خَلِيل بن عبد الرَّحِيم مفتي الشَّام الشهير بالسعساني لكَون وَالِده كَانَ إِمَامًا بسعسع وَأَصله من بَلْدَة علائية من بِلَاد قرمان وأظن أَن صَاحب التَّرْجَمَة ولد بسعسع وَنَشَأ بِدِمَشْق وَقَرَأَ وساد من حِين شبيبته فسافر إِلَى الرّوم ولازم على قاعدتهم وَلم يزل يسمو بِهِ حَظه إِلَى أَن ولي قَضَاء طرابلس الشَّام مرَّتَيْنِ وَولي قَضَاء قيصرية ثمَّ بعد ذَلِك ولي إِفْتَاء الشَّام وَأعْطى رُتْبَة قَضَاء الْقُدس وَكَانَ مهابا جليل الْقدر عالي الهمة نبيه الذّكر وَفِيه مُرُوءَة وسخاء ومعروف ومتانة وتغلب وعزل عَن الْإِفْتَاء فاستقل بِمنْصب بعلبك على طَرِيق التَّأْبِيد وَلم يزل فِي عز وجاه إِلَى أَن توفّي وَكَانَت وَفَاته نَهَار الْخَمِيس تَاسِع جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَألف وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير رَحمَه الله تَعَالَى.
ــ خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر.
خليل بن عبد الرحيم السعسعاني الدمشقي
ولد بقرية سعسع ، وروق كأس التحصيل وشعشع ، وساد بدمشق، قطن بدار السلطنة وحل ، فلازم على عادتهم من المدارس، وأحيا كل عاف من المكارم ودارس وولي قضاء طرابلس الشام وقيصرية الروم وازدادت له الرفعة والجاه
ثم ولي الإفتاء بدمشق برتبة قضاء القدس وتديرها ، ووجدها منشأ غرسه فارتضاها وتخيرها ، وعكف على مكرمة يسديها ، و نادرة يبديها ، وهمة تفك أسر العائذ من ربقة الدهر ، ومنحة تنشط المعسر من عقال الضنك والقهر ، حتى صار للكرام قبله ، واستأثر بمحامد من بعده ومن قبله ، لايرمي غرضا بأمر إلا أصابه ، وسوانح أفكاره لا تخطىء الإصابة ، ولم تزل المداح بفضائله تعترف ، والوراد من مکارمه تعترف .
وكانت وفاته في يوم الخميس تاسع جمادی الثانية سنة إحدى وثمانين وألف ودفن بمقبرة الباب الصغير رحمه الله تعالی .
مقتطفات من كتاب : عرف البشام فيمن ولي فتوى دمشق الشام، للعلامة محمد خليل بن علي بن محمد بن محمد المرادي الدمشقي.