يحيى بن عمر

تاريخ الولادةغير معروف
تاريخ الوفاةغير معروف
الفترة الزمنيةبين 900 و 978 هـ

نبذة

الْمولى يحيى بن عمر كَانَ ابوه من قَصَبَة اماسيه وَكَانَ قَاضِيا فِي بعض القصبات وَقد وَقع ولادَة المرحوم على رَأس تِسْعمائَة وَنَشَأ رَحمَه الله فِي قَصَبَة طرابوزن وأميرها يَوْمئِذٍ السُّلْطَان سليم خَان ابْن السُّلْطَان بايزيدخان فداخلت ام الْمولى المسفور دَار الامير الْمَزْبُور وَابْنه السُّلْطَان سُلَيْمَان يَوْمئِذٍ صَغِير لم يَنْتَظِم لَهُ الْمَشْي بالاقدام وَلم يبلغ رُتْبَة الافطام فارضعته بُرْهَة من الزَّمَان فصارا رضيعي لبان وَبعد اللتيا وَالَّتِي رغب المرحوم فِي تَحْصِيل المعارف والعلوم وجد فِي الطلاب وقلقل الركاب وتعانى شَدَائِد الاسفار واستفتح مغالق الاسفار الى ان حوى المعارف وحازها وَتحقّق حقائق الْعُلُوم ومجازها وَصَاحب الاماجد والاعالي حَتَّى صَار ملازما من الْمولى عَلَاء الدّين الجمالي وَيُقَال انه فِي اوان طلبه واشتغاله  اعتزل النَّاس مُدَّة سبع سِنِين وَاعْتَكف فِي غَار بِقرب طرابوزن مكبا على الِاشْتِغَال فِي الْعُلُوم ثمَّ درس بمدرسة سونسه بِعشْرين ثمَّ بِالْمَدْرَسَةِ الجانبازية بقسطنطينية

الترجمة

وَمن الْعلمَاء العاملين والفضلاء الكاملين الْمولى يحيى بن عمر
كَانَ ابوه من قَصَبَة اماسيه وَكَانَ قَاضِيا فِي بعض القصبات وَقد وَقع ولادَة المرحوم على رَأس تِسْعمائَة وَنَشَأ رَحمَه الله فِي قَصَبَة طرابوزن وأميرها يَوْمئِذٍ السُّلْطَان سليم خَان ابْن السُّلْطَان بايزيدخان فداخلت ام الْمولى المسفور دَار الامير الْمَزْبُور وَابْنه السُّلْطَان سُلَيْمَان يَوْمئِذٍ صَغِير لم يَنْتَظِم لَهُ الْمَشْي بالاقدام وَلم يبلغ رُتْبَة الافطام فارضعته بُرْهَة من الزَّمَان فصارا رضيعي لبان وَبعد اللتيا وَالَّتِي رغب المرحوم فِي تَحْصِيل المعارف والعلوم وجد فِي الطلاب وقلقل الركاب وتعانى شَدَائِد الاسفار واستفتح مغالق الاسفار الى ان حوى المعارف وحازها وَتحقّق حقائق الْعُلُوم ومجازها وَصَاحب الاماجد والاعالي حَتَّى صَار ملازما من الْمولى عَلَاء الدّين الجمالي وَيُقَال انه فِي اوان طلبه واشتغاله  اعتزل النَّاس مُدَّة سبع سِنِين وَاعْتَكف فِي غَار بِقرب طرابوزن مكبا على الِاشْتِغَال فِي الْعُلُوم ثمَّ درس بمدرسة سونسه بِعشْرين ثمَّ بِالْمَدْرَسَةِ الجانبازية بقسطنطينية بِخَمْسَة وَعشْرين ثمَّ بمدرسة الْمولى مُحَمَّد ابْن الحاجي حسن بِثَلَاثِينَ ثمَّ الْمدرسَة الافضلية باربعين ثمَّ مدرسة مصطفى باشا بِخَمْسِينَ كل ذَلِك بِالْمَدِينَةِ المزبورة ثمَّ نقل الى مدرسة بنت السُّلْطَان اسكدار ثمَّ الى احدى الْمدَارِس الثمان فاتفق انه ارسل مَكْتُوبًا الى رضيعه السُّلْطَان سُلَيْمَان وشنع عَلَيْهِ لبَعض الْمُنْكَرَات وَأَغْلظ فِي الْكَلَام فاشمأز مِنْهُ خاطر السُّلْطَان فَعَزله وَعين لَهُ كل يَوْم خمسين درهما ثمَّ زَاد عَلَيْهَا عشرَة فَانْقَطع المرحوم عَن التَّرَدُّد الى ابواب الوزراء والامراء فِي حديقته الَّتِي عمرها من قبل فِي مَوضِع من تَوَابِع قسطنطينية يُقَال لَهُ بشك طاش ويحكى فِي سَبَب اخْتِيَاره تِلْكَ الْبقْعَة انه وَقعت لَهُ فِي اثناء الْمَجِيء من طرابوزن وَاقعَة هائلة ملخصها انه اتى اليه فِي مَنَامه شخص وعاتبه على مَجِيئه ودخوله فِي قسطنطينية واشار الى الْخُرُوج مِنْهَا وخوفه فَلَمَّا اصبح وفكر وَتَأمل وتفكر لم يجد بدا من تَركهَا بِالْكُلِّيَّةِ فَقَامَ من وقته وتتبع نواحي قسطنطينية حَتَّى اشرف على تِلْكَ الْبِقَاع فاذا المجذوب قَاعد عِنْد بِئْر فَلَمَّا

رأى المرحوم ناداه بِأَن هَات درهما وَاحِدًا حَتَّى ابيع لَك هَذِه الديار واشار الى تِلْكَ الخوالي والرياض فَلَمَّا سَمعه دفع اليه مَا طلبه فَقَالَ المجذوب خُذ مبيعك واشار ثَانِيًا الى تِلْكَ الاطراف فتتبع المرحوم اصحاب تِلْكَ الْبِقَاع حَتَّى اشرف على تِلْكَ الْبقْعَة فاشتراها فِي يَوْمه ذَلِك وَبَات بهَا لَيْلَة ثمَّ استوطنها وَعمر اطرافها وَبنى فِيهَا عدَّة مدارس ومسجدا وخانقاه وحماما ومقاما سَمَّاهُ بخضراق بِنَاء على انه يعْتَقد ان ذَلِك هُوَ مجمع الْبَحْرين الَّذِي اجْتمع فِيهِ الْخضر بمُوسَى على نَبينَا وَعَلَيْهِمَا الصَّلَاة وَالسَّلَام وَكَانَ سَببا لاحياء تِلْكَ النَّاحِيَة وَاعْتَزل عَن النَّاس واشتغل بِنَفسِهِ فَحصل للنَّاس فِيهِ اعْتِقَاد عَظِيم وَقبُول تَامّ وقصدوه بِالنذرِ والقرابين وَاجْتمعَ فِيهِ من الْفُقَرَاء والمسافرين جمع كثير وجم غفير حَتَّى وصل الى انه انفق عَلَيْهِم كل يَوْم من الْخبز مَا قِيمَته تنيف على مائَة دِرْهَم سوى مَا يصرفهُ فِي سَائِر الْحَوَائِج والاطعمة وَكَانَ يَقع مِنْهُ ذَلِك ووظيفته كل يَوْم سِتُّونَ درهما فَلذَلِك نسبه بَعضهم الى معرفَة علم الْكَاف وَبَعْضهمْ الى علم الدفائن وَكَانَ يتَرَدَّد اليه ارباب الْحَاجَات من كل حدب يطْلبُونَ مِنْهُ الشَّفَاعَة الى الوزراء وَسَائِر الْحُكَّام وَهُوَ لَا يضن بِشَيْء ويبذل مقدوره فِي حوائجهم وَقد استخف بعض الرؤساء بمكتوبه فاعقبه نكبة من الْعَزْل اَوْ الْمَوْت وَذَلِكَ انه ارسل فِي بعض شَأْنه مَكْتُوبًا الى الْوَزير عَليّ باشا من وزارء السُّلْطَان سُلَيْمَان عَلَيْهِ الرَّحْمَة والرضوان فَلم يعبأ بِهِ وَكتب فِي ورقة ترى الْعجب ترى الْعجب بَين جُمَادَى وَرَجَب وأرسلها اليه فَلَمَّا اطلع عَلَيْهَا ازْدَادَ انكارا واستخفافا بشانه مُعْتَمدًا على قُوَّة سُلْطَانه فَلم يذهب هَذَانِ الشهران الا وَقد نزل بِهِ الْخطب الْكَبِير الَّذِي يَسْتَوِي بَين الْغَنِيّ وَالْفَقِير وَالسُّلْطَان والوزير بِأَمْر الله الْعَزِيز الْقَدِير وَلما صَارَت السلطنة الى سلطاننا السُّلْطَان سليم خَان طلبه فِي بعض الايام واستنصح مِنْهُ وارسل اليه من المَال جملَة وَقضى حَوَائِجه كَانَ ذَلِك فِي اواخر عمره وقدتوفي رَحمَه الله فِي الْيَوْم التَّاسِع من ذِي الْحجَّة بعدالعصر وَصلى عَلَيْهِ الْمُفْتِي ابو السُّعُود بعد صَلَاة غير محددة فِي الاصل وَدفن بِقرب من حديقته فِي مَوضِع عينه قبل مَوته وَقد اجْتمع فِي جنَازَته خلق عَظِيم مَعَ بعده عَن الْبَلَد وَذَلِكَ سنة ثَمَان وَسبعين وَتِسْعمِائَة كَانَ رَحمَه الله عَالما فَاضلا مستحضرا من الْعُلُوم نفائسها وَكَانَ مقصد الطّلبَة مَعَ انْقِطَاعه عَن الْجَمَاعَة وَكَانَ صَاحب جذبة عَظِيمَة وَنَفس مبارك وَبِالْجُمْلَةِ كَانَ رَحمَه الله مَظَنَّة الْولَايَة ومثنة الْكَرَامَة وَكَانَ قَبره مقصدا للنَّاس يزورونه ويتبركون بِهِ وينفقون على من عِنْده من الْفُقَرَاء وَله معارف جزئية كالشعر والانشاء

العقد المنظوم فِي ذكر افاضل الرّوم على هامش الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية - المؤلف: عصام الدين طاشْكُبْري زَادَهْ.