سعيد أبو بكر التونسي:
متأدب، عمل في الصحافة، له نظم. وفي لغته ضعف. ولد في (المكنين) من بلدان الساحل التونسي، وأقام مدة في (سوسة) واستقر في تونس سنة 1927 م، وتوفي بها. أصدر مجلة (تونس المصورة) سنة 1930 واستمرت إلى أن توفي. وله (الزهرات - ط) شذرات من نظمه، و (السعيديات - ط) ديوان منظوماته، و (الجزء الأول من دليل الأندلس - ط) رحلة إلى إسبانيا .
-الاعلام للزركلي-
الاسم الكامل والنسب والمولد والوفاة
سعيد أبو بكر، الأديب الشاعر الصحفي
(1317 - 1367 هـ / 1899 - 1948 م)
ولد في بلدة المكنين الواقعة بين بلدتي سوسة والمهدية من الساحل الشرقي التونسي في 28 أكتوبر
توفي في 29 جانفي سنة 1948
النشأة العلمية والتعليم
نشأ في بلدته في رعاية عائلة طيبة متواضعة
تعلّم أولا في الكتاب حيث استظهر نصيبا من القرآن وتعلّم الكتابة
ثم انتقل إلى المدرسة القرآنية، حيث تعلّم اللغة العربية ومبادئ العلوم الإسلامية من فقه وتوحيد ومبادئ اللغة الفرنسية
ارتكزت تربيته في وسطه العائلي وبين المثقفين ببلدته على أسس الأخلاق الإسلامية ومحبة الوطن
المشايخ والأساتذة الذين أخذ عنهم، مع تحديد البلدان
ذكر الشيخ راجح إبراهيم في تصديره لـ «السعيديات» أنه كان من أبرز موجّهيه ومعلميه
وكان المترجم له يعمل لاحقًا في مكتبه بسوسة
الطلاب الذين تخرّجوا على يديه أو تأثروا به، بأسمائهم وبلدانهم
كان مؤثرًا عبر الصحافة والشعر والنشاط الأدبي والسياسي
النشاط الدعوي والتربوي
نشر قصائد سياسية واجتماعية في الصحف الوطنية
كان يحتك بالصحافة والإصلاح ونشر الوعي الوطني
وأصدر مجلات متعددة مثل «العالم» و«تونس المصورة»
وأذاعت له محطة الإذاعة التونسية دراسات عن الأدب التونسي قبل الإسلام
وكتب قصائد وطنية ودعوية توجيهية أبرزها «أيها الشعراء إلى نهضة الشعب قبل مماته»
أخلاقه وسلوكه مع الطلاب والعامة والمحتاجين
بدا عليه منذ صغره مخايل الفطنة والذكاء والحساسية والشاعرية المبكرة
كان يكتب الشعر في كل وقت ومكان
كان شغوفا بالمطالعة رغم محدودية تعليمه
وكان يوجّه القراء ويصوّب أخطاءهم عند القراءة
ولا يغفل عن النصح والإرشاد
مواقفه السياسية وخطبه
شارك في الحقل الحزبي والصحفي
نشر مقالات في جريدة «صدى الساحل» منذ سنة 1921
ونشر قصائد ومقالات في جرائد وطنية مثل «النديم»، و«الصواب»، و«الوزير»، و«النهضة»، و«لسان العشب»، و«مرشد الأمة»
نشر تقارير ومشاهدات سياسية واجتماعية عن مؤتمر قصر هلال باسم مستعار «دستوري محايد»
وانتمى إلى الحزب الدستوري القديم
واحتك بالحزب الإصلاحي وصحفه
المؤلفات والرسائل
دليل الأندلس أو الأندلس كأنك تراها
رحلة إلى إسبانيا
يشتمل على صور فوتوغرافية لقصر ابن عباد باشبيلية والجامع الكبير بقرطبة
وفيه وصف لآثار مدينتي قرطبة واشبيلية
في جزءين، طبع الأول منهما في تونس سنة 1933
الزهرات
ديوان شعر صغير جمعه بعد نشره في جريدة «النديم» بعنوان «زهرة بعد زهرة»
قال في المقدمة:
«لقد بذلنا مجهوداتنا وجعلنا هذه المجموعة عبارة عن «كشكول» يجد فيها المطالع شيئا من كل شيء ضرورة أننا كنا ننتقل فيها بقرائنا من الأدبيات إلى الاجتماعيات ومنها إلى الفكاهات والمداعبات كل ذلك حرصا منا على ارتياح نفس المتطلع إليه، فإذا هي لم تكن لترتاح إلى ذلك فحسبنا أردنا وحاولنا»
طبع بتونس سنة 1930
السعيديّات
ديوان شعر الجزء الأوّل، وبقي الجزء الثاني غير مطبوع
قال في مقدمته:
«إنّني أتقدم اليوم بالجزء الأول من ديواني إلى أبناء البلاد وأبناء الشرق وأنا حاسب أنني قد بذلت قصارى مجهوداتي في ترضيتهم وفي تقديم كل شيء نفيس عندي.
ولقد رأيت من الأحسن أن أقدمه إلى القراء من غير تبويب خلافا لما جاءت به الدواوين التي جرت عادة أصحابها أن يقدموها حسب حروف الهجاء أو حسب أبواب الشعر، أو حسب تاريخ الحوادث، أما أنا فقد جعلته شبه كشكول لأني لم أنظّم شيئا في كثير من الأبواب التي اعتاد الشعراء أن ينظّموا فيها مثل المديح والهجاء، والفخر، والرثاء، والغزل، وغير ذلك، بل إن جميع قصائدي يمكن أن تكون في باب واحد ليس إلاّ. هذا وقد أبقيت القصائد التاريخية المشتملة على تفصيل حوادث دخلت في التاريخ سواء مما وقفت عليه في الكتب أو مما حضرت عليه بنفسي، وقد عوّلت على إثباتها في الجزاء الثاني من «السعيديات» التي سأشرع في طبعها بحول الله في العام المقبل»
أهداه «إلى كل امرأة شرقية تقوم بواجبها في بيتها بين أبنائها، وإلى كل أستاذ شرقي يقوم بواجبه في قسمه بين تلاميذه، وإلى كل فتى وفتاة خرجا من حضن أمهما إلى حضن المدرسة القومية ليخرجا منها عارفين قيمتهما ومقدرين حقوق البلاد عليها...»
طبع بتونس 1927 في 110 صفحات من القطع المتوسط
مؤتمر قصر هلال
فصول وصفية نشرها في جريدة «النهضة» عن مؤتمر قصر هلال المنعقد في 2 مارس 1934
أمضى هذه الفصول باسم مستعار «دستوري محايد» خوفا من اللجنة التنفيذية للحزب الدستوري القديم
أعاد طبعها في كتيّب سنة 1936
ونشرها من جديد سنة 1967 الأستاذ محمد الصياح المدير السابق للحزب الاشتراكي الدستوري بعنوان «مؤتمر البعث»، وصدّره بمقدمة عن حياة الكاتب
له آثار أخرى مبعثرة في الصحف
منها ارتسامات عن رحلته إلى الجزائر نشرها في جريدة «لسان الشعب» بين سنتي 1927 و 1929 في حلقات متسلسلة بعنوان «عشرون يوما في عمالة قسنطينة» وفيها وصف للأماكن التي زارها
حبذا لو تتوفر الهمم لجمعها في كتاب بعنوان: «مقالات سعيد أبي بكر» أو نحو هذا
ثناء العلماء عليه
قال الأستاذ أحمد خالد:
من مظاهر نزعته الثورية الأدبية أنه من القائلين بحل قيود الشعر وإدخال أوزان جديدة عليه
وهو أول شاعر تونسي تجاسر ونظّم من الأوزان الجديدة التي ابتكرها شعراء المهجر ومن الأوزان التي ابتكرها لنفسه
وأصبح له فضل ابتداعها عند محبذي طريقته
غير مبال بالانتقاد الذي كان يوجهه إليه أناس كثيرون في بادئ الأمر
ثم اقتدى به بعض الشعراء العصريين
قال الشيخ راجح إبراهيم:
سعيد كان يضيق بتشطيبات معلمه فتوصل إلى جبره على عدم مس النص بكتابته موضوع الإنشاء على شكل قصيدة شعرية
صاغ الشعر ولم يتجاوز العاشرة
جعل بعض أناشيده المدرسية تردد في مدرسة المكنين حتى اليوم
الوفاة والتفاصيل الأخيرة قبلها
عمل في مكاتب المحامين
لم ينقطع عن قرض الشعر والعمل في الحقل الصحافي والحزبي
انتقل إلى تونس العاصمة واستقر بها إلى أن توفي في 29 جانفي سنة 1948
كتاب تراجم المؤلفين التونسيين - الجزء الأول - صفحة 110 - للكاتب محمد محفوظ