صنع الله بن محب الله بن محمد محب الدين المحبي
تاريخ الولادة | 1037 هـ |
تاريخ الوفاة | 1097 هـ |
العمر | 60 سنة |
مكان الوفاة | سرمين - سوريا |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
صنع الله بن محب الله بن مُحَمَّد محب الدّين بن أبي بكر تَقِيّ الدّين بن دَاوُد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْخَالِق بن عبد الرَّحْمَن المحبي الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ عمي شَقِيق وَالِدي وَكَانَ لي مَكَان وَالِدي فَإِن أبي سَافر إِلَى بِلَاد الرّوم وعمري إِحْدَى عشرَة سنة فتقيد بِي ورباني وأقدمني على الطّلب وَجعل أهم أمره أَمْرِي وَكَانَ جزاه الله تَعَالَى عني خيرا برا بِي شفوقاً عَليّ مرِيدا لي كل خير عَاجل وآجل وَمَا عَاهَدت مِنْهُ لَحْظَة مَا إساءة أَو مقتاً بل كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى يألم لما آلم مِنْهُ وينشرح لما أنشرح لَهُ بل يغْضب لغضبي ويرضى لرضائي وعَلى كثير من مناهجه فِي التودد نهجت وعَلى آدابه وَحسن طويته درجت وَكَانَ بل الله ثراه بوابل الغفران لطيف الطَّبْع حمولاً فَاضلا كَامِلا طارحاً للتكلف حسن الْعشْرَة متودداً وَكَانَ أَبوهُ فيحياته يُحِبهُ كثيرا فربى عَزِيزًا مكرماً وَلما مَاتَ أَبوهُ كَانَ عمره عشر سِنِين فرباه أبي وتقيد بِهِ وَكَانَ لَهُ إِلَيْهِ محبَّة لم أرها من أحد وَلم أسمع بِمِثْلِهَا وَكَانَ هُوَ كَذَلِك وَكَثِيرًا مَا كنت أسمعهُ يَقُول أَرْجُو الله تَعَالَى أَن لَا يريني يَوْم موت أخي وأكون أَنا السَّابِق عَلَيْهِ بِالْمَوْتِ حَتَّى قدر الله أَنه مَا رأى يَوْم مَوته لَكِن لَا لمَوْته قبله بل لِأَنَّهُ كَانَ مُسَافِرًا فِي بِلَاد الرّوم وَقد اشْتغل بِالْعلمِ كثيرا فِي مباديه فَقَرَأَ على الشَّيْخ أَحْمد القلعي وعَلى شَيخنَا النَّجْم الفرضي وعَلى غَيرهمَا وناب فِي الْقَضَاء بمحاكم دمشق كالكبرى وَالْقِسْمَة والميدان والعونية وَصَارَ نَائِبا بالقدس فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَألف ثمَّ إِنَّه سَافر إِلَى الرّوم وَصَارَ قَاضِيا بحمص وَرجع إِلَى الشَّام وَكَانَ بِالشَّام إِذْ ذَاك شيخ الْإِسْلَام مُحَمَّد بن عبد الْحَلِيم البرسوي وَقد رَجَعَ من الْحَج فَجَاءَهُ قَضَاء الْقُدس فَتوجه مَعَه وخدمه فِي نِيَابَة غَزَّة ثمَّ قدم فِي خدمته إِلَى الشَّام بعد أَن عزل وَكَانَ أَمر بالتوجه إِلَى وَطنه بروسه فصحبه إِلَى الرّوم وسافرت أَنا مَعَهم ودخلنا بروسة فِي خدمَة الْمولى الْمَذْكُور ثمَّ فارقناه وتوجهنا بحراً إِلَى نَاحيَة أدرنة والدولة إِذْ ذَاك بهَا فوصلناها وأقمنا بهَا مُدَّة ثمَّ لما توجه السُّلْطَان مُحَمَّد إِلَى قسطنطينية جِئْت أَنا وإياه إِلَيْهَا فولي بهَا قَضَاء معرة المصريين وَتوجه إِلَيْهَا وضبطها وَرجع إِلَى الرّوم وَأَنا مُقيم بهَا ثمَّ أعْطى قَضَاء معرة المصريين ثَانِيًا وسافر إِلَيْهَا فصحبته فِي الطَّرِيق إِلَى أَن وصلنا إِلَى أنطاكية ثمَّ افترقنا وَلم يقدر الله تَعَالَى بعد ذَلِك اجتماعاً فَإِنِّي قدمت إِلَى دمشق وألقيت بهَا عَصا الترحال وَوصل هُوَ إِلَى قَضَائِهِ وَضبط المنصب وعزل عَنهُ ثمَّ سَافر إِلَى الرّوم وَولي قَضَاء سرمين وَوصل إِلَيْهَا فَتوفي بهَا وَهُوَ قَاض وَكَانَت وَفَاته فِي ثامن شهر رَمَضَان سنة سبع وَتِسْعين وَألف عَن سِتِّينَ سنة رَحمَه الله تَعَالَى.
ــ خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر.