وحشي بن حرب الحبشي

أبي دسمة وحشي

تاريخ الوفاة25 هـ
مكان الوفاةحمص - سوريا
أماكن الإقامة
  • الطائف - الحجاز
  • مكة المكرمة - الحجاز
  • حمص - سوريا

نبذة

وحشي بْن حرب الحبشي. من سودان مكة مولى لطعيمة بْن عدي. ويقال: هُوَ مولى جبير بْن مطعم بْن عدي، كذا قَالَ ابْن إِسْحَاق، وأكثرهم قَالَ: يكنى أبا دسمة، وَهُوَ الَّذِي قتل حمزة بْن عبد المطلب عم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم أحد، وكان يومئذ وحشي كافرا، استخفى له خلف حجر ثم رماه بحربة كانت معه، وَكَانَ يرمي بها رمي الحبشة فلا يكاد يخطئ. واستشهد حمزة حينئذ، ثم أسلم وحشي بعد أخذ الطائف، وشهد اليمامة

الترجمة

وحشي بْن حرب الحبشي.
من سودان مكة مولى لطعيمة بْن عدي.
ويقال: هُوَ مولى جبير بْن مطعم بْن عدي، كذا قَالَ ابْن إِسْحَاق، وأكثرهم قَالَ: يكنى أبا دسمة، وَهُوَ الَّذِي قتل حمزة بْن عبد المطلب عم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم أحد، وكان يومئذ وحشي كافرا، استخفى له خلف حجر ثم رماه بحربة كانت معه، وَكَانَ يرمي بها رمي الحبشة فلا يكاد يخطئ. واستشهد حمزة حينئذ، ثم أسلم وحشي بعد أخذ الطائف، وشهد اليمامة، ورمى مسيلمة بحربته التي قتل بها حمزة، وزعم أنه أصابه وقتله، وَكَانَ يقول: قتلت بحربتي هذه خير الناس وشر الناس، حكى ذلك جعفر بْن عَمْرو بْن أمية الضَّمْرِيّ عَنْ وحشي. وفي خبره ذلك أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لوحشي- حين أسلم: غيب وجهك عني يَا وحشي، لا أراك. وذكر ابن إسحاق عن سليمان بن أنه يسار قَالَ: سمعت ابْن عمر يقول: سمعت قائلًا يقول يوم اليمامة: قتله العبد الأسود. وقال موسى بن عقبة، عن ابن شهاب: مات وحشي بْن حرب فِي الخمر فِيمَا زعموا.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: رويت عنه أحاديث مسندة مخرجها عَنْ ولده وحشي بْن حرب بْن وحشي بْن حرب، عَنْ أبيه حرب بْن وحشي، عَنْ أبيه وحشي، وَهُوَ إسناد ليس بالقوي، يأتي بمناكير. وقد ظن بعض أهل الحديث أن هَذَا الإسناد: وحشي بْن حرب بْن وحشي بْن حرب عَنْ أبيه عَنْ جده ليس هُوَ وحشي هَذَا فغلط والله أعلم. وزعم مُحَمَّد بْن الحسين الأزدي الموصلي أن وحشي بْن حرب الَّذِي يروي عنه ولده وحشي بْن حرب بْن وحشي بْن حرب غير أبي دسمة قاتل حمزة، وأن ذلك كَانَ يسكن دمشق، وهذا الَّذِي روى عنه ولده سكن حمص، وليس كما قَالَ، والذي سكن حمص هُوَ الَّذِي قتل حمزة، ولا يصح وحشي بْن حرب غيره.
والدليل عَلَى ذلك مَا حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ، قَالَ: خَرَجْتُ أَنَا وعبيد الله بن عدي بن الخيار، فمرنا بِحِمْصَ وَبِهَا وَحْشِيٌّ، فَقُلْنَا: لَوْ أَتَيْنَاهُ فَسَأَلْنَاهُ عَنْ قَتْلِهِ حَمْزَةَ كَيْفَ قَتَلَهُ؟ فَأَقْبَلْنَا نَحْوَهُ فَلَقِينَا رَجُلا وَنَحْنُ نَسْأَلُ عَنْهُ، فَقَالَ: إِنَّهُ رَجُلٌ قَدْ غَلَبَتْ عَلَيْهِ الْخَمْرُ، فَإِنْ تَجِدَاهُ صَاحِيًا تَجِدَاهُ رَجُلا عَرَبِيًّا يُحَدِّثُكُمَا مَا شِئْتُمَا مِنْ حَدِيثٍ، وَإِنْ تَجِدَاهُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَانْصَرِفَا عَنْهُ. قَالَ: فَأَقْبَلْنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَيْهِ ... وَذَكَرَ تَمَامَ الْخَبَرِ.

وَفِي هَذَا مَا يدل عَلَى أن وحشيًا قاتل حمزة سكن حمص، وَهُوَ الَّذِي يحدث عنه ولده. وَهُوَ إسناد ضعيف لا يحتج به. وقد جاء بذلك الإسناد أحاديث منكرة لم ترو بغير ذلك الإسناد، والله أعلم

الاستيعاب في معرفة الأصحاب - أبو عمر يوسف بن عبد الله ابن عاصم النمري القرطبي.

 

 

وَحْشِيُّ بْنُ حَرْبٍ وَكَانَ أَسْوَدُ مِنْ سُودَانِ مَكَّةَ عَبْدًا لِابْنَةِ الْحَارِثِ بْنِ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَيُقَالُ: بَلْ كَانَ عَبْدًا لِجُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، وَلَمْ يَبْلُغْنَا أَنَّهُ شَهِدَ مَعَ الْمُشْرِكِينَ بَدْرًا، وَلَكِنَّهُ خَرَجَ مَعَهُمْ إِلَى أُحُدٍ , فَقَالَتْ لَهُ ابْنَةُ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَامِرٍ: إِنَّ أَبِي قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ، فَإِنْ أَنْتَ قَتَلْتَ أَحَدَ الثَّلَاثَةِ؛ فَأَنْتَ حُرٌّ، إِنْ قَتَلْتَ مُحَمَّدًا أَوْ حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَوْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ , فَإِنِّي لَا أَرَى فِي الْقَوْمِ كُفْؤًا لِأَبِي غَيْرَهُمْ، فَقَالَ وَحْشِيُّ: أَمَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنِّي قَدْ عَرَفْتُ أَنِّي لَا أَقْدِرُ عَلَيْهِ، وَأَنَّ أَصْحَابَهُ لَنْ يُسْلِمُوهُ، وَأَمَّا حَمْزَةُ فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَوْ وَجَدْتُهُ نَائِمًا مَا أَيْقَظْتُهُ مِنْ هَيْبَتِهِ، وَأَمَّا عَلِيٌّ فَقَدْ كُنْتُ أَلْتَمِسُهُ. قَالَ: فَبَيْنَا أَنَا فِي النَّاسِ أَلْتَمِسُ عَلِيًّا، إِلَى أَنْ طَلَعَ عَلَيَّ , فَطَلَعَ رَجُلٌ حَذِرٌ مَرِسٌ كَثِيرُ الِالْتِفَاتِ، قَالَ: فَقُلْتُ: مَا هَذَا صَاحِبِي الَّذِي أَلْتَمِسُ، إِذْ رَأَيْتُ حَمْزَةَ يَفْرِي النَّاسَ فَرْيًا، فَكَمَنْتُ لَهُ صَخْرَةً وَهُوَ مُكَبِّسٌ لَهُ كَتِيتٌ، فَاعْتَرَضَ لَهُ سِبَاعُ بْنُ أَنْمَارٍ , وَكَانَتْ أُمُّهُ خَتَّانَةٌ بِمَكَّةَ , مَوْلَاةُ شَرِيقِ بْنِ عِلَاجِ ابْنِ عَمْرِو بْنِ وَهْبٍ الثَّقَفِيِّ، وَكَانَ سِبَاعٌ يُكْنَى أَبَا نِيَارٍ، فَقَالَ: وَأَنْتَ أَيْضًا يَا ابْنَ مُقَطَّعَةَ الْبُظُورِ مِمَّنْ يُكْثِرُ عَلَيْنَا، هَلُمَّ إِلَيَّ، فَاحْتَمَلَهُ حَتَّى إِذَا بَرَقَتْ قَدَمَاهُ , رَمَى بِهِ، فَبَرَكَ عَلَيْهِ فَشَحَطَهُ شَحْطَ الشَّاةِ. ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَيَّ مُكَبِّسًا حِينَ رَآنِي فَلَمَّا بَلَغَ الْمَسِيلَ وَطِئَ عَلَى جُرُفٍ فَزَلَّتْ قَدَمُهُ، فَهَزَزْتُ حَرْبَتِي حَتَّى رَضِيتُ مِنْهَا، فَأَضْرِبَ بِهَا فِي خَاصِرَتِهِ حَتَّى خَرَجَتْ مِنْ مَثَانَتِهِ، وَكَرَّ عَلَيْهِ طَائِفَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَأَسْمَعُهُمْ يَقُولُونَ: أَبَا عُمَارَةَ، فَلَا يُجِيبُ، فَقُلْتُ: قَدْ وَاللَّهِ مَاتَ الرَّجُلُ، وَذَكَرْتُ وَجْدَ هِنْدَ عَلَى أَبِيهَا وَعَمِّهَا وَأَخِيهَا، وَتَكَشَّفَ عَنْهُ أَصْحَابُهُ حِينَ أَيْقَنُوا بِمَوْتِهِ , وَلَا يَرَوْنِي , فَأَكِرُّ عَلَيْهِ , فَشَقَقْتُ بَطْنَهُ , فَأَخْرَجْتُ كَبِدَهُ , فَجِئْتُ بِهَا إِلَى هِنْدٍ بِنْتِ عُتْبَةَ، فَقُلْتُ: مَاذَا لِي إِنْ قَتَلْتُ قَاتِلَ أَبِيكِ؟ قَالَتْ: سَلَبِي، فَقُلْتُ: هَذِهِ كَبِدُ حَمْزَةَ، فَأَخَذَتْهَا فَمَضَغَتْهَا ثُمَّ لَفِظَتْهَا، فَلَا أَدْرِي لَمْ تُسِغْهَا أَوْ قَذَرَتْهَا، فَنَزَعَتْ ثِيَابَهَا وُحُلِيَّهَا فَأَعْطَتْنِيهِ، ثُمَّ قَالَتْ: إِذَا جِئْتَ مَكَّةَ فَلَكَ عَشْرَةُ دَنَانِيرٍ.

ثُمَّ قَالَتْ: أَرِنِي مَصْرَعَهُ، فَأَرَيْتُهَا مَصْرَعَهُ، فَقَطَعَتْ مَذَاكِيرَهُ، وَجَدَعَتْ أَنْفَهُ، وَقَطَعَتْ أُذُنَيْهِ، ثُمَّ جَعَلَتْ مِنْهُ مَسْكَتَيْنِ، وَمَعْضَدَتَيْنِ، وَخَدْمَتَيْنِ، حَتَّى قَدِمَتْ بِذَلِكَ مَكَّةَ وَقَدِمَتْ بِكَبِدِهِ مَعَهَا. وَشَهِدَ وَحْشِيٌّ أَيْضًا الْخَنْدَقَ مَعَ الْمُشْرِكِينَ، فَقَتَلَ الطُّفَيْلَ بْنَ النُّعْمَانِ الْأَنْصَارِيَّ , ثُمَّ أَحَدَ بَنِي سَلَمَةَ، فَكَانَ يَقُولُ بَعْدَ أَنْ أَسْلَمَ: أَكْرَمَ اللَّهُ بِحَرْبَتِي حَمْزَةَ وَطُفَيْلًا وَلَمْ يُهِنِّي بِأَيْدِيهِمَا. يَعْنِي يَقْتُلَانِي مُشْرِكًا

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي  سَبْرَةَ , عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ، عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ بِقَتْلِ وَحْشِيٍّ مَعَ النَّفْرِ الَّذِي أَمَرَ بِقَتْلِهِمْ، وَلَمْ يَكُنِ الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَحَدٍ أَحْرَصَ مِنْهُمْ عَلَى وَحْشِيٍّ، فَهَرَبَ وَحْشِيٌّ إِلَى الطَّائِفِ فَلَمْ يَزَلْ بِهَا مُقِيمًا حَتَّى قَدِمَ فِي وَفْدِ الطَّائِفِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. فَقَالَ: «وَحْشِيٌّ» ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «اجْلِسْ حَدِّثْنِي كَيْفَ قَتَلْتَ حَمْزَةَ» . فَأَخْبَرَهُ , فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «غَيِّبْ عَنِّي وَجْهَكَ» قَالَ وَحْشِيٌّ: فَكُنْتُ إِذَا رَأَيْتُهُ تَوَارَيْتُ عَنْهُ، ثُمَّ خَرَجَ النَّاسُ إِلَى مُسَيْلِمَةَ فَخَرَجْتُ مَعَهُمْ فَدَفَعْتُ إِلَيْهِ، فَزَرَقْتُهُ بِالْحَرْبَةِ، وَضَرَبَهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَرَبُّكَ أَعْلَمُ أَيُّنَا قَتَلَهُ، إِلَّا أَنِّي سَمِعْتُ امْرَأَةً مِنْ فَوْقِ الدَّيْرِ تَقُولُ: قَتَلَهُ الْعَبْدُ الْحَبَشِيُّ ". قَالَ: وَقَالَ غَيْرُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ: فَكَانَ وَحْشِيُّ يَقُولُ: قَتَلْتُ خَيْرَ النَّاسِ، وَقَتَلْتُ شَرَّ النَّاسِ. يَعْنِي حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَمُسَيْلَمَةَ الْكَذَّابَ

-طبقات ابن سعد الطبقة الرابعة من الصحابة ممن أسلم عند فتح مكة وما بعد ذلك-

 

 

وحشي بن حرب
وحشي بن حرب الحبشي أَبُو دسمة وهو من سودان مكة، وهو مولى لطعيمة بن عدي، وقيل: مولى بن جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف القرشي النوفلي، قاتل حَمْزَة بن عبد المطلب رضي الله عَنْهُ يوم أحد، وشرك فِي قتل مسيلمة الكذاب يوم اليمامة، وَكَانَ يقول: قتلت خير الناس فِي الجاهلية وشر الناس فِي الإسلام.
أخبرنا عُبَيْد الله بن أحمد بإسناده، عن يونس، عن ابن إسحاق، قَالَ: حَدَّثَني عبد الله بن الفضل، عن سُلَيْمَان بن يسار، عن جَعْفَر بن عَمْرو بن أمية الضمري، قَالَ: خرجت أنا وعبيد الله بن عدي بن الخيار مدربين فِي زمن معاوية، فلما قفلنا مررنا بحمص، وَكَانَ وحشي، مولى جبير بن مطعم قد سَكَّنها، فلما قدمناها قَالَ لي عُبَيْد الله بن عدي: هَلْ لك أن نأتي وحشيا فنسأله عن قتل حَمْزَة، كيف قتله؟ فقلت: إن شئت، فخرجنا نسأل عَنْهُ بحمص، فقال لنا رجل ونحن نسأل عَنْهُ: إنكما ستجدانه بفناء داره، وهو رجل قد غلبت عَلَيْهِ الخمر، فإن تجداه صاحيا تجدا رجلا عربيا، وتصيبا عنده ما تريدان، وإن تجداه وبه بعض ما يكون بِهِ، فانصرفا عَنْهُ ودعاه، فخرجنا نمشي حَتَّى جئنا، فوجدناه بفناء دار، فسلمنا عَلَيْهِ، فرفع رأسه إلى عُبَيْد الله بن عدي، فقال: ابن لعدي بن الخيار أنت؟ قَالَ: قلت: نعم، قَالَ: أما والله ما رأيتك مذ ناولتك السعدية التي أرضعتك، فإني ناولتها إياك بذي طوى، فلمعت لي قدماك حين رفعتك إليها، فوالله ما هُوَ إلا أن وقفت عَليّ فعرفتهما، فقلنا لَهُ: جئناك لتحدثنا عن قتلك حَمْزَة بن عبد المطلب، كيف قتلته؟ فقال: أما إِنِّي سأحدثكما كما حدثت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين سألني عن ذَلِكَ: كنت غلاما لجبير بن مطعم، وَكَانَ عمه طعيمة بن عدي قد قتل يوم بدر، فلما سارت قريش إلى أحد قَالَ لي جبير: إن قتلت حَمْزَة عم مُحَمَّد بعمي فأنت عتيق، فخرجت مع الناس حين خرجوا إلى أحد، فلما التقى الناس خرجت أنظر حَمْزَة وأتبصره، حَتَّى رأيته مثل الجمل الأورق فِي عرض الناس يهذ الناس بسيفه هَذَا، ما يقوم لَهُ شيء، فوالله إِنِّي لأريده واستترت مِنْه بشجرة، أو بحجر، ليدنو مني، وتقدمني إليه سباع بن عبد العزى، فلما رآه حَمْزَة، قَالَ: إلي يا ابن مقطعة البظور، وكانت أمه ختانة بمكة، فوالله لكأن ما أخطأ رأسه، فهززت حربتي، حَتَّى إذا رضيت منها، دفعتها عليه، فوقعت فِي ثنته حَتَّى خرجت من بين رجليه، وخليت بينه وبينها حَتَّى مات، ثُمَّ أتيته فأخذت حربتي، ثُمَّ رجعت إلى العسكر، ولم يكن لي بغيره حاجة، فلما قدمت مكة عتقت، ثُمَّ أقمت بمكة حَتَّى افتتحها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهربت إلى الطائف، فكنت بِهَا، فلما خرج وفد أهل الطائف إلي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليسلموا، ضاقت عَليّ الأرض، وقلت: ألحق بالشام أو باليمن، أو ببعض البلاد، فإني لفي ذَلِكَ إِذْ قَالَ لي رجل: ويحك، إنه والله ما يقتل أحد من الناس دخل فِي دينه، فلما قَالَ لي ذَلِكَ خرجت حَتَّى قدمت عَلَى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة، فلم يرعه إلا وأنا قائم عَلَى رأسه، أشهد شهادة الحق، فلما رآني قَالَ: " وحشي؟ " قلت: نعم، قَالَ: " اقعد فحدثني كيف قتلت حَمْزَة "، فحدثته كما حدثتكما، فلما فرغت من حديثي، قَالَ: " ويحك، غيب وجهك عني، فلا أراك "، فكنت أتنكب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْثُ كَانَ، فلم يرني حَتَّى قبضه الله تعالى، فلما خرج المسلمون إلى مسيلمة الكذاب، صاحب اليمامة، أخذت حربتي، وخرجت معهم، وهي الحربة التي قتلت بِهَا حَمْزَة، فلما التقى الناس رأيت مسيلمة قائما فِي يده السيف، ولا أعرفه، فتهيأت لَهُ وتهيأ لَهُ رجل من الأنصار، كلانا يريده، فهززت حربتي ودفعتها عَلَيْهِ، فوقعت فِي عانته، وشد عَلَيْهِ الأنصاري فضربه بالسيف، فربك أعلم أينا قتله؟ قَالَ سُلَيْمَان بن يسار، عن عبد الله بن عمر، قَالَ: سمعت صارخا يوم اليمامة: قتله العبد الأسود.
وقال موسى بن عقبة، عن ابن شهاب: مات وحشي فِي الخمر.
أخرجه الثلاثة

أسد الغابة في معرفة الصحابة - عز الدين ابن الأثير.

 

 

وحشي بن حرب الحبشي، مولى بني نوفل.
قيل: كان مولى طعيمة بن عديّ، وقيل مولى أخيه مطعم، وهو قاتل حمزة، قتله يوم أحد، وقصة قتله له ساقها البخاريّ في صحيحه مطوّلة، فيها قصّة إسلامه، وأمره النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أن يغيب وجهه عنه، وكان قدومه عليه مع وفد أهل الطّائف. وذكر في آخرها أنه شارك في قتل مسيلمة. يكنى أبا سلمة، وقيل أبا حرب، وشهد وحشي اليرموك، ثم سكن حمص، ومات بها.
روى عنه ابنه حرب، وعبد اللَّه بن عدي بن الخيار، وجعفر بن عمرو الضّمريّ، وعاش وحشي إلى خلافة عثمان.
الإصابة في تمييز الصحابة - أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني.

له ترجمة في كتاب

مشاهير علماء الأمصار وأعلام فقهاء الأقطار - محمد بن حبان، أبو حاتم، الدارمي، البُستي (المتوفى: 354هـ).

 

وَحْشِيُّ بْنُ حَرْبٍ

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ النَّضْرِ بْنِ بَحْرٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَهْمٍ، نا الْوَلِيدُ، نا وَحْشِيُّ بْنُ حَرْبِ بْنِ وَحْشَيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُمْ قَالُوا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ: إِنَّا نَأْكُلُ وَلَا نَشْبَعُ؟ قَالَ: «لَعَلَّكُمْ تَفَرَّقُونَ , اجْتَمَعُوا عَلَى طَعَامِكُمُ اذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ يُبَارِكْ لَكُمْ فِيهِ»

حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَرَّانِيُّ، نا أَبُو قَتَادَةَ، نا وَحْشِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «سَتَكُونُ مَدَائِنُ عِظَامٌ فِيهَا أَسْوَاقٌ فَاهْدُوا الْأَعْمَى وَأَعِينُوا الْمَفْلُوجَ»

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَصْرٍ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الصَّوَّافُ، نا يَحْيَى بْنُ رَاشِدٍ، نا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، نا وَحْشِيُّ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَجُلٌ: إِنِّي لَأُحِبُّ هَذَا قَالَ: «فَأَعْلِمْهُ»

-معجم الصحابة - أبي الحسين عبد الباقي بن قانع البغدادي-

 

وَحْشِيّ بن حَرْب
(000 - نحو 25 هـ = 000 - نحو 645 م)
وحشي بن حرب الحبشي، أبو دسمة، مولى بني نوفل:
صحابي، من سودان مكة. كان من أبطال الموالي في الجاهلية. وهو قاتل الحمزة عم النبي (صلّى الله عليه وسلّم) قتله يوم أحدُ. قال ابن عَبْد البَرّ: استخفى له خلف حجر، ثم رماه بحربة كان يرمي بها رمي الحبشة فلا يكاد يخطئ. ثم وفد على النبي (صلّى الله عليه وسلّم) مع وفد أهل الطائف، بعد أخذها، وأسلم، فقال له النبي: " غيّب عني وجهك يا وحشي، لا أراك! " وشهد اليرموك وشارك في قتل مسيلمة، وزعم أنه رماه بحربته التي قتل بها حمزة، وكان يقول: قتلت بحربتي هذه خير الناس وشر الناس. وسكن حمص، فمات بها في خلافة عثمان .

-الاعلام للزركلي-(تاريخ الوفاة غير دقيق)