زين العابدين المولد ولد الإمام علي بن الحسين زين العابدين في المدينة المنورة في السنة الثامنة والثلاثين للهجرة النبوية المشرفة، وقد نشأ رضي الله عنه في بيت النبوّة؛ حيث تشرّب العلم والفقه صغيراً، فأبيه هو الحسين بن علي رضي الله عنه سيد شباب أهل الجنة وريحانة رسول الله، وجده هو الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي يعتبر من العشرة المبشرين بالجنة، وأحد أفضل الصحابة على الإطلاق وأكثرهم علماً وفقهاً وشجاعة، وقد ساهمت نشأة زين العابدين في بيت النبوة في بلورة شخصيته التي اتسمت بالعلم والورع والتقوى وإيثار الآخرة على الدنيا. العلم شهد الكثير من العلماء بأنّ زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنه كان أعلم أهل الأرض في حينه ومنهم: الإمام الزهري، وسعيد بن المسيب، وسفيان بن عينة، ولعل أشهر ما ينسب إليه صحيفة تسمى الصحيفة السجادية وفيها عبارات بليغة في الدعاء لله والتوسل إليه.ذرية النبيّ ﷺ بعد وفاة الخليفة الرّاشد علي ابن أبي طالب رضي الله عنه قام الحسن بن علي رضي الله عنه بالتنازل عن حقه في الخلافة إلى معاوية ابن أبي سفيان، فاستقرّ الأمر إلى معاوية الذي أصبح خليفةً للمسلمين حتى سنة 60 للهجرة، وبعد ذلك تولّى ابنه يزيد الخلافة فلم يبايعه عدد من كبار الصحابة ومنهم الحسين بن علي رضي الله عنه الذي توجّه إلى العراق بعد أن راسله أهلها معلنين استعدادهم لنصرة آل البيت. =https://mawdoo3.com/=
الإمام علي زين العابدين
وابنه الإمام زيد
هو الإمام علي الأصغر وكنيته أبو محمد ولقبه (زين العابدين).
أبوه هو مولانا الإمام الحسين بن الإمام علي وأجمعين.
قال المناوي في طبقاته رزق الحسين من الاولاد خمسة وهم علي الاكبر وعلي الاصغر وله العقب وجعفر وفاطمة وسكينة المدفونة بالمراغة بقرب نفيسة أهـ. وكذا في طبقات الشعراني وزاد ان عليا الاصغر هو زين العابدين وقال كثيرون أولاده ستة وزادوا عبد الله فأما علي الاكبر فقاتل بين يدى أبيه حتى قتل وأما علي الأصغر زين العابدين فكان مريضا بكربلاء ورجع مريضا الى مكة وأما جعفر فمات في حياة أبيه دارجا وأما عبد الله فجاءه سهم وهو طفل فقتله بكربلاء وأما فاطمة فتزوجت بابن عمها الحسن المثنى ثم بعبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان وولدت لكل منهما وأما سكينة فلم تتزوج أجمعين.
أمه السيدة (سلافة) وكان اسمها بالفارسية (شاه زنان) بمعنى ملكة النساء بنت يزدجرد بن انوشروان (ملك الفرس).
وقد كان واسع العلم غزيره كأبيه وجده وسائر أهل البيت أجمعين، يقول:
إني لأَكْتُمُ مِنْ علمي جَواهِرَهُ كَيْلا يَمُرَّ بذي جَهْلٍ فَيُفْتَتِنَا
ومن هذا القبيل وسعة معلوماتهم أنه بلغ سيدنا الإمام علياً أن التوراة فسرت في سبعين كتابا فقال "لو يأذن الله لي لحمَّلت من فاتحة الكتاب وحدها سبعين بعيراً" وسكت فسأله مولانا الإمام الحسين عن هذا التفسير وهو المعروف بتفسير البطون، فأجابه لما سأل. وتواترت الأخبار حتى بلغ ذلك سيدنا عليا زين العابدين فسأل أباه مولانا الإمام الحسين، عن ذلك التفسير فأطلعه عليه وهو "مرآة العارفين في ملتمس علي زين العابدين" عن سيد الشهداء سيدنا الإمام الحسين، وهو عن أبيه سيدنا ومولانا الإمام علي ووهى موجودة بدار الكتب المصرية ضمن مجموعة مخطوطة تضم ثلاث رسائل هي أحدها تحت رقم (ب 3187 / 2993 / 1940).
والإمام علي زين العابدين هو أول من عمل التوسل بالصلاة علي النبى، ولديه سبع صلوات: أحدها تنفع في الشفاء وأخرى تنفع في القضايا، وواحدة لتيسير الأرزاق، وصلاة للجلب والقبول، وهكذا ...
أما الإمام زيد بن الإمام علي زين العابدين بن الإمام الحسين بن الإمام علي وأجمعين فقد وصفه الواصفين بأنه كان شجاعا وناسكا ومن أحسن بني هاشم عبادة وأجلهم سيادة، وأفصحهم لسانا، شأنه في ذلك شأن ساداتنا أهل البيت أجمعين، فمن شدة فصاحة لسانه كانت ملوك بنى أمية تكتب إلى صاحب العراق أن "امنع أهل الكوفة من حضور مجلس الإمام زيد فإن لسانه أقطع من حد السيف".
وقيل ذات مرة للإمام جعفر الصادق: إن الرافضة يتبرءون من عمك الإمام زيد، فقال الإمام جعفر الصادق: برئ الله ممن تبرأ من عمي، فقد كان والله أقرأنا لكتاب الله، وأفقهنا في دين الله، وأوصلنا رحما.
وقال عنه الإمام أبو حنيفة النعمان:
شاهدت الإمام زيدا، وشاهدت أهله، فما رأيت في زمانه أفضل منه، ولا أعلم ولا أسرع جوابا ولا أبين قولا، لقد كان منقطع الشبيه، وكان يدعى بحليف القرآن.
وقرأ ذات مرة قوله تعالى (وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم) فقال الإمام زيد : إن هذا لوعيد وتهديد من الله ثم قال: (اللهم لا تجعلنا ممن تولى عنك فاستبدلت به بدلا).
وعندما دارت رحى الحرب بين يوسف بن عمر الثقفي أمير العراق والإمام زيد وانهزم أصحاب الإمام زيد بعد أن خذله أصحابه؛ ذهب الإمام زيد لمبايعة أناس من أهل الكوفة فبايعوه على أن يتبرأ من الشيخين أبي بكر وعمر، فرفض الإمام زيد هذه البيعة.
فجاءت إليه طائفة أخرى وقالوا له: نحن نتبرأ ممن تبرأ من الشيخين أبي بكر وعمر، فقبلهم، وقاتلوا معه، حتى أصيب بسهم في جبهته ثبت في رأسه، فأنزلوه في دار وأتوه بطبيب فانتزع النصل، ففارق الدنيا من ساعته وكان ذلك في الثانى من صفر عام 122هـ وعمره آنذاك 42 سنة.
ولما دفنه أصحابه رآهم مولى من موالى يوسف بن عمر – والي العراق – فأرشده إلى مكان دفنه، وعندما تفرق أصحاب الإمام زيد أخرج يوسف بن عمر الجسد الشريف من قبره وقطع الرأس الشريف وصلب الجسد، وعندما صلب الجسد الشريف عريانا جاءت العنكبوت ونسجت فوق عورته حتى لا يراها أحد من الناس، ثم أرسل الرأس الشريف إلى هشام بن عبد الملك، ودفع هشام لمن حمل الرأس الشريف عشرة آلاف درهم ثم نصب الرأس الشريف على باب دمشق، ثم أرسلها إلى المدينة المنورة، ومنها إلى مصر حيث استقر في مقامه الحالى في منطقة زين العابدين بالقاهرة في المسجد المعروف بمسجد الإمام علي زين العابدين والمعروف أن الإمام علي زين العابدين مدفون في البقيع، ولكن يقام المولد للإمامين ضمنا ويعرف بمولد سيدي علي زين العابدين.
المصادر : ( بتصرف )