فرج بن مُحَمَّد بن أبي الْفرج الشَّيْخ نور الدّين الأردبيلي
قَرَأَ المعقولات بتبريز وَتخرج بالشيخ فَخر الدّين أَحْمد بن الْحسن الجاربردي
ثمَّ قدم دمشق وَأعَاد بالبادرائية مُدَّة ثمَّ درس بالظاهرية البرانية ثمَّ درس بالناصرية الجوانية والجاروخية وَمَات عَنْهُمَا
وشغل النَّاس بِالْعلمِ وَأفَاد الطّلبَة
وَشرح منهاج الْبَيْضَاوِيّ فِي أصُول الْفِقْه وَشرح من منهاج النَّوَوِيّ قِطْعَة جَيِّدَة وَقد أرسل إِلَيّ بَعْضهَا لأقف عَلَيْهِ فوقفت عَلَيْهِ
وَكَانَ فَاضلا مجموعا على نَفسه من أَكثر أهل الْعلم اشتغالا بِالْعلمِ وَكَانَ ذَا همة فِي الطّلب عالية قَالَ لي إِنَّه كَانَ يقْرَأ بتبريز الْكَشَّاف على شيخ من فضلائها وَإنَّهُ كَانَ يروح إِلَيْهِ فِي كل يَوْم من تبريز الصُّبْح فيصل قريب الظّهْر لِأَن منزله كَانَ بَعيدا عَن الْبَلَد وَمَا زَالَ حَتَّى أكمله قِرَاءَة عَلَيْهِ
وَحكى لي أَنه وقف فِي بِلَاد الْعَدَم على كتاب للرافعي صنفه فِي سفرته إِلَى الْحَج سَمَّاهُ الإيجاز فِي أخطار الْحجاز
وَأَن الرَّافِعِيّ قَالَ فِيهِ خطر لي أَن من سمع الْمُؤَذّن وأجابه وَصلى فِي جمَاعَة ثمَّ سمع مُؤذنًا ثَانِيًا لَا يجِيبه لِأَنَّهُ غير مدعُو بِهَذَا الْأَذَان
وَهَذَا بحث صَحِيح ومأخذ حسن وَمِنْه يُؤْخَذ أَنه لَو لم يصل اسْتحبَّ لَهُ الْإِجَابَة لِأَنَّهُ مدعُو بِهِ
وَهَذَا المأخذ أحسن من تَخْرِيج الْمَسْأَلَة على أَن الْأَمر هَل يَقْتَضِي التّكْرَار
توفّي الشَّيْخ نور الدّين بمدرسته الجاروخية فِي نَهَار الِاثْنَيْنِ ثَالِث عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَدفن بِبَاب الصَّغِير بِدِمَشْق
طبقات الشافعية الكبرى - تاج الدين السبكي