عبد الْجواد بن شُعَيْب بن أَحْمد بن عباد بن شُعَيْب القنائي الأَصْل الخوانكي المولد والمنشأ ثمَّ الْمصْرِيّ الشَّافِعِي الْأنْصَارِيّ القضائي الوفائي من عُلَمَاء مصر وأدبائها صوفي المشرب إِذا حدث أعجب وأبدع وَأغْرب وَكَانَ كثير الْحِفْظ للأشعار ونوادر الْأَخْبَار ذَا نظر فِي الْعلم دَقِيق وَزِيَادَة حذق وَتَحْقِيق وتقوى ظَاهره وَمظَاهر باهره أَخذ عَن النُّور الزيَادي وَمن فِي طبقته وَعنهُ أَخذ جمَاعَة وَله مؤلفات كَثِيرَة مِنْهَا رِسَالَة بديعة فِي الاستعارات سَمَّاهَا القهوة المدارة فِي تَقْسِيم الِاسْتِعَارَة ونظم الورقات والنسيم العاطر فِي تَقْسِيم الخاطر والعظة الوفية فِي يقظة الصُّوفِيَّة وكشف الريب عَن مَاء الْغَيْب شرح الأبيات الثَّلَاثَة وَهِي
(تَوَضَّأ بِمَاء الْغَيْب إِن كنت ذَا سر ... والا تيَمّم بالصعيد وبالصخر) (وَقدم إِمَامًا كنت أَنْت إِمَامه ... وصل صَلَاة الْعَصْر فِي أول الْفجْر)
(فهذي صَلَاة العارفين برَبهمْ ... فَإِن كنت مِنْهُم فامزج الْبر بالبحر)
وَمن شعره قَوْله فِي ضَابِط همز الْوَصْل وهمز الْقطع
(زد همزَة الْوَصْل لماض كاغندى ... وَالْأَمر والمصدر مِنْهُ وَإِذا) (أمرت من نَحْو اخش واغز وارم ... وَفِي ابنم وَابْن وَفِي است وَاسم)
(واثنين واثنتين وَايْم وامرىء ... وَامْرَأَة وهمز أل كالنبأ) (وهمز كرام وَنَحْو اقْطَعْ ... وَفعل ذِي تكلم كادعي)
(وَصفَة قد شبهت وَفِي ندا ... جلالة حَرَّره مُعْتَمدًا) (عبد الْجواد بن شُعَيْب فَادع لَهُ ... كي يلهم الْجَواب عِنْد المسئلة)
وَله ضَابِط مَا يجوز فِيهِ عود الضَّمِير على مُتَأَخّر لفظا ورتبة
(فِي سنة أخر ضميراً لفظا ... ورتبة واحرص عَلَيْهَا حفظا) (الْأَمر والشان وَرب وَالْبدل ... نعم وَبئسَ مَعَ تنَازع الْعَمَل)
وَله ضَابِط مَا يعلق بِهِ الْعَامِل
(يعلق فعل الْقلب مَا ثمَّ لَا وان ... لنفي وَلَام الِابْتِدَاء مَعَ الْقسم) (كَذَلِك الِاسْتِفْهَام بالحرف دَائِما ... أَو الِاسْم فاعرف أَيهَا الْمُفْرد الْعلم)
وَمن غزلياته قَوْله
(مَا اصْطفى قلبِي إِلَّا مصطفى ... هُوَ حسبي من حبيب وَكفى) (أسعد الله تَعَالَى طالعاً ... حل فِيهِ وَأرَاهُ الشرفا)
(مَا عَلَيْهِ لَو سقاني رِيقه ... إِنَّه الشهد وَفِي الشهد شفا) (إِن وفى الدَّهْر بِهِ فِي لَيْلَة ... فَهُوَ عِنْدِي دَائِما أهل الوفا)
وَمن مدائحه قَوْله
(حسبي الَّذِي لم يخب من احتسبه ... من الْمَعَالِي إِلَيْهِ منتسبه) (أكْرم من أكْرم العفاة وَمن ... أسدى إِلَى مرتجيه مطلبه)
(أكمل من تجتني فَوَائده ... أَفْئِدَة الوافدين والطلبه) (أسمح من يمنح الجزيل وَمَا ... يطْلب شكرا جَزَاء مَا وهبه)
(يبصر من خلف ستر هيكله ... كناظر والزجاج مَا حجبه) (ينقش فِي لوح سره صوراً ... عَن غَيره فِي الْوُجُود محتجبه)
(فيصدر الْأَمر عَن حَقِيقَته ... متسق الْحسن بادياً حببه)
قدم مَكَّة حَاجا وجاور بهَا سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَألف وَأخذ عَنهُ بهَا كثير من فضلائها وَرجع إِلَى بَلَده وَاسْتمرّ بهَا إِلَى أَن توفّي وَكَانَت وَفَاته فِي سنة ثَلَاث وَسبعين وَألف.
ــ خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر.
عبد الجواد بن شعيب بن أحمد الأَنْصَارِي الشافعيّ القنائي:
فاضل مصري. أصله من قنا. جاور بمكة، وتوفي بمصر. له كتب، منها (القهوة المدارة، في تقسيم الاستعارة - خ) رسالة، في دار الكتب، و (النسيم العاطر في تقسيم الخاطر) و (العظة الوفية في يقظة الصوفية) .
-الاعلام للزركلي-