن دسائسه الْخفية أَنه قَالَ فِي شرح الْأَرْبَعين أَن أَسبَاب الْخلاف الْوَاقِع بَين الْعلمَاء تعَارض الرِّوَايَات والنصوص وَبَعض النَّاس يزْعم أَن السَّبَب فِي ذَلِك عمر بن الْخطاب لِأَن الصَّحَابَة استأذنوه فِي تدوين السّنة فَمنهمْ مَعَ علمه بقول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اكتبوا لأبي شاه وَقَوله قيدوا الْعلم بِالْكتاب فَلَو ترك الصَّحَابَة يدون كل وَاحِد مِنْهُم مَا سمع من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لانضبطت السّنة فَلم يبْق بَين آخر الْأمة وَبَين النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَّا الصَّحَابِيّ الَّذِي دونت رِوَايَته لِأَن تِلْكَ الدَّوَاوِين كَانَت تتواتر عَنْهُم كَمَا تَوَاتر البُخَارِيّ وَمُسلم قَالَ ابْن رَجَب وَلَقَد كذب هَذَا الرجل وفجر وَأكْثر مَا كَانَ يُفِيد تدوين السّنة صِحَّتهَا وتواترها وَقد صحت وتواتر الْكثير مِنْهَا عِنْد من لَهُ معرفَة بِالْحَدِيثِ وطرقه دون من أعمى الله بصيرته مشتغلا فِيهَا بشبه أهل الْبدع ثمَّ ان الِاخْتِلَاف لم يَقع لعدم التَّوَاتُر بل لتَفَاوت الفهوم فِي مَعَانِيهَا وَهَذَا مَوْجُود سَوَاء تَوَاتَرَتْ ودونت أم لَا وَفِي كَلَامه رمز إِلَى أَن حَقّهَا اخْتَلَط بباطلها وَهُوَ جهل مفرط وَقد قَالَ ابْن مَكْتُوم فِي تَرْجَمته من تَارِيخ النجَاة قدم علينا فِي زِيّ الْفُقَرَاء ثمَّ تقدم عِنْد الْحَنَابِلَة فَرفع إِلَى الْحَارِثِيّ أَنه وَقع فِي حق عَائِشَة فعزره وسجنه وَصرف عَن جهاته ثمَّ أطلق فسافر إِلَى قوص فَأَقَامَ بهَا مُدَّة ثمَّ حج سنة 714 وجاور سنة 15 ثمَّ حج وَنزل إِلَى الشَّام فَمَاتَ بِبَلَد الْخَلِيل سنة 716 فِي رَجَب وَقَالَ ابْن رَجَب وَذكر بعض شُيُوخنَا عَمَّن حَدثهُ أَنه كَانَ يظْهر التَّوْبَة ويتبرأ من الرَّفْض وَهُوَ مَحْبُوس قَالَ ابْن رَجَب وَهَذَا من نفَاقه فَإِنَّهُ لما جاور فِي آخر عمره بِالْمَدِينَةِ صحب السكاكيني شيخ الرافضة ونظم مَا يتَضَمَّن السب لأبي بكر ذكر ذَلِك عَنهُ المطرى حَافظ الْمَدِينَة ومؤرخها وَكَانَ صحب الطوفي بِالْمَدِينَةِ وَكَانَ الطوفي بعد سجنه قد نفي إِلَى الشَّام فَلم يدخلهَا لكَونه كَانَ هجا أَهلهَا فعرج إِلَى دمياط فَأَقَامَ بهَا مُدَّة ثمَّ توجه مِنْهَا إِلَى الصَّعِيد وَله سَماع على الرشيد بن أبي الْقَاسِم وَأبي بكر بن أَحْمد بن أبي الْبَدْر وَإِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن الطبال وقرأت بِخَط الْكَمَال جَعْفَر كَانَ القَاضِي الْحَارِثِيّ يُكرمهُ ويبجله ونزله فِي دروس ثمَّ وَقع بَينهمَا كَلَام فِي الدَّرْس فَقَامَ عَلَيْهِ ابْن القَاضِي وفوضوا أمره إِلَى بعض النواب فَشَهِدُواعَلَيْهِ بالرفض فَضرب ثمَّ قدم قوص فصنف تصنيفا أنْكرت عَلَيْهِ فِيهِ أَلْفَاظ فغيرها ثمَّ لم نر مِنْهُ بعد وَلَا سمعنَا عَنهُ شَيْئا يشين وَلم يزل ملازماً للاشتغال وَقِرَاءَة الحَدِيث والمطالعة والتصنيف وَحُضُور الدُّرُوس مَعنا إِلَى حِين سَفَره إِلَى الْحجاز وَكَانَ كثير المطالعة أَظُنهُ طالع أَكثر كتب الخزائن بقوص وَكَانَت قوته فِي الْحِفْظ أَكثر من الْفَهم وَله قصيدة فِي المولد النَّبَوِيّ أَولهَاإِن ساعدتك سوابق الأقدار فانخ مطيك فِي حمى الْمُخْتَار وقصيدة فِي ذمّ الشَّام أَولهَا
(جد للمشوق وَلَو بطيف كَلَام ... )
-الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة لابن حجر العسقلاني-
سليمان بن عبد القوي بن الكريم الطوفي الصرصري، أبو الربيع، نجم الدين:
فقيه حنبلي، من العلماء. ولد بقرية طوف - أو طوفا - (من أعمال صرصر: في العراق) ودخل بغداد سنة 691 هـ ورحل إلى دمشق سنة 704 هـ وزار مصر، وجاور بالحرمين، وتوفي في بلد الخليل (بفلسطين) . له (بغية السائل في أمهات المسائل) في أصول الدين، و (الإكسير في قواعد التفسير - خ) في دار الكتب، و (الرياض النواضر في الأشباه والنظائر) و (معراج الوصول) في أصول الفقه، و (الذريعة إلى معرفة أسرار الشريعة) و (تحفة أهل الأدب في معرفة لسان العرب) و (الإشارات الإلهية والمباحث الأصولية خ) في دار الكتب (20561 ب) و (العذاب الواصب على أرواح النواصب) حُبس من أجله، وطيف به في القاهرة، و (تعاليق على الأناجيل) و (شرح المقامات الحريرية) و (البلبل في أصول الفقه - خ) اختصر به (روضة الناظر وجنة المناظر) لابن قدامة، رأيت تصوير نسخة منه في المكتبة السعودية بالرياض، الرقم 93 / 86 و (موائد الحيس في فوائد امرئ القيس - خ) في دار الكتب (5601) و (مختصر الجامع الصحيح للترمذي - خ) في مجلدين .
-الاعلام للزركلي-