الربيع بنت النضر الأنصارية.
هي أم حارثة بْن سراقة المستشهد بين يدي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ومن حديثها أنها جاءت إِلَى رسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالت له: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أخبرني عَنْ حارثة فإن كَانَ من أهل الجنة صبرت، وإن كَانَ غير ذلك فسترى مَا أصنع. فَقَالَ: يَا أم حارثة، إنها جنان كثيرة، وإن حارثة منها في الفردوس الأعلى
الاستيعاب في معرفة الأصحاب - أبو عمر يوسف بن عبد الله ابن عاصم النمري القرطبي.
الربيع بنت النضر
الربيع تصغير الربيع أيضا هي بنت النضر تقدم نسبها عند أخيها أنس بن النضر، وهي أنصارية من بني عدي بن النجار، وهي أم حارثة بن سراقة الذي استشهد بين يدي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ببدر، فأتت أمة الربيع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالت: يا رسول الله، أخبرني عن حارثة فإن كان في الجنة صبرت واحتسبت، وإن كان غير ذلك اجتهدت في البكاء، فقال: " إنها جنات، وإنه أصاب الفردوس الأعلى ".
وهذه الربيع هي التي كسرت ثنية امرأة، فعرضوا عليهم الأرش فأبوا، وطلبوا العفو فأبوا وأتوا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأمر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالقصاص، فقام أخوها أنس بن النضر فقال: يا رسول الله أتكسر ثنية الربيع لا والذي بعثك بالحق لا تكسر ثنيتها فعفا القوم بعد أن كانوا امتنعوا، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن من عباد الله من أقسم على الله لأبره ".
وقد قيل: إن التي فعلت ذلك كانت أخت الربيع.
أخبرنا يحيى بن محمود عن عبد الوهاب بن أبي حبة.
بإسنادهما عن مسلم، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عفان، حدثنا حماد، حدثنا ثابت، عن أنس: أن أخت الربيع أم حارثة جرحت إنسانا، فاختصموا إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " القصاص القصاص " فقالت أم الربيع: يا رسول الله، أيقتص من فلانة! والله لا يقتصن منها أبدا، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سبحان الله يا أم الربيع! القصاص كتاب الله ".
قالت: والله لا يقتص منها أبدا.
فما زالت حتى قبلوا، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره ".
أخرجها الثلاثة
أسد الغابة في معرفة الصحابة - عز الدين ابن الأثير.
الرّبيّع بنت النضر
بن ضمضم بن زيد بن حرام الأنصارية، أخت أنس بن النضر، وعمة أنس بن مالك خادم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.
تقدم نسبها عند ذكره، وهي من بني عدّي بن النجار، وهي والدة حارثة بن سراقة الماضي ذكره أيضا.
وفيه قولها: أخبرني عن حارثة، فإن يكن في الجنة صبرت واحتسبت، وإن كان غير ذلك اجتهدت في البكاء. فقال لها النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «إنّه أصاب الفردوس ... » الحديث.
وفي صحيح البخاريّ، عن أنس- أنّ الربيّع بنت النضر عمته لطمت إنسانا فطلبوا العفو، فأبوا فطلبوا الأرش « الأرش من الجراحات: ليس له قدر معلوم، وقيل: هو دية الجراحات. اللسان 1/ 60» فأبوا فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «كتاب اللَّه القصاص» . فقال أنس بن النضر: أيكسر سنّ الرّبيع؟ لا، والّذي بعثك بالحق لا يكسر سنها، فرضوا بالأرش، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «إنّ من عباد اللَّه من لو أقسم على اللَّه لأبرّه، منهم أنس بن النّضر» « أخرجه مسلم 3/ 1302 كتاب القسامة باب 5 إثبات القصاص في الأسنان وما في معناها حديث 24- 1675 وأحمد في المسند 3/ 128، 167، 584، والبيهقي في السنن الكبرى 8/ 25، 64، والبغوي في شرح السنة 1/ 147، والمتقي الهندي في كنز العمال 5932، 5952» .
وأما ما وقع في صحيح مسلم من وجه آخر عن أنس- أنّ أخت الربيّع جرحت إنسانا، فذكره، وفيه: فقالت أمّ الربيع: يا رسول اللَّه، أيقتص من فلانة؟ فتلك قصة أخرى إن كان الراويّ حفظ، وإلّا فهو وهم من بعض رواته، ويستفاد إن كان محفوظا أنّ لوالدة الربيع صحبة، ولأنس عنها رواية في صحيح مسلم في قصة قتل أخيها أنس بن النضر لما استشهد بأحد. قال أنس: فقالت أخته الربيّع عمتي بنت النضر: ما عرفت إلا أختي ببنانه، وهذا صريح من روايته عن عمته. وقد أخلّ صاحب الأطراف فلم يترجم للربيع بنت النضر، وهو عند البخاري من وجه آخر عن أنس بلفظ: ما عرفته إلا أخته.
الإصابة في تمييز الصحابة - أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني.
أم حارثة:
هي الرّبيع بنت النّضر ، تقدمت في الأسماء.
الإصابة في تمييز الصحابة - أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني.