أم معبد الخزاعية.
اسمها عاتكة بنت خالد أخت حبيش بن خالدة قد تقدم ذكرها فِي باب العين من أسماء النساء، وسلف ذكر خبرها فِي باب حبيش من أسماء الرجال من هَذَا الكتاب، وأذكرها هنا: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، إِمْلاءً مِنْهُ عَلَيَّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ.
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ حَكَمِ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ ثَابِتِ ابن يَسَارٍ الْخُزَاعِيُّ الرَّبَعِيُّ الْكَعْبِيُّ بِقَدِيدٍ عَلَى بَابِ حَانُوتِهِ قِرَاءَةً لَنَا ظَاهِرًا، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هِشَامٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ حِزَامِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ حُبَيْشُ بْنُ خَالِدٍ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ مُهَاجِرًا هُوَ وأَبُو بَكْرٍ، وَمَوْلَى أَبِي بَكْرٍ عَامِرِ بْنِ فُهَيْرَةَ، وَدَلِيلُهُمَا اللَّيْثِيُّ عبد الله بن الأريط، مَرُّوا عَلَى خَيْمَتَيْ أُمِّ مَعْبَدٍ الْخُزَاعِيَّةِ، وَكَانَتِ امْرَأَةً بَرْزَةً جَلْدَةً تَحْتَبِي بِفِنَاءِ الْقُبَّةِ، ثُمَّ تسقى وتطعم، فَسَأَلُوهَا لَحْمًا وَتَمْرًا لِيَشْتَرُوهُ مِنْهَا، فَلَمْ يُصِيبُوا عِنْدَهَا شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ، وَكَانَ الْقَوْمُ مُرْمِلِينَ مُسْنِتِينَ ، فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى شَاةٍ فِي كِسْرِ الْخَيْمَةِ فَقَالَ: مَا هَذِهِ الشَّاةُ يَا أُمَّ مَعْبَدٍ؟ قَالَتْ: شَاةٌ خَلَّفَهَا الْجَهْدُ عَنِ الْغَنَمِ. قَالَ: هَلْ بِهَا مِنْ لَبَنٍ! قَالَتْ: هِيَ أَجْهَدُ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: أَتَأْذَنِينَ لِي أَنْ أَحْلِبَهَا؟ قَالَتْ: نَعَمْ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي! إِنْ رَأَيْتَ بِهَا حَلْبًا فَاحْلِبْهَا، فَدَعَا بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَسَحَ بِيَدِهِ ضَرْعَهَا، وَسَمَّى اللَّهَ، وَدَعَا لَهَا فِي شَاتِهَا فَتَفَاجَّتْ عَلَيْهِ، وَدَرَّتْ وَاجْتَرَّتْ، وَدَعَا بِإِنَاءٍ يُرْبِضُ الرَّهْطَ، فَحَلَبَ فِيهِ ثَجًّا حَتَّى عَلاهُ الْبَهَاءُ ، ثُمَّ سَقَاهَا حَتَّى رَوِيَتْ، وَسَقَى أَصْحَابَهُ حَتَّى رَوَوْا، وَشَرِبَ آخرهم، ثم أراضوا ثُمَّ حَلَبَ ثَانِيًا فِيهَا بَعْدَ ذَلِكَ حَتَّى مَلأَ الإِنَاءَ، ثُمَّ غَادَرَهُ عِنْدَهَا، وَبَايَعَهَا، وَارْتَحَلُوا عَنْهَا، فَقَلَّمَا لَبِثَتْ حَتَّى جَاءَ زَوْجُهَا أَبُو مَعْبَدٍ يَسُوقُ أعْنُزًا عِجَافًا يَتَسَاوَكْنَ هِزَالا مُخُّهُنَّ قَلِيلٌ، فَلَمَّا رَأَى أَبُو مَعْبَدٍ اللَّبَنَ عَجِبَ، وَقَالَ: مِنْ أَيْنَ لَكِ هَذَا اللَّبَنُ يَا أُمَّ مَعْبَدٍ وَالشَّاةُ عَازِبٌ حِيَالٌ وَلا حَلُوبَ فِي الْبَيْتِ؟ قَالَتْ: لا وَاللَّهِ، إِلا أَنَّهُ مَرَّ بِنَا رَجُلٌ مُبَارَكٌ، مِنْ حَالِهِ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: صِفِيهِ لِي يَا أُمَّ مَعْبَدٍ. قَالَتْ: رَأَيْتُ رَجُلا ظَاهِرَ الْوَضَاءَةِ ، أَبْلَجَ الْوَجْهِ، حَسَنَ الْخُلُقِ، لَمْ تَعِبْهُ ثُجْلَةٌ، وَلَمْ تَزِرْ بِهِ صَعْلَةٌ وَسِيمٌ قَسِيمٌ، فِي عَيْنَيْهِ دَعَجٌ، وفي أشفاره عطف ، وفي عنقه سطح، وَفِي صَوْتِهِ صَحَلٌ، وَفِي لِحْيَتِهِ كَثَاثَةٌ، أَزَجُّ والوطف: طول شعر أشفار العين. والدعج: شدة سواد العين.أَقْرَنُ، إِنْ صَمَتَ فَعَلَيْهِ الْوَقَارُ، وَإِنْ تَكَلَّمَ سَمَا وَعَلاهُ الْبَهَاءُ، أَجْمَلُ النَّاسِ وَأَبْهَاهُ مِنْ بَعِيدٍ، وَأَحْسَنُهُ وَأَجْمَلُهُ مِنْ قَرِيبٍ، حُلْوُ الْمَنْطِقِ، فَصْلٌ، لا نَزْرٌ ولا هَذَرٌ، كَأَنَّ مَنْطِقَهُ خَرَزَاتِ نَظْمٍ يَتَحَدَّرْنَ، رَبْعَةٌ، لا بَائِنٌ مِنْ طُولٍ، وَلا تَقْتَحِمُهُ عَيْنٌ مِنْ قِصَرٍ، غُصْنٌ بَيْنَ غُصْنَيْنِ، فَهُوَ أَنْضَرُ الثَّلاثَةِ مَنْظَرًا، أَحْسَنُهُمْ قَدْرًا، لَهُ رُفَقَاءُ يُحْفُونَ بِهِ، إِنْ قَالَ أَنْصَتُوا لِقَوْلِهِ، وَإِنْ أَمَرَ تَبَادَرُوا إِلَى أَمْرِهِ، مَحْفُودٌ مَحْشُودٌ ، لا عَابِسٌ وَلا مُفْنِدٌ قَالَ أَبُو مَعْبَدٍ: هُوَ وَاللَّهِ صَاحِبُ قُرَيْشٍ الَّذِي ذُكِرَ لَنَا مِنْ أَمْرِهِ مَا ذُكِرَ بِمَكَّةَ، ولقد همت أَنْ أَصْحَبَهُ، وَلأَفْعَلَنَّ إِنْ وَجَدْتُ إِلَى ذَلِكَ سَبِيلا، فَأَصْبَحَ صَوْتٌ بِمَكَّةَ عَالٍ يَسْمَعُونَ الصَّوْتَ وَلا يَدْرُونَ مَنْ صَاحِبُهُ، وَهُوَ يَقُولُ :
جَزَى اللَّهُ رَبُّ النَّاسِ خَيْرَ جَزَائِهِ ... رَفِيقَيْنِ حَلا خَيْمَتَيْ أُمِّ مَعْبَدِ
هُمَا نَزَلاهَا بِالْهُدَى فَاهْتَدَتْ بِهِ ... فَقَدْ فَازَ مَنْ أَمْسَى رَفِيقَ مُحَمَّدِ
فيا لقصىّ ما زوى الله عنكم ... ظبه مِنْ فِعَالٍ لا تُجَازَى وَسُؤْدُدِ
لِيَهْنَ بَنِي كَعْبٍ مَقَامَ فَتَاتِهِمْ ... وَمَقْعَدُهَا لِلْمُؤْمِنِينَ بِمَرْصَدِ
سَلُوا أُخْتَكُمْ عَنْ شَاتِهَا وَإِنَائِهَا ... فَإِنَّكُمُ إِنْ تَسْأَلُوا الشَّاةَ تَشْهَدِ
دَعَاهَا بِشَاةٍ حَائِلٍ فَتَحَلَّبَتْ ... عَلَيْهِ صريحا ضرّة الشاة مزيد
فَغَادَرَهَا رَهْنًا لَدَيْهَا لِحَالِبٍ ... يُرَدِّدُهَا فِي مَصْدَرٍ ثُمَّ مَوْرِدِ
فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ حَسَّانُ بْنُ ثابت جعل يجاوب الهاتف، وهو يقول :
لَقَدْ خَابَ قَوْمٌ غَابَ عَنْهُمْ نَبِيُّهُمْ ... وَقُدِّسَ مَنْ يَسْرِي إِلَيْهِ وَيَغْتَدِي
تَرَحَّلَ عَنْ قَوْمٍ فَضَلَّتْ عُقُولُهُمْ ... وَحَلَّ عَلَى قَوْمٍ بِنُورٍ مُجَدَّدِ
هَدَاهُمْ بِهِ بَعْدَ الضَّلالَةِ رَبُّهُمْ ... وَأَرْشَدَهُمْ، مَنْ يَتْبَعِ الْحَقَّ يَرْشُدُ
وَهَلْ يَسْتَوِي ضُلَّالُ قَوْمٍ تسفّهوا ... عما يتهم هَادٍ بِهِ كُلُّ مُهْتَدِ
لَقَدْ نَزَلَتْ مِنْهُ عَلَى أَهْلِ يَثْرِبَ ... رِكَابُ هُدًى حَلَّتْ عَلَيْهِمْ بِأَسْعَدِ
نَبِيٌّ يَرَى مَا لا يَرَى النَّاسُ حَوْلَهُ ... وَيَتْلُوُ كِتَابَ اللَّهِ فِي كُلِّ مَشْهَدِ
وَإِنْ قَالَ فِي يَوْمٍ مَقَالَةَ غَائِبٍ ... فَتَصْدِيقُهَا في اليوم أوفى ضحى الغد
ليهن أَبَا بَكْرٍ سَعَادَةَ جَدِّهِ ... بِصُحْبَتِهِ مَنْ يُسْعِدِ به الله يسعد
لِيَهْنَ بَنِي كَعْبٍ مَقَامَ فَتَاتِهِمْ ... وَمَقْعَدُهَا لِلْمُؤْمِنِينَ بِمَرْصَدِ
وَحَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ قِرَاءَةً مِنِّي عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَضَّاحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَكْرَمُ بْنُ مُحْرِزٍ، عَنْ أَبِيهِ مُحْرِزِ بْنِ مَهْدِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ مُنْقِذِ ابن رَبِيعَةَ، وَأُمُّ مَعْبَدٍ الْخُزَاعِيَّةُ هِيَ بِنْتُ خَالِدٍ أُخْتُ خُوَيْلِدٍ، وَاسْمُهَا عَاتِكَةُ، عَنْ حِزَامِ بْنِ هشام، عن أبيه حُبَيْشٍ صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حِينَ خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ مُهَاجِرًا إِلَى الْمَدِينَةِ هو وأبو بكر ومولى أبي بكر عامر بْنُ فُهَيْرَةَ وَدَلِيلُهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الأُرَيْقِطِ اللَّيْثِيُّ مَرُّوا عَلَى خَيْمَةِ أُمِّ مَعْبَدٍ الْخُزَاعِيَّةِ، وَكَانَتْ بَرْزَةً جَلْدَةً تَحْتَبِي بِفِنَاءِ الْقُبَّةِ ثُمَّ تَسْقِي وَتُطْعِمُ ... وَذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَى آخِرِهِ سَوَاءٌ بمعنى واحد.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: وَقَدْ قَيَّدْتُ فِي طُرَّةِ الصفحتين ما بين الرواتين من خلاف
الاستيعاب في معرفة الأصحاب - أبو عمر يوسف بن عبد الله ابن عاصم النمري القرطبي.
عاتكة بنت خالد بْن منقذ بْن ربيعة،
أم معبد الخزاعية. ويقال عاتكة بنت خالد بْن خليف. وهي التي نزل عليها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خيمتها حين خرج من مكة إِلَى المدينة مهاجرًا، وذلك الموضع يدعى إِلَى اليوم بخيمة أم معبد.
وَذَكَرَ أَبُو جَعْفَرٍ الْعَقِيلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بن نصر الكاغدي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ يُونُسَ الْيَمَامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْحَنَفِيُّ الْيَمَامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حِزَامُ بْنُ هِشَامِ بْنِ حُبَيْشِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أبيه، بن جَدِّهِ حُبَيْشِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أُخْتِهِ أُمِّ مَعْبَدٍ- وَاسْمُهَا عَاتَكَةُ بِنْتُ خَالِدٍ- قَالَتْ: لَمَّا هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم مِنْ مَكَّةَ وَخَرَجَ مِنْهَا يُرِيدُ الْمَدِينَةَ، وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ، وَمَوْلًى لأَبِي بَكْرٍ يُقَالُ لَهُ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُرَيْقِطٍ اللَّيْثِيُّ دَلِيلُهُمْ، فَمَرُّوا بِنَا فَدَخَلُوا خَيْمَتِي، وَأَنَا مُحْتَبِيَةٌ بِفِنَاءِ خَيْمَتِي، أَسْقِي وَأُطْعِمُ الْمَارِّينَ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. وَقَدْ رُوِيَ حَدِيثُ أُمِّ مَعْبَدٍ هَذَا بكماله عنها في رواية القبلي هَذِهِ. وَرُوِيَ عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ زَوْجِهَا، وَعَنْ حبيش ابن خَالِدٍ أَخِيهَا، بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَالأَلْفَاظُ مُتَقَارِبَةٌ، وَسَنَذْكُرُهَا فِي بَابِهَا [فِي الْكُنَى] إِنْ شَاءَ اللَّهُ تعالى.
الاستيعاب في معرفة الأصحاب - أبو عمر يوسف بن عبد الله ابن عاصم النمري القرطبي.
أم معاذ بنت خالد
أم معبد بنت خالد الخزاعية الكعبية، واسمها عاتكة وهي أخت حبيش بن خالد.
وهي التي نزل عليها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما هاجر إلى المدينة.
وقد تقدمت قصة نزوله عليها، وما ظهر لها من معجزاته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبو نعيم، وأبو موسى.
أسد الغابة في معرفة الصحابة - عز الدين ابن الأثير.
عاتكة بنت خالد
عاتكة بنت خالد بن منقذ بن ربيعة وقيل عاتكة بنت خالد بن خليف بن منقذ بن ربيعة بن أصرم بن ضبيس بن حرام بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة الخزاعية وهي أم معبد كنيت بابنها معبد.
وكان زوجها أكثم بن أبي الجون الخزاعي، وهو أبو معبد.
وهي التي نزل بها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما هاجر إلى المدينة، وحديثه معها مشهور، وذلك المنزل يعرف اليوم بخيمة أم معبد.
روى عبد الملك بن وهب المذحجي، عن الحر بن الصياح النخعي، عن أبي معبد الخزاعي، عن أم معبد، قالت: نظر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى شاة في كسر البيت فقال: " ما هذه الشاة يا أم معبد؟ " قالت: شاة خلفها الجهد عن الغنم.
قال: " هل لها من لبن؟ " قالت: هي أجهد من ذلك قال: " أتأذنين أن أحلبها ".
قالت: نعم بأبي أنت وأمي، إن رأيت بها حلبا فاحلبها.
فمسح ضرعها وذكر اسم الله، ودعا بإناء يربض الرهط، فحلب فيها فسقاها حتى رويت، وسقى أصحابه فشربوا حتى رووا وشرب آخرهم، وقال: " ساقى القوم آخرهم شربا فشربوا جميعا عللا بعد نهل حتى رضوا.
أخرجها الثلاثة.
أسد الغابة في معرفة الصحابة - عز الدين ابن الأثير.
عاتكة بنت خالد الخزاعيّة:
أم معبد، هي بكنيتها أشهر ، وستأتي في الكنى.
الإصابة في تمييز الصحابة - أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني.
أم معبد الخزاعية
: التي نزل عليها النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم لما هاجر، مشهورة بكنيتها، واسمها عاتكة بنت خالد.
تقدم نسبها في ترجمة أخيها خنيس بن خالد في حرف الخاء المعجمة، وهو أحد من روى قصة نزول النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عليها لما هاجر إلى المدينة، وتقدمت الإشارة إلى ذلك في ترجمته.
وأخرجه أبو عمر عن عبد الوارث بن سفيان أنه أملاه عليه، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا عبد اللَّه بن محمد بن عيسى بن حكيم بن أيوب بن إسماعيل بن محمد بن سليمان بن ثابت بن يسار الخزاعي بقديد، على باب حانوته، حدثني أبو هشام محمد بن سليمان بن الحكم، عن جدي أيوب بن الحكم، عن حزام بن هشام، عن أبيه خنيس بن خالد، صاحب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم حين خرج من مكة مهاجرا إلى المدينة هو وأبو بكر ومولى أبي بكر [وهو] ، عامر بن عامر بن فهيرة، ودليلهما عبد اللَّه بن أريقط مروا على خيمة أم معبد الخزاعية، وكانت امرأة برزة جلدة تسقي وتطعم بفناء الكعبة، فسألوها لحما، وتمرا ليشتروه، فلم يصيبوا عندها شيئا، وكان القوم مرملين « أي نفد زادهم، وأصله من الرّمل كأنّهم لصقوا بالرّمل كما قيل للفقير: التّرب. النهاية 2/ 265» ، وفي كسر « أي جانبها. النهاية 4/ 172» الخيمة شاة، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «يا أم معبد، هل بها من لبن» ؟ قالت: هي أجهد من ذلك. فقال: «أتأذنين لي أن أحلبها» «أخرجه الطبراني في الكبير 7/ 124، وابن عساكر في التاريخ 1/ 326 وأورده الهيثمي في الزوائد 8/ 281 عن محمد بن سليط عن أبيه عن جده بزيادة في أوله قال الهيثمي، رواه الطبراني وفيه عبد العزيز ابن يحيى ونسبه البخاري وغيره إلى الكذب وقال الحاكم صدوق فالعجب منه وفيه مجاهيل أيضا» ؟ قالت: نعم، إن رأيت بها حلبا، فمسح بيده ضرعها، وسمى اللَّه، ودعا لها في شاتها، فدرت واجترت، فدعا بإناء فحلب فيه حتى علاه البهاء « أراد بهاء اللّبن وهو بيص رغوته. اللسان 1/ 380» ، ثم سقاها حتى رويت، ثم سقى أصحابه حتى رووا، وشرب آخرهم، ثم حلب فيه ثانيا، ثم غادره عندها وبايعها، وارتحلوا عنها ... فذكر الحديث بطوله.
وأخرجه ابن السّكن، من حديث أم معبد نفسها، أورده من طريق ابن الأشعث حفص بن يحيى التيمي، حدثنا حزام بن هشام عن خنيس، قال: سمعت أبي يحدث عن أم معبد بنت خالد- وهي عمته- أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم نزل عندها هو وأبو بكر ردفان مخرجه إلى المدينة حين خرج، فأرسلت إليه شاة فرأى فيها بصرة من لبن، فقربها فنظر إلى ضرعها، فقال: واللَّه إن بهذه الشاة للبنا، قال: وهي جالسة تسدّ سقيفتها، فقالت:
اردد الشاة. فقال: لا، ولكن ابعثي شاة ليس فيها لبن. قال: فبعثت إليه بعناق جذعة فقبلها، فقال: إني أنا رأيت الشاة وإنها لتأدمنا، وتأدم صرمنا.
ثم أخرجه من طريق أبي النّضر- هو هاشم بن القاسم، عن حزام بن هشام، سمعت أبي يحدث عن أم معبد- أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم نزل عليها، فأرسلت إليه شاة تهديها له، فأبى أن يقبلها، فثقل ذلك عليها، فقالوا: إنما ردها لأنه رأى بها لبنا، فأرسلت إليه بجذعة، فأخذها.
وذكر الواقديّ في قصة أم معبد قصة الشاة التي مسح النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ضرعها، وذكر أنها عاشت إلى عام الرمادة، قالت: فكنا نحلبها صبوحا وغبوقا وما في الأرض لبن قليل ولا كثير.
وأخرجه ابن سعد، عن الواقديّ عن حزام بن هشام بنحوه، وزاد: وكانت أم معبد يومئذ مسلمة.
وقال الواقديّ: قال غيره: قدمت بعد ذلك وأسلمت وبايعت.
وأخرج أيضا عن الواقديّ، عن إبراهيم بن نافع، عن ابن أبي نجيح، عن عبد اللَّه مولى أسماء بنت أبي بكر، ثم ذكر طريقين آخرين، قالوا: ما شعرت قريش أين توجّه النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم حتى سمعوا صوتا بأعلى مكة تتبعه العبيد والصبيان، ولا يرون شخصه يقول:
جزى اللَّه ربّ النّاس خير جزائه ... رفيقين قالا خيمتي أمّ معبد
ليهن بني كعب مكان فتاتهم ... ومقعدها للمسلمين بمرصد
[الطويل] الأبيات.
وذكر عمر بن شبّة في كتاب مكة، من طريق عبد العزيز بن عمران- أنها أتت أم معبد بنت الأشعر، وذكر لها قصة مع سراقة بن جعشم.
الإصابة في تمييز الصحابة - أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني.