رجب بن حجازي الحمصي الدمشقي
الحريري
تاريخ الوفاة | 1091 هـ |
مكان الولادة | دمشق - سوريا |
مكان الوفاة | حلب - سوريا |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
رَجَب بن حجازي الْحِمصِي الأَصْل الدِّمَشْقِي المولد الْمَعْرُوف بالحريري الشَّاعِر الرِّجَال كَانَ صَحِيح التخيل فِي الْأَشْيَاء إِلَّا أَنه يغلب عَلَيْهِ جَانب الهجو فِي تخيله والأزراء حَتَّى بِنَفسِهِ جيد النَّقْد فِي الشّعْر مَعَ أَنه لَا يعرف الْعَرَبيَّة وزانا بالطبع وَإِن عرف شَيْئا من الْعرُوض وأميل مَا كَانَ فِي أَقسَام الشّعْر إِلَى الهجاء وَله فِيهِ نَوَادِر عَجِيبَة وَله كثير من الأزجال والرباعيات والمواليا والموشحات والتواريخ والأحاجي وكل ذَلِك كَانَ يَقع لَهُ من غير تكلّف روية بِحَيْثُ أَنه فِي سَاعَة وَاحِدَة ينظم مائَة بَيت وَمثلهَا قِطْعَة أَو قطعتين من الزجل والموشح وَقس على ذَلِك الْبَوَاقِي وَكَانَ قَلِيل الْحَظ كثير السياحة لم يَسعهُ مَكَان وَلم يقر لَهُ قَرَار وَكَانَت سياحته مَقْصُورَة على حلب ومصر ودائرة الشَّام وَحج وجاور بالحرمين سنتَيْن وَلم يزل شاكيا من دهره باكيا على سوء بخته وَرَأَيْت لَهُ أشعارا كَثِيرَة غالها شكاية وهجورا مَا غزله فقليل من أعذبه قَوْله من قصيدة مطْلعهَا
(فيض المدامع نَار وجدي مَا طفا ... بل زِدْت مِنْهُ تلهبا وتلهقا)
(وجوى أذاب جوارحي وجوانحي ... وَهوى على السلوان صال وألفا)
(وَمن النَّوَى بِي لوعة لَو بَعْضهَا ... فِي يذبل أَمْسَى رغاماً أَو عَفا)
(زق الصِّبَا لصبابتي وَبكى على ... حَالي الْحمام وَلِأَن لي قلب الصَّفَا)
(والسقم وأمل مهجتي لفراق من ... أحببته لَو عادلي عَاد الشفا)
(من راحمي من مسعفي من مسعدي ... أفديك مَالك مهجتي زر مدنفاً)
(يَا من بطلعته وسحر جفونه ... بهر الغزالة والغزال إِلَّا وطفاً)
(بشمايل فَوق الشُّمُول لطاقة ... مِنْهَا ثملت وَمَا شربت القرقفا)
(وبورد خد فَوق بانة قامة ... يجميه نرجس نَاظر أَن يقطفا)
(وبراحة بَين العقيق ولؤلؤ ... اسمح وَدعنِي كأسها أَن أرشفا)
(أرْفق بصب قد أذبت فُؤَاده ... ودع التجنب والتجني والجفا)
(ونباكر الرَّوْض الأريض فقد حكى ... طيب الْجنان نضارة وتزخرفا)
(والمزن أضحكه ونضر وَجهه ... وكساه بردا بالزهور مفوفا)
وَقَوله من قصيدة أُخْرَى مستهلها
(أبي الْقلب الأغراما ووجدا ... وطرفي الإبكاء وسهدا)
(فَلم يبرح الصب تبريحه ... وَلَا الدمع راق وَلم يطف وقدا)
(فلولا النَّوَى مَا ألفت البكا ... وَلَا كَانَ بِالسقمِ جمسي تردى)
(وَلَا بت أرعى نُجُوم الدجى ... وَلَا كَانَ عني مَنَامِي تعدى)
(فأوّاه صبري مُضِيّ لم يعد ... وَأما اشتياقي فَلم يحص عدا)
(وَمَالِي معي سوى أدمعي ... وَقلت لصدا الْهوى مَا تصدا)
(فَلَو بالكواكب مَا بِي هوت ... وَإِلَّا على يذبل كَانَ هدّا)
(يذكرنِي ساجعات الرياض ... حبيبا وربعا ربيعا وودا)
(وَمَا كنت أنسى وَلَكِن تزيد ... ولوعي قرباً وصبري بعدا)
(رعى الله ربعا نعمنا بِهِ ... وعهداً ألفناه حَيَّاهُ عهدا)
(فَمَا راقني بعده منزل وَلَا ... طَابَ عَيْشًا وَلَا راق وردا)
وَله غير ذَلِك وَكَانَت وَفَاته بحلب فِي صفر سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَألف.
ــ خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر.