علاء الدين علي بن محمد
بحناوي زاده
تاريخ الولادة | 918 هـ |
تاريخ الوفاة | 979 هـ |
العمر | 61 سنة |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
وَمِمَّنْ صبغ يَده بالوان الْعُلُوم واظهر الْيَد الْبَيْضَاء فِي كل منثور ومنظوم وشنف آذان الدَّهْر بغرر كَلِمَاته وقلد جيد الزَّمَان بدرر مصنوعاته واعترف بفضله الْكثير من الافاضل السَّادة الْمولى عَلَاء الدّين عَليّ بن مُحَمَّد المشتهر بحناوي زَاده
ولد رَحمَه الله سنة ثَمَان عشرَة وَتِسْعمِائَة فِي قَصَبَة اسباسه من لِوَاء حميد وَكَانَ ابوه من قُضَاة بعض القصبات قَرَأَ رَحمَه الله على الْمولى محيي الدّين المشتهر بالمعلول وَالْمولى سِنَان الدّين محشي تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ وَالْمولى محيي الدّين المشتهر بمرحبا ثمَّ صَار معيدا لدرس الْمولى صَالح الاسود وَلما توفّي الْمولى الْمَزْبُور رغب فِيهِ الْمولى الشَّيْخ مُحَمَّد المشتهر بجوي زَاده فَارْتَبَطَ بِهِ وَكَانَ اول درس قَرَأَ عَلَيْهِ من شرح الْعَضُد وَقد كتب رَحمَه الله على هَذَا الْموضع من شرح الْعَضُد رِسَالَة لَطِيفَة وعرضها على الْمولى الْمَزْبُور فاستحسنها غَايَة الِاسْتِحْسَان وَكَانَ الْمولى محيي الدّين الْمَزْبُور يَقُول حِين مَا سُئِلَ عَنهُ وَعَن الْمولى شاه مُحَمَّد السَّابِق ذكره انهما مني بِمَنْزِلَة عَيْني لَا افضل احدهما على الاخر وَلما صَار ملازما من الْمولى محيي الدّين الْمَزْبُور كتب رِسَالَة يُحَقّق فِيهَا بحث نفس الامر وعرضها على الْمولى ابي السُّعُود وَهُوَ قَاض بالعساكر المنصورة يَوْمئِذٍ فقلده الْمدرسَة الجامية بادرنه بِعشْرين ثمَّ قلد مدرسة الامير حَمْزَة فِي بروسه بِخَمْسَة وَعشْرين ثمَّ مدرسة ابْن ولي الدّين فِي الْبَلدة المزبورة بِثَلَاثِينَ ثمَّ مدرسة رستم باشا بكوتاهيه باربعين ثمَّ مدرسته الَّتِي ابتناها بقسطنطينية ثمَّ الى احدى الْمدَارِس الثمان وَلما ابتنى السُّلْطَان سُلَيْمَان المدرستين الواقعتين فِي الْجَانِب الغربي من الْجَامِع قلدا حداهما للْمولى الْمَزْبُور والاخرى للْمولى شاه مُحَمَّد السَّابِق ذكره لمزيد اشتهارهما بالفضيلة الباهرة ثمَّ قلد قَضَاء دمشق ثمَّ نقل الى قَضَاء بروسه ثمَّ الى قَضَاء ادرنه ثمَّ الى قَضَاء قسطنطينية ثمَّ صَار قَاضِيا بالعساكر المنصورة فِي ولَايَة اناطولي وَبعد عدَّة اشهر اتّفق سفر السُّلْطَان الى مَدِينَة أدرنه وَكَانَ مبتلى بعلة عرق النسا فاشتدت بالحركة وَشدَّة الْبرد وعالجه بعض المتطببة ودهنه بدهن فِيهِ بعض السمُوم ثمَّ اعقبه بالطلاء بدهن النقط فنفذ السم الى بَاطِنه فَكَانَ ذَلِك سَبَب مَوته فانه مَاتَ رَحمَه الله عقيب الطلاء الْمَزْبُور وَذَلِكَ فِي الْيَوْم السَّابِع من شهر رَمَضَان من شهور سنة تسع وَسبعين وَتِسْعمِائَة وَحضر جنَازَته عَامَّة الوزراء وَالْعُلَمَاء وَصلي عَلَيْهِ فِي الْجَامِع الْعَتِيق وَدفن بِظَاهِر بَاب ادرنه فِي الْمَقَابِر الْمَشْهُورَة بمقابر النَّاظر الْوَاقِعَة على طَرِيق الْقُسْطَنْطِينِيَّة وَكَانَ رَحمَه الله اُحْدُ اماجد القروم فِي كل مَنْطُوق وَمَفْهُوم ذَا نفس علية وسجية سنية ذلل من الْعُلُوم صعابها وَرفع عَن مخدرات الْفُنُون قناعها وحجابها فأمست عرائس النكات اليه مزفوفة واصبحت عوائص الْفَوَائِد المبهمات لَدَيْهِ مجلوة مكشوفة خَاضَ فِي غمار الْعُلُوم فجَاء بِكُل فريدة يتنافس فِيهَا آذان الايام وَقصد ميادين الفهوم فَأتى بِكُل رهينة يتسابق عَلَيْهَا كمت الشُّهُور والاعوام وَكَانَ رَحمَه الله وَاسع الْمعرفَة كثير الافتنان جَارِيا فِي ميدان المعارف بِغَيْر عنان وَقد اخترع الْكثير من الْمعَانِي وَولد وقلد جيد الزَّمَان بخرائد منثورة ومنظومة مَا قلدوكان شيخ الْعَرَبيَّة وحامل لوائه وشمس بروجه وكواكب سمائه كلما انطق البراعة اعجز وَكلما وعد الانجاز وفى ذَلِك الْوَعْد وانجز وَقد اثْبتْ لَهُ فِي هَذِه الْمجلة مَا تستعذبه وتسطيبه وتحكم بِهِ انه على الْحَقِيقَة امام هَذَا الشان وخطيبه قَالَ رَحمَه الله وَفِيه تورية لطيفه ... ارى من صدغك المعوج دَالا ... وَلَكِن نقطت من مسك خَالك
فاصبح دَالَّة بالنقط ذالا ... فها انا هَالك من اجل ذَلِك ...
وَله ايضا فِي هَذَا الْبَاب مِمَّا يستعذب جدا ويستطاب ... لهيب نَار الْهوى من ايْنَ جَاءَ الى ... احشاك حَتَّى رَأينَا الْقلب وهاجا
وَمَا دروا انه من سحر مقلته ... الفى سَبِيلا الى قلبِي ومنهاجا ...
وَله فِي معرض النَّصِيحَة هَذِه الْكَلِمَات الفصيحة ... انفق فان الله كافل عَبده ... فالرزق فِي الْيَوْم الْجَدِيد جَدِيد
المَال يكثر كلما انفقته ... كالبئر ينْزح مَاؤُهُ فيزيد ...
وَله ايضا من هَذَا الْبَاب فِي الْحَث على الثِّقَة بمسبب الاسباب ... توكل على الرَّحْمَن فِي كل حَاجَة ... تُرِيدُ فان الله اكرم كافل
وَلَا تتوغل فِي المآثم غافلا ... عَن الله ان الله لَيْسَ بغافل ...
وَله فِي صُورَة الْمُنَاجَاة وقرع بَاب الْحَاجَات ... يَا من يقيل عثار العَبْد بِالْكَرمِ ... اذا اتاه من الذلات فِي نَدم
ارشد بِنور الْهدى نَفسِي فقد بقيت ... من الْمَظَالِم فِي داج من الظُّلم ...
وَله ايضا فِي هَذَا الْبَاب من التضرع الى جناب رب الارباب ... يَا باصرا بدبيب رجل نميلَة ... جنح الظلام بصخرة صماء
يَا سَامِعًا لنعيق اضعف ضفدع ... دنف جريح تَحت لج المَاء ... اُمْنُنْ بقطرة رَحْمَة تمحو بهَا ... آثَار ذَنْب جلّ عَن احصاء ...
وَقد جرى بَينه وَبَين شَيخنَا ومولانا قطب الدّين مفتي الْحَنَفِيَّة بِمَكَّة شرفها الله تَعَالَى مراسلة فَكتب اليه قصيدة بائية تشْتَمل على أَبْيَات لَطِيفَة ونكات شريفة مِنْهَا قَوْله ... سَلام حكى بِالْمِيم عينا مُعينَة ... يروي رياض الْحبّ بالسلسل العذب
على ماجد ماعد مقول قَائِل ... ثناه وان اربى على الصارم العضب
يَدُور عَلَيْهِ الْمَدْح من كل فَاضل ... كمنطقة الافلاك دارت على القطب
عَسى دَعْوَة من عِنْده مستجابة ... تبدل بعدِي من حجاز الى الْقرب
مُقيم لكم مَا طَاف فِي الْبَيْت طائف ... على علا الاخلاص والصدق وَالْحب ...
وَأجَاب الشَّيْخ قطب الدّين الْمَزْبُور بقصيدة يمدحه وَيَدْعُو لَهُ بِهَذِهِ الابيات ... وَمن عجب نظم من الرّوم قد أُتِي ... بلاغته اعيت جهابذة الْعَرَب
وناظمه مَا مر يَوْمًا بِذِي طوى ... وَلَا المنحنى والاخشبين وَلَا الهضب
وَلكنه من نظم من فاق عصره ... ذكاء وفضلا بالغريزة وَالْكَسْب
فصيح بليغ لوذعي مفوه
اذا قَالَ لم يتْرك مقَالا لذِي لب
قصدتم بِهَذَا العَبْد حوز ولائه ... فكاتبتموه وَهُوَ رق لكم مسبي
سلبتم فُؤَادِي واصطباري وسلوتي ... كأنكم الاعراب فِي سنة النهب
واني على عهد الْمحبَّة ثَابت
فَهَل مُمكن غير الثَّبَات على القطب ...
وَقد عمل رَحمَه الله تَعَالَى رَحْمَة وَاسِعَة رِسَالَة قلمية ابدع فِيهَا كل الابداع بِحسن التَّرْتِيب ولطف الاختراع وَقد اثْبتْ لَهُ مَا يستجاد وَيحكم النَّاظر فِيهِ انه احسن واجاد مد بَاعه فِي الْعُلُوم ومده فِيهِ شبر حبر ماهر اذا رَأَيْت آثاره تَقول مَا احسن هَذَا الحبر قَادر على تَحْرِير الْعلم وتحبيره يتَكَلَّم ويذر على الكافور عبيره فياحسن تَعْبِيره اذا شكل رفع الاشكال واذا قيد أطلق الْعُقُول من العقال طورا يجلس فِي الدست مثل الْكِرَام الصَّيْد وطورا يبيت على كَهْف المحبرة باسطا ذِرَاعَيْهِ بالوصيد كَأَنَّهُ يتنزه فِي مراتع الطَّرب يسْتَمر فِي بلابل الْقصب اذا شط دَاره شط عَنهُ مزاره فَهَوِيَ يبكي كالغمامة وينوح كالحمامة يذكر لداته واترابه ويحن الى اول ارْض مس جلده ترابه على الانامل خطيب مصقع الف ترَاهُ تَارَة فِي الدواة واخرى على الاصبع يقوم فِي خدمَة النَّاس واذا قلت لَهُ اجْرِ يَقُول على الراس يتعيش بكسب يَمِينه ويقتات من عرق جَبينه لَفَظُوا باسمه فصيحا وَهُوَ محرف ارادوا ان يصحفوه فَلم يتصحف ميزاب عين الْحِكْمَة عَنهُ نابع مقياس بِمصْر اصابع أخرس وَلَكِن لِسَانه قَارِئ يتَكَلَّم بَعْدَمَا قطع رَأسه وَهُوَ حِكْمَة الْبَارِي مداح لكنه لَا يُفَارِقهُ الهجا يستر طرة صبح تَحت اذيال الدجى وَله رِسَالَة سيفية اجاد فهيا كل الاجادة على مَا اعْترف بِهِ الْجُمْهُور من الافاضل السَّادة وقداثبت مِنْهَا مَا شهد بتقدمه ويريك مُنْتَهى قدمه يطلّ اذا انْسَلَّ من مقَامه بَقِي مشهروا ذكر اذا قارف اولد ويلا وثبورا نجم فِي ليَالِي الخطوب سَاطِع نَص فِي مسَائِل الحروب قَاطع قَاطع الاكتاف والاعناق يجْرِي على الرَّأْس اذا قَامَت الْحَرْب على سَاق صَاحب الندى والباس فِيهِ باسر شَدِيد وَمَنَافع للنَّاس غَنِي صَاحب النّصاب سُلْطَان ملك الرّقاب رومي النصل دمشقي الاصل لاي يَوْم اجل ليَوْم الْفَصْل باسه شَدِيد وطبعه حَدِيد ذُو علائق لَكِن اذا كَانَ مُجَردا يكون من اصحاب الْيَمين وَقد يعْتَكف فِي خلْوَة القراب وَهُوَ من المقربين يرتعد كالمحموم وَهُوَ مسلول شَقِيق ومدقوق فَلذَلِك اعتراه نحول يدب النَّمْل عَلَيْهِ ويفر الاسد من بَين يَدَيْهِ جدول مَاء هَب عَلَيْهِ نسيم النَّصْر شعلة نَار ترمي بشرر كالقصر عَالم لَا ينظر الى متن الا ويشرحه حَاكم لَا يحضرهُ شَاهد الا ويجرحه عَالم بِالضَّرْبِ والتفريق ماهر فِي القطيعة على التَّحْقِيق شروق غربه يسفر من فجر يَوْم الْحَرْب تقوم الْقِيَامَة اذا طلعت الشَّمْس من ذَلِك الغرب اذا ضرب فِي الارض يجمع ضروبا من الضرائب لَا يخلق مِنْهُ الانسان وان كَانَ مَاء دافقا يخرج من بَين الصلب والترائب جدول مَاء جرى فِي ساحة روض فَظهر مِنْهُ رُؤُوس نابته فبدت عَلَيْهَا سُورَة زراته عَامل للمقاطعة مُلْتَزم حَاكم بِهِ مواد الْخِصَام تحسم كانه سيف الامدي فِي الدَّلَائِل الكلامية واقائعه فِي مسَائِل الحروب تدعى الْوَاقِعَات الحسامية ينسل من النبل لَهُ كالخدم تقوم الرماح فِي خدمته على الْقدَم ذكر لَهُ حَيْضَة طَائِر يَقع على الْبَيْضَة
وَله اشعار فارسية لَطِيفَة اذكر نبذا مِنْهَا غزل ... جد شدكه ازدرما باردنمي آيد ... مُرَاد خاطر عشاق برنمي آيد
جه كَونه ازدل وازجان مرابا خير شدّ ... دوماه شدكه ازان سه خبر نمي آيد
كمرمبند بخونم كه خون ديده مرا ... شبي ترفت كه ثادر كرنمي آيد
دلم نما ندوز دلبر خبر نمي شنوم ... سرم برفت وشب غم بسرنمي آيد
.. قدم بخلوت مانه كه بِي فروغ رخت ... شب فِرَاق على راسحر نمي ايد ...
وَله ايضا ... خطش اشوب جهانست ويرآمدجه كنم ... جَان من ازئر بيمار برامد جده كنم
كفته بودم كه تنوشم مي ان شوخ جهان ... جَام وردست زدرمست ورآمدجه كنم
عهدان بودكه باكس نكشايم رازش ... لبك ان اشك روان ابرده درآمدجه كنم
زاهدم وَنَدم وسرمست بروخرده مكير ... روزي من زقضا ايْنَ قدر آمدجه كنم
جون ببالين من آمدز فَرح مردوم يبش ... أَي على عمر عَزِيز م بسرآمد جه كنم ...
وَله ايضا ... جون روز وصل زود كذشت وشب فِرَاق ... غمكين جزاشو يم كه ايْنَ نيزبكذرد ...
وَله ايضا ... برسينة شرحهاي فروان كه تيغ هجران كرد ... مجالتست تن من كه شرح نوان كرد ...
وَله ايضا ... كفتم خبري كوي مراكفت دهن نيست ... ابرام نكردم جه كنم جاي سخن نيست ...
وَله ايضا ... زَمَانه بادل توعهد بِي وفايي نيست ... اكرجه عهد ووفا نيست ررزمانه تو ...
.. بانه ازبي خونر بزماجه ميحو بِي ... بست قَاتل مَا حسن بِي بهانه تو ...
وَله اشعار تركية اضربنا عَن ذكرهَا بِنَاء على مُقْتَضى عادتنا وَله من التآليف حَاشِيَة التَّجْرِيد للشريف الْجِرْجَانِيّ وحاشية شرح الكافية للْمولى عبد الرحمن الجامي وحاشيه الدُّرَر وَالْغرر للْمولى خسرو وَلم يتم وَله الاسعاف فِي علم الاوقاف وَله حشاية على كتاب الْكَرَاهِيَة من الْهِدَايَة وَله رسالتان متعلقتان بِالْوَقْفِ كتبهما فِي الْحَادِثَة الَّتِي وَقعت بَينه وَبَين الْمولى شاه مُحَمَّد وَهِي مَعْرُوفَة وَقد علق رَحمَه الله حَوَاشِي على الْمولى حسن جلبي لشرح المواقف للشريف الْجِرْجَانِيّ من اول الْكتاب الى آخِره وَله كتاب الْمُنْشَآت على لِسَان التركي وَكتاب الاخلاق وَله رِسَالَة ضخمة تتَعَلَّق بالتفسير كتبهَا بعد مَا جرت المناظرة بَينه وَبَين الشَّيْخ بدر الغزى
العقد المنظوم فِي ذكر افاضل الرّوم على هامش الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية - المؤلف: عصام الدين طاشْكُبْري زَادَهْ.