وهب بْن عمير بْن وهب بْن خلف بْن حذافة بْن جمح القرشي الجمحي.
أسر يوم بدر كافرًا، ثم قدم أبوه بالمدينة، فأطلق له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابنه وهب بْن عمير فأسلم، وَكَانَ له قدر وشرف، وَهُوَ الَّذِي بسط له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رداءه، إذ جاءه يطلب الأمان لصفوان بْن أمية، ومات بالشام مجاهدًا. وَذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ قَالَ:
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عُمَيْرُ بْنُ وَهْبٍ- يَعْنِي مَكَّةَ بَعْدَ أَنْ أَسْلَمَ- نَزَلَ فِي أَهْلِهِ، وَلَمْ يَقِفْ بِصَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، فَأَظْهَرَ الإِسْلامَ، وَدَعَا إِلَيْهِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ صَفْوَانَ، فَقَالَ:
قَدْ عَرَفْتُ حِينَ لَمْ يَبْدَأْ بِي قَبْلَ مَنْزِلِهِ أَنَّهُ قَدِ ارْتَكَسَ وَصَبَأَ وَلا أُكَلِّمُهُ أَبَدًا، وَلا أَنْفَعُهُ وَلا عِيَالَهُ بِنَافِعَةٍ، فَوَقَفَ عُمَيْرٌ عَلَيْهِ وهو في الحجر وَنَادَاهُ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَقَالَ عُمَيْرٌ: أَنْتَ سَيِّدٌ مِنْ سَادَاتِنَا، أَرَأَيْتَ الَّذِي كُنَّا عَلَيْهِ مِنْ عِبَادَةِ حَجَرٍ وَالذَّبْحِ لَهُ، أَهَذَا دِينٌ! أَشْهَدُ أن لا إله إلا الله وأن محمدا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. فَلَمْ يُجِبْهُ صَفْوَانُ بِكَلِمَةٍ.
الاستيعاب في معرفة الأصحاب - أبو عمر يوسف بن عبد الله ابن عاصم النمري القرطبي.
وهب بن عمير
وهب بن عمير القرشي الجمحي وهو وهب بن عمير بن وهب الجمحي.
تقدم ذكره فِي ترجمة أبيه، فإن أباه هُوَ الَّذِي أرسله صفوان بن أمية بن خلف ليقتل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد بدر.
وَكَانَ وهب هَذَا قد شهد بدرا مع المشركين، وقد ذكرنا قصته عند ذكر أبيه، وأسلم، وأرسله النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم الفتح إلى صفوان بن أمية الجمحي يؤمنه ويدعوه إلى الإسلام، وَكَانَ قد هرب يوم الفتح من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والقصة مذكورة فِي صفوان، ومات وهب بالشام مجاهدا.
أخرجه الثلاثة.
أسد الغابة في معرفة الصحابة - عز الدين ابن الأثير.
وهب بن عمير: بن وهب بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح القرشيّ الجمحيّ.
وقع ذكره في الموطأ، عن ابن شهاب- أنه بلغه أن نساءكنّ في عهد النّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم أسلمن بأرضهن، وهنّ غير مهاجرات، وأزواجهنّ كفار، منهن ابنة الوليد بن المغيرة، وكانت تحت صفوان بن أميّة، أسلمت يوم الفتح، وهرب زوجها صفوان بن أميّة، فبعث رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم إليه ابن عمه وهب بن عمير، فدعاه إلى الإسلام ... فذكر الحديث.
والمعروف أن هذه القصّة كانت لأبيه عمير بن وهب، كذا ذكره موسى بن عقبة، وغيره من أهل المغازي.
وذكره أبو سعيد بن يونس، وقال: شهد فتح مصر، وكانت دار بني جمح بركة يجتمع فيها الماء فقال عمرو بن العاص: خطوا لابن عمتي إلى جنبي- يريد وهب بن عمير فردمت البركة وخطّت، فهي دار بني جمح. قال: وولي وهب بن عمير بحر مصر في غزوة عمّورية سنة ثلاث وعشرين.
وذكره البخاريّ في الصّحابة، ولم يورد له شيئا. وقال أبو بكر بن دريد في الأخبار المنثورة: كان وهب بن عمير من أحفظ الناس، فكانت قريش تقول: له قلبان، من شدة حفظه، فأنزل اللَّه: ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ [الأحزاب: 4] . فلما كان يوم بدر أقبل منهزما ونعلاه واحدة في يده والأخرى في رجله، فقالوا: ما فعل الناس: قال:
هزموا. قالوا: فأين نعلاك؟ قال: في رجلي. قالوا: فما في يدك؟ قال: ما شعرت، فعلموا أن ليس له قلبان.
وذكر الثّعلبيّ هذه القصّة لجميل بن معمر، وأنّ الّذي تلقاه فسأله أبو سفيان. وأسنده ابن الكلبيّ في تفسيره عن أبي صالح، عن ابن عبّاس، لكن قال: جميل بن أسد.
الإصابة في تمييز الصحابة - أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني.