أبو الدّحداح.
ويقال: أبو الدّحداحة، فلان ابن الدحداحة مذكور فِي الصحابة، لا أقف له عَلَى اسم ولا نسب أكثر من أنه من الأنصار، حليف لهم.
ذكر ابْن إدريس وغيره، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّد بن يحيى ابن حبان، عَنْ عمه واسع بْن حبان، قَالَ: هلك أَبُو الدحداح، وَكَانَ أتيًا فيهم، فدعا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَاصِم بْن عدي، فَقَالَ له: هل كَانَ له فيكم نسب؟
قَالَ: لا. قَالَ: فأعطى ميراثه ابْن أخته أبا لبابة بْن عبد المنذر. وقد قيل: إن أبا الدحداح هَذَا اسمه ثابت بْن الدحداح. ويقال: الدحداحة، وقد ذكرناه فِي باب اسمه- باب الثاء .
وروى عقيل، عَنِ ابْن شهاب- أن يتيمًا خاصم أبا لبابة فِي نخلة، فقضى بها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأبي لبابة، فبكى الغلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي لبابة: أعطه نخلتك. فَقَالَ: لا فَقَالَ: أعطه إياها ولك بها عذق فِي الجنة. فَقَالَ: لا. فسمع بذلك أَبُو الدحداح، فَقَالَ لأبي لبابة: أتبيع عذقك ذلك بحديقتي هذه؟ قَالَ: نعم، فجاء أَبُو الدحداحة رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول اللَّهِ، النخلة التي سألت لليتيم إن أعطيته إياها ألي بها عذق فِي الجنة؟ قَالَ: نعم. ثم قتل أَبُو الدحداحة شهيدًا يوم أحد فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رب عذق مذلل لأبي الدحداحة فِي الجنة. ولما نزلت : «مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ الله قَرْضاً حَسَناً» 2: 245. كان أبو الدّحداح نازلًا فِي حائط له هُوَ وأهله، فجاء إِلَى امرأته، فَقَالَ: اخرجي يَا أم الدحداح، فقد أقرضته اللَّه عَزَّ وَجَلَّ، فتصدق بحائطه على الفقراء والمساكين.
الاستيعاب في معرفة الأصحاب - أبو عمر يوسف بن عبد الله ابن عاصم النمري القرطبي.
أبو الدحداح
أبو الدحداح وقيل: أَبُو الدحداحة بن الدحداحة الأنصاري، مذكور فِي الصحابة.
قَالَ أبو عمر: لا أقف عَلَى اسمه ولا نسبه أكثر من أَنَّهُ من الأنصار، حليف لَهُم.
ذكر ابن إدريس، وغيره، عن مُحَمَّد بن إسحاق، عن مُحَمَّد بن يَحْيَى بن حبان، عن عمه واسع بن حبان، قَالَ: هلك أبو الدحداح وَكَانَ أتيا فيهم، فدعا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَاصِم بن عدي، فقال: " هَلْ كَانَ لَهُ فيكم نسب؟ " قَالَ: لا.
فأعطى ميراثه ابن أخته أبا لبابة بن عبد المنذر، وقيل: اسمه ثابت، وقد ذكرناه فيمن اسمه ثابت.
قَالَ ابن مسعود: لِمَا نزلت: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ} قَالَ أبو الدحداح: " يا رسول الله، والله يريد منا القرض؟ قَالَ: نعم ".
وذكر حديث صدقته.
وقال أبو نعيم، بإسناد لَهُ، عن فضيل بن عياض، عن سفيان، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه، أن أبا الدحداح، قَالَ لمعاوية: سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " من كانت الدُّنْيَا نهمته حرم الله عَلَيْهِ جواري، فإني بعثت بخراب الدُّنْيَا ولم أبعث بعمارتها ".
والأول أصح، أخرجه الثلاثة.
أسد الغابة في معرفة الصحابة - عز الدين ابن الأثير.
أبو الدّحداح الأنصاري : حليف لهم.
قال أبو عمر: لم أقف على اسمه ولا نسبه، أكثر من أنه من الأنصار حليف لهم.
وقال البغويّ: أبو الدحداح الأنصاري ولم يزد. وروى أحمد والبغوي والحاكم من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس- أنّ رجلا قال: يا رسول اللَّه، إن لفلان نخلة، وأنا أقيم حائطي بها، فأمره أن يعطيني حتى أقيم حائطي بها. فقال له النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «أعطه إيّاها بنخلة في الجنّة» « أخرجه ابن حبان في صحيحه حديث رقم 2271 قال الهيثمي في الزوائد 9/ 327 رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح » . فأبى، قال: فأتاه أبو الدحداح فقال: بعني نخلتك بحائطي. قال: ففعل، فأتى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: يا رسول اللَّه ابتعت النخلة بحائطي، فاجعلها له فقد أعطيتكها. فقال: «كم من عذق ردّاح « الرداح: الثقيل انظر اللسان 3/ 1620» لأبي الدّحداح في الجنّة» - قالها مرارا. قال: فأتى امرأته فقال: يا أم الدحداح، اخرجي من الحائط، فإنّي قد بعته بنخلة في الجنة. فقالت: ربح البيع! أو كلمة تشبهها.
وقد وقع لنا بعلو في مسند عبد بن حميد، من حديث جابر بن سمرة ... صلّى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم على أبي الدحداح، ثم أتى بغرس ... الحديث. وفي آخره: «كم من عذق لأبي الدّحداح « أخرجه أبو داود في السنن 2/ 222 عن جابر بن سمرة كتاب الجنائز باب الركوب في الجنازة حديث رقم 3178 وأخرجه ابن حبان في صحيحه حديث رقم 2271 وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 9746، والحاكم في المستدرك 2/ 20 والطبراني في الكبير 2/ 242، 243 وأورده الهيثمي في الزوائد 9/ 327 عن أنس وقال رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح والمتقي الهندي في كنزل العمال حديث رقم 33181» . أخرجه هكذا عن حجاج بن محمد، عن شعبة، عن سماك، عنه.
وأخرجه أيضا عن محمد بن جعفر، عن شعبة، فقال: عن أبي الدحداح.
وأخرجه مسلم عن بندار، عن محمد بن جعفر، فقال: عن أبي الدحداح.
وأخرج ابن مندة من طريق عبد اللَّه بن الحارث، عن ابن مسعود لما نزلت: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ [سورة البقرة آية 245] فقال أبو الدحداح: يا رسول اللَّه، واللَّه يريد منا القرض؟ قال: نعم « ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/ 555 وعزاه لسعيد بن منصور وابن سعد والبزار وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحكيم الترمذي في نوادر الأصول والطبراني والبيهقي في الشعب عن ابن مسعود » . الحديث، وفيه ذكر ما تصدق به.
وروى من طريق عقيل عن ابن شهاب مرسلا بمعناه.
وقد تقدم في ترجمة ثابت بن الدّحداح أنه يكنى أبا الدحداح، وأنه مات في حياة النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فبنى أبو عمر على أنه هذا، والحقّ أنه غيره.
وذكر ابن إسحاق عن محمد بن يحيى بن حبان، عن عمه واسع بن حبان، قال: هلك أبو الدحداح، وكان أتيّا فيهم، يعني الأنصار، فدعا النبي صلى اللَّه عليه وسلّم عاصم بن عدي، فقال: «هل كان له فيكم نسب» ؟ فقال: لا. فأعطى ميراثه ابن أخيه أبا لبابة بن عبد المنذر، وهذا ينبغي أن يكون لثابت، فقد تقدم في ترجمته أنه جرح بأحد، فقيل: مات بها، وقيل: عاش ثم انتقضت فمات بعد ذلك بمدة وهو الراجح.
وأما صاحب الترجمة فعاش إلى زمن معاوية، فأخرج أبو نعيم من طريق فضيل بن عياض، عن سفيان عن عوف بن أبي جحيفة، عن أبيه- أنّ أبا الدحداح قال لمعاوية: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «من كانت الدّنيا همّته حرّم اللَّه عليه جواري، فإنّي بعثت بخراب الدّنيا ولم أبعث بعمارتها» .
قلت: ولا يصح سنده إلى فضيل، فقد أخرجه الطبراني أتمّ من هذا عن جبرون بن عيسى، عن يحيى بن سليمان، عن فضيل.
وجبرون واهي الحديث.
الإصابة في تمييز الصحابة - أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني.
أبو الدّحداح: ويقال أبو الدحداحة، اسمه ثابت- تقدم في الأسماء، وزعم مقاتل بن سليمان أنّ اسمه عمر.
الإصابة في تمييز الصحابة - أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني.