محيي الدين المشتهر بنكساري زاده
بنكساري زاده
تاريخ الولادة | غير معروف |
تاريخ الوفاة | غير معروف |
الفترة الزمنية | بين 881 و 981 هـ |
نبذة
الترجمة
وَمن الْعلمَاء الاعيان الَّذين اصابتهم عين الْعَصْر وَالزَّمَان بعدتسليم الْمجد الاثيل قياده الْمولى محيي الدّين المشتهر بنكساري زَاده
كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى نخبة أَوْلَاد الْمولى مصلح الدّين النكساري السَّابِق ذكره فِي هَذَا الْكتاب فَلَا نعيد فِي ذَلِك الْخطاب والمرحوم مذ تخلص من ربقة صباه ضم صبحه الى مساه وجد فِي الطّلب وَاحْتمل انحاء النصب واستفرغ مجهوده فِي تَحْصِيل الْفَضَائِل وتكميل الخصائل وَدخل مجْلِس القرم الْهمام السميدع القمقام الْمُفْتِي ابي السُّعُود وتميز فِي خدمته حَتَّى زوجه بابنته وشرفه بخلع التَّعْلِيم والافادة الى ان صَار ملازما مِنْهُ بطرِيق الاعادة درس اولا بمدرسة مُرَاد باشا بقسطنطينية بِثَلَاثِينَ وَهُوَ اول مدرس من ابناء الْقُضَاة بالوظيفة المزبورة اولا ثمَّ درس بِالْمَدْرَسَةِ القلندرية بالبلدة المسفورة بِأَرْبَعِينَ ثمَّ صَار وظيفته فِيهَا خمسين ثمَّ نقل الى مدرسة السيدة المعظمة اسْما خَان بنت السُّلْطَان سليم خَان المبنية فِي جوَار ابي ايوب الانصاري عَلَيْهِ رَحْمَة الْملك الْبَارِي ثمَّ نقل الى احدى الْمدَارِس الثمان وَتُوفِّي رَحمَه الله مطعونا وَهُوَ مدرس بهَا فِي اواسط جُمَادَى الاخرة سنة احدى وَثَمَانِينَ وَتِسْعمِائَة وَمَا بلغ عمره اربعين سنة وَلَعَلَّ ذَلِك مِمَّا فِيهِ من الْعجب الزَّائِد وازدراء النَّاس والوقوع فِي اعراضهم كثيرا وَقد وَقع لي وَاقعَة غَرِيبَة بعد مَوته ارجو الْخَيْر فِيهَا واستبشر بذكرها وَهِي انه لما رَأَيْته فِي الْمَنَام سَأَلته عَمَّا بدا لَهُ بعد مَوته فَأخْبر عَن نَفسه وَقَالَ لما انْتَقَلت من هَذِه الدَّار ادخلت مجْلِس النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ غاص بالأكابر وقدا جتمع حوله من ختم لَهُم بالايمان فغلبني هَيْبَة ذَلِك الْمجْلس وأخذني دهشة وحيرة فاذا بقائل يَقُول كَيفَ كَانَ اعتقادك فِي الدُّنْيَا وعَلى أَي شَيْء ختمت فَمَا قدرت على الْجَواب مِمَّا عرض لي من الْحيرَة فاستملت من الاطراق فوصل يَدي الى صُورَة فَتْوَى كتبهَا ابي تَتَضَمَّن اعْتِقَاد اهل السّنة من التَّوْحِيد وَغَيره فأخذتها وناولتها السَّائِل وَقلت اني ختمت على مَا فِي طي هَذَا الْكتاب وانه هُوَ الَّذِي وَقع عَلَيْهِ اعتقادي وَكَانَ بِهِ اعتمادي فَاكْتفى عني بِهَذَا الْقدر وليعلم انه وان كَانَ يحصل للداخل فِي هَذَا الْجمع الْعَظِيم كَمَال الْحيرَة والدهشة الا ان فِيهِ من التوسيع وَالْعَفو مَا يزِيد على المأمول ويربو على المسؤول فانه جَاءَ بعدِي كثير من ارباب الملاهي وضعفاء النَّاس وَغفر لجميعهم وعفي عَنْهُم خُصُوصا الْخُلَفَاء الاربعة فان بشفاعتهم يُعْفَى عَن خلق لَا يُحصونَ كَثْرَة وَلَا يحْتَملُونَ عدَّة اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مظَاهر الطافك الْكَامِلَة ورأفتك الوافرة الشاملة كَانَ رَحمَه الله من الَّذين برزوا فِي ميدان الْفضل وَالْبَيَان واحرزوا التَّحْصِيل عِنْد سَابق الفرسان تضلع من الْعلم وَبلغ الى نصابه وَلم ينض عَنهُ ثوب شبابه ولج فِي بيُوت المعارف من كل بَاب والتحق بالشيوخ وَهُوَ فِي سنّ الشَّبَاب وَكَانَ من جملَة من تدرع الصيانة وبرز فِي العفاف والديانة وَقد الْحق نَفسه بزمرة الصُّوفِيَّة واسترشد بِبَعْض الْمَشَايِخ الخلوتية وَكَانَ فِي قَول الْحق من السيوف الصوارم لَا يخَاف فِي الله لومة لائم لَا يثني عنان عزيمته الْمجَالِس وَلَا يصرف زِمَام صريمته طغية المنافس شَدِيد الْعَزْم والباس يخافه النَّاس قَلما تَلد مثله النِّسَاء عَلَيْهِ رَحْمَة الله تَعَالَى مَا تعاقب الصُّبْح والمساء
العقد المنظوم فِي ذكر افاضل الرّوم على هامش الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية - المؤلف: عصام الدين طاشْكُبْري زَادَهْ.