أبي العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي القرشي العبشمي

جرو البطحاء

تاريخ الولادةغير معروف
تاريخ الوفاة12 هـ
مكان الولادةغير معروف
مكان الوفاةغير معروف
أماكن الإقامة
  • المدينة المنورة - الحجاز
  • مكة المكرمة - الحجاز

نبذة

أبي العاص أبي العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي القرشي العبشمي صهر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على ابنته زينب أكبر بناته، وأمه هالة بنت خويلد، أخت خديجة لأبيها وأمها، قاله أبو عمر. وقال ابن منده، وأبو نعيم: اسمها هند. فهو ابن خالة أولاد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من خديجة. واختلف في اسمه فقيل: لقيط، وقيل: هشيم، وقيل: مهشم. والأكثر لقيط.

الترجمة

أبي العاص
أبي العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي القرشي العبشمي صهر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على ابنته زينب أكبر بناته، وأمه هالة بنت خويلد، أخت خديجة لأبيها وأمها، قاله أبو عمر.
وقال ابن منده، وأبو نعيم: اسمها هند.
فهو ابن خالة أولاد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من خديجة.
واختلف في اسمه فقيل: لقيط، وقيل: هشيم، وقيل: مهشم.
والأكثر لقيط.
وكان أبو العاص ممن شهد بدرا مع الكفار، وأسره عبد الله بن جبير بن النعمان الأنصاري، فلما بعث أهل مكة في فداء أسراهم، قدم في فدائه عمرو بن الربيع بمال دفعته إليه زينب بنت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من ذلك قلادة لها كانت خديجة قد أدخلتها بها على أبي العاص، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها، وتردوا عليها الذي لها، فافعلوا 
فقالوا: نعم.
وكان أبو العاص مصاحبا لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مصافيا، وكان قد أبى أن يطلق زينب بنت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما أمره المشركون أن يطلقها، فشكر له رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك.
ولما أطلقه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الأسر شرط عليه أن يرسل زينب إلى المدينة، فعاد إلى مكة وأرسلها إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمدينة فلهذا قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنه: " حدثني فصدقني، ووعدني فوفى لي ".
وأقام أبو العاص بمكة على شركه، حتى كان قبيل الفتح خرج بتجارة إلى الشام، ومعه أموال من أموال قريش، ومعه جماعة منهم، فلما عاد لقيته سرية لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أميرهم زيد بن حارثة، فأخذ المسلمون ما في تلك العير من الأموال، وأسروا أناسا، وهرب أبو العاص بن الربيع ثم أتى المدينة ليلا، فدخل على زينب فاستجار بها، فأجارته.
فلما صلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلاة الصبح صاحت زينب: أيها الناس، إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع.
فلما سلم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقبل على الناس، وقال: " هل سمعتم ما سمعت؟ " قالوا: نعم.
قال: " أما والذي نفسي بيده ما علمت بذلك حتى سمعته كما سمعتم؟ ".
وقال: " يجير على المسلمين أدناهم "، ثم دخل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على ابنته فقال: " أكرمي مثواه، ولا يخلصن إليك، فإنك لا تحلين له ".
قالت: إنه قد جاء في طلب ماله.
فجمع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تلك السرية، وقال: " إن هذا الرجل منا بحيث علمتم، وقد أصبتم له مالا، وهو مما أفاءه الله عليكم، وأنا أحب أن تحسنوا وتردوا عليه الذي له، فإن أبيتم فانتم أحق به "، فقالوا: بل نرده عليه.
فردوا عليه ماله أجمع، فعاد إلى مكة وأدى إلى الناس أموالهم، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله، والله ما منعني من الإسلام إلا خوفا أن تظنوا بي أكل أموالكم، ثم قدم على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسلما، وحسن إسلامه ورد عليه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابنته زينب بنكاح جديد، وقيل: بالنكاح الأول.
وقال ابن منده: رد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابنته على أبي العاص بعد سنتين بنكاحها الأول.
وولد له من زينب علي بن أبي العاص وقد ذكرناه، وأمامة بنت أبي العاص، ويرد ذكرها في الكنى إن شاء الله تعالى.
ولما أرسل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علي بن أبي طالب إلى اليمن، سار معه.
وكان مع علي أيضا لما بويع أبو بكر، وتوفيت زينب وهي عند أبي العاص، وتوفي أبو العاص سنة اثنتي عشرة.
أخرجه الثلاثة.
قلت: قول ابن منده: فإن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رد زينب بعد سنتين ليس بشيء، فإن أبا العاص أرسلها بعد بدر، وكانت بدر في السنة الثانية، وأسلم أبو العاص قبيل الفتح أول السنة الثامنة، فيكون نحو ست سنين، فقوله: سنتين، ليس بشيء.

أسد الغابة في معرفة الصحابة - عز الدين ابن الأثير.

 

 

أبو العاص بن الربيع
بن عبد العزّى بن عبد شمس بن عبد مناف العبشمي. أمه هالة بنت خويلد، وكان يلقب جرو البطحاء.
وقال الزّبير بن بكّار: كان يقال له الأمين. واختلف في اسمه، فقيل لقيط- قاله مصعب الزبيري، وعمرو بن علي الفلّاس، والعلائي، والحاكم أبو أحمد، وآخرون، ورجّحه البلاذري. ويقال الزبير- حكاه الزبير، عن عثمان بن الضحاك. ويقال: هشيم، حكاه ابن عبد البر، ويقال مهشم- بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح الشين المعجمة، وقيل بضم أوله وفتح ثانيه وكسر الشين الثقيلة، حكاه الزبير والبغوي.
وحكى ابن مندة، وتبعه أبو نعيم- أنه قيل اسمه ياسر، وأظنه محرّفا من ياسم.
وكان قبل البعثة فيما قاله الزبير عن عمه مصعب، وزعمه بعض أهل العلم، مواخيا لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وكان يكثر غشاءه في منزله، وزوّجه ابنته زينب أكبر بناته، وهي من خالته خديجة، ثم لم يتّفق أنه أسلم إلا بعد الهجرة.
وقال ابن إسحاق: كان من رجال مكة المعدودين مالا وأمانة وتجارة.
وأخرج الحاكم أبو أحمد بسند صحيح، عن الشعبي، قال: كانت زينب بنت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم تحت أبي العاص بن الربيع، فهاجرت وأبو العاص على دينه، فاتفق أن خرج إلى الشام في تجارة، فلما كان بقرب المدينة أراد بعض المسلمين أن يخرجوا إليه فيأخذوا ما معه ويقتلوه، فبلغ ذلك زينب، فقالت: يا رسول اللَّه، أليس عقد المسلمين وعهدهم واحدا؟
قال: نعم. قالت: فاشهد أني أجرت أبا العاص. فلما رأى ذلك أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم خرجوا إليه عزلا بغير سلاح، فقالوا له: يا أبا العاص، إنك في شرف من قريش، وأنت ابن عم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وصهره، فهل لك أن تسلم فتغتنم ما معك من أموال أهل مكة، قال: بئسما أمرتموني به أن أنسخ ديني بغدرة، فمضى حتى قدم مكة، فدفع إلى كل ذي حقّ حقّه، ثم قال فقال: يا أهل مكة، أوفت ذمّتي؟ قالوا: اللَّهمّ نعم. فقال: فإنّي أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأن محمدا رسول اللَّه، ثم قدم المدينة مهاجرا، فدفع إليه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم زوجته بالنكاح الأول.
هذا مع صحة سنده إلى الشعبي مرسل، وهو شاذّ خالفه ما هو أثبت منه
، ففي المغازي لابن إسحاق: حدثني يحيى بن عباد بن عبد اللَّه بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة، قالت: لما بعث أهل مكة في فداء أسراهم بعثت زينب بنت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بقلادة لها كانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص، فلما رآها رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم رق لها رقة شديدة، وقال للمسلمين: «إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردّوا عليها قلادتها» « أخرجه أبو داود في السنن 2/ 69 كتاب الجهاد باب في فداء الأسير حديث رقم 2692، وأحمد في المسند 6/ 276 والحاكم في المستدرك 3/ 236، 324 وقال هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي » ففعلوا.
وساق ابن إسحاق قصته أطول من هذا، وأنه شهد بدرا مع المشركين، وأسر فيمن أسر ففادته زينب، فاشترط عليه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أن يرسلها إلى المدينة، ففعل ذلك، ثم قدم في عير لقريش، فأسره المسلمون، وأخذوا ما معه، فأجارته زينب، فرجع إلى مكة، فأدّى الودائع إلى أهلها، ثم هاجر إلى المدينة مسلما، فردّ النبي صلى اللَّه عليه وسلّم إليه ابنته. ويمكن الجمع بين الروايتين.
وذكر ابن إسحاق أنّ الّذي أسره يوم بدر عبد اللَّه بن جبير بن النعمان. وحكى الواقديّ أنّ الّذي أسره خراش بن الصمة، قال: فقدم في فدائه أخوه عمرو بن الربيع، وذكر موسى ابن عقبة أنّ الّذي أسره- يعني في المرة الثانية- هو أبو بصير الثقفي، ومن معه من المسلمين لما أقاموا [218] بالساحل يقطعون الطريق على تجّار قريش في مدة الهدنة بين الحديبيّة والفتح.
وذكر ابن المقري في فوائده، من طريق إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان- أحسبه عن الزّهريّ، قال: أبو العاص بن الربيع الّذي بدا فيه الجوار في ركب قريش الذين كانوا مع أبي جندل بن سهيل وأبي بصير بن عتبة بن أسيد، فأتى به أسيرا، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: إنّ زينب أجارت أبا العاص في ماله ومتاعه. فخرج فأدّى إليهم كلّ شيء كان لهم، وكانت استأذنت أبا العاص أن تخرج إلى المدينة، فأذن لها، ثم خرج هو إلى الشام، فلما خرجت تبعها هشام بن الأسود ومن تبعه حتى ردّوها إلى بيتها، فبعث إليها رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم من حملها إلى المدينة، ثم لحق بها أبو العاص في المدينة قبل الفتح بيسير، قال: وسار مع عليّ إلى اليمن فاستخلفه عليّ على اليمن لما رجع، ثم كان أبو العاص مع عليّ يوم بويع أبو بكر.
وحكى أبو أحمد الحاكم أنه أسلم قبل الحديبيّة بخمسة أشهر، ثم رجع إلى مكة.
وزاد ابن سعد أنه لم يشهد مع النبي صلى اللَّه عليه وسلّم مشهدا.
وأسند البيهقيّ بسند قوي عن عبد اللَّه البهي، عن زينب، قالت: قلت للنّبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: إنّ أبا العاص إن قرب فابن عم، وإن بعد فأبو ولد، وإني قد أجرته. قال: وقيل عن البهي: إن زينب قالت- وهو مرسل.
وقد أخرج أبو داود، والتّرمذيّ، وابن ماجة، من طريق داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ردّ على أبي العاص بنته زينب بالنكاح الأول « أخرجه أبو داود 1/ 680 كتاب الطلاق باب إلى متى ترد عليه امرأته إذا أسلم بعدها حديث رقم 2240» ، وكأنه منتزع من القصة المذكورة. قال الترمذي في حديث ابن عباس: ليس بإسناده بأس، ولكن لا يعرف وجهه، قال: وسمعت عبد بن حميد يقول: سمعت يزيد بن هارون يقول ... وذكر هذين الحديثين، فقال: حديث ابن عباس أجود إسنادا، والعمل على حديث عمرو بن شعيب.
وأخرج التّرمذيّ وابن ماجة، من طريق حجاج بن أرطاة: عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ردّ زينب على أبي العاص بمهر جديد.
وثبت في الصحيحين من حديث المسور بن مخرمة- أنّ النبي صلى اللَّه عليه وسلّم خطب فذكر أبا العاص بن الربيع، فأثنى عليه في مصاهرته خيرا. وقال: «حدّثني فصدقني، ووعدني فوفى لي» .
وقال الواقديّ: كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «ما ذممنا صهر أبي العاص» « أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 8/ 21» .
وفي الصحيحين إن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم كان يصلّي وهو حامل أمامة بنت زينب ابنته من أبي العاص بن الربيع.
وأخرج الحاكم أبو أحمد بسند صحيح عن قتادة- أنّ عليا تزوّج أمامة هذه بعد موت خالتها فاطمة.
وقال ابن مندة: روى عنه ابن عباس، وعبد اللَّه بن عمرو.
قال إبراهيم بن المنذر: مات أبو العاص بن الربيع في خلافة أبي بكر في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة من الهجرة، وفيها أرّخه ابن سعد، وابن إسحاق، وأنه أوصى إلى الزبير بن العوام، وكذا أرّخه غير واحد، وشذّ أبو عبيد فقال: مات سنة ثلاث عشرة، وأغرب منه قول ابن مندة إنه قتل يوم اليمامة.
الإصابة في تمييز الصحابة - أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني.