هشام بن العاص بن وائل القرشي السهمي
أبي مطيع هشام
تاريخ الوفاة | 13 هـ |
مكان الوفاة | الرملة - فلسطين |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
هشام بْن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بْن سهم القرشي السهمي، أخو عَمْرو بْن العاص، كَانَ قديم الإسلام. أسلم بمكة، وهاجر إِلَى أرض الحبشة، ثم قدم مكة حين بلغه مهاجر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فحبسه أبوه وقومه بمكة حَتَّى قدم بعد الخندق عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [المدينة، وشهد مَا بعد ذلك من المشاهد] ، وَكَانَ أصغر سنًا من أخيه عَمْرو، وَكَانَ فاضلًا خيرًا. سئل عَمْرو بْن العاص من أفضل؟ أنت أَوْ أخوك هشام؟ فَقَالَ:
أحدثكم عني وعنه: أمه بنت هشام بْن الْمُغِيرَةِ، وأمي سبية، وكانت أحب إِلَى أبيه مني، وتعرفون فراسة الوالد فِي ولده، واستبقنا إِلَى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ فسبقني، أمسك عَلَى الستر حَتَّى تطهرت، وتحنطت، ثم أمسكت عَلَيْهِ حَتَّى فعل مثل ذلك، ثم عرضنا أنفسنا عَلَى الله فقبله وتركني. وقتل هشام بن العاص [بالشام] يوم أجنادين فِي خلافة أبي بكر سنة ثلاث عشرة. وروى ابْن المبارك عَنْ أهل الشام أنه استشهد يوم اليرموك. وَقَالَ الواقدي: أخبرنا عبد الملك بن وهب، عَنْ جعفر بْن يعيش، عَنِ الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله ابن عتبة، قال: حدثني من حضر أن هشام بْن العاص ضرب رَجُلا من غسان فأبدى منحره ، فكرت غسان عَلَى هشام فضربوه بأسيافهم حَتَّى قتلوه، فلقد وطئته الخيل حَتَّى كر [عَلَيْهِ] عَمْرو، فجمع لحمه فدفنه. قَالَ: حدثني ثور بْن يَزِيد، عَنْ خالد بْن معدان. قَالَ: لما انهزمت الروم يوم أجنادين انتهوا إِلَى موضع لا يعبره إلا إنسان إنسان، فجعلت الروم تقاتل عَلَيْهِ، وقد تقدموه وعبروه، فتقدم هشام بن العاص يقاتلهم حَتَّى قتل، ووقع علي تلك الثلمة فسدها. فلما انتهى المسلمون إليها هابوا أن يوطئوه الخيل، فَقَالَ عَمْرو بْن العاص: أيها الناس، إن اللَّه قد استشهده ورفع روحه، وإنما هي جثة، فأوطئوه الخيل، ثم أوطأه هُوَ، ثم تبعه الناس حَتَّى قطعوه، فلما انتهت الهزيمة ورجع المسلمون إِلَى العسكر كرّ إليه عمرو، فجعل يجمع لحمه وأعضاءه وعظامه ثم حمله فِي نطع فواراه. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: ابنا العاص مؤمنان عَمْرو وهشام. رواه محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
الاستيعاب في معرفة الأصحاب - أبو عمر يوسف بن عبد الله ابن عاصم النمري القرطبي.
هشام بن العاص القرشي
هِشَام بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم بن عَمْرو بن هصيص بن كعب بن لؤي القرشي السهمي، أمه أم حرملة بنت هِشَام بن المغيرة، وهو أخو عَمْرو بن العاص.
كَانَ قديم الإسلام، أسلم والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمكة، وهاجر إلى أرض الحبشة، ثُمَّ قدم إلى مكة حين بلغه أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هاجر إلى المدينة، فحبسه قومه بمكة حَتَّى قدم بعد الخندق.
وَكَانَ خيرا فاضلا، وَكَانَ أصغر سنا من عَمْرو، وقيل: إنما منعه قومه بمكة عن الهجرة إلى المدينة قبل أن يهاجر إليها النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أخبرنا عُبَيْد الله بن أحمد بإسناده، عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، حَدَّثَنِي نَافِع، عن ابن عمر، عن أبيه، قَالَ: " لِمَا اجتمعنا للهجرة اتعدت أنا وعياش بن أبي ربيعة، وهشام بن العاص، قلنا: الميعاد بيننا أضاة بني غفار، فمن أصبح منكم لَمْ يأتها فقد حبس، فليمض صاحباه، فأصبحت عندها أنا وعياش، وحبس عنا هِشَام بن العاص، وفتن فافتتن.
وقدمنا المدينة، وكنا نقول: والله ما الله بقابل من هؤلاء توبة، قوم عرفوا الله وآمنوا بِهِ وصدقوا رسوله، ثُمَّ رجعوا عن ذَلِكَ لبلاء أصابهم من الدُّنْيَا، وكانوا يقولونه لأنفسهم، فأنزل الله تعالى فِيهِم: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} إلى قَوْله: {مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ} ، قَالَ عمر: فكتبتها بيدي، ثُمَّ بعثت بِهَا إلى هِشَام، فقال هِشَام: فلما قدمت عَلَي خرجت إلى ذي طوى، فجعلت أصعد بِهَا وأصوب، لأفهمها، فعرفت أنها أنزلت فينا، لِمَا كنا نقول فِي أنفسنا ويقال فينا، فجلست عَلَى بعيري فلحقت برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قيل: إنه استشهد يوم أجنادين فِي خلافة أبي بكر سنة ثلاث عشرة، وقيل: بَلْ استشهد باليرموك، ضرب رجلا من غسان فقتله، فكرت غسان عَلَى هِشَام فقتلوه، وكرت عَلَيْهِ الخيل، حَتَّى عاد عَلَيْهِ عَمْرو أخوه، فجمع لحمه فدفنه.
وقال خالد بن معدان: لِمَا انهزمت الروم يوم أجنادين، انتهوا إلى موضع ضيق لا يعبره إلا إنسان بعد إنسان، فجعلت الروم تقاتل عَلَيْهِ، وقد تقدموه وعبروه، فتقدم هِشَام فقاتلهم حَتَّى قتل، ووقع عَلَى تِلْكَ الثلمة فسدها، فلما انتهى المسلمون إليها هابوا أن يوطئوه الخيل، فقال عَمْرو بن العاص: أيها الناس، إن الله قد استشهده، ورفع روحه وإنما هُوَ جثة فأوطئوه الخيل، ثُمَّ أوطأه هُوَ، ثُمَّ تبعه الناس حَتَّى قطعوه، فلما انتهت الهزيمة ورجع المسلمون إلى المعسكر كر عَلَيْهِ عَمْرو، فجعل يجمع لحمه وعظامه وأعضاءه، ثُمَّ حمله فِي نطع فواراه.
وقد روى عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " ابنا العاص مؤمنان ".
أخرجه الثلاثة.
أسد الغابة في معرفة الصحابة - عز الدين ابن الأثير.
هشام بن العاصي: بن وائل السهمي.
تقدم نسبه في أخيه عمرو. قال ابن حبّان: كان يكنى أبا العاص، فكناه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أبا مطيع. وقال ابن سعد: أمه أم حرملة بنت هشام ابن المغيرة، وكذا قال ابن السّكن، كان قديم الإسلام هاجر إلى الحبشة. وأخرج ابن السّكن بسند صحيح عن ابن إسحاق، عن نافع عن ابن عمر، عن عمر، قال: اتّعدت أنا وعيّاش بن أبي ربيعة وهشام بن العاص حين أردنا أن نهاجر وأيّنا تخلّف عن الصّبح فقد حبس فلينطلق غيره، قال:
فأصبحت أنا وعياش، وحبس هشام وفتن فافتتن ... الحديث.
وأخرج النّسائيّ، والحاكم، من طريق محمد بن عمر، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة- مرفوعا: «ابنا العاص مؤمنان، هشام، وعمرو» .
ورويناه في أمالي المحامليّ، من طريق عمرو بن دينار، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عمر نحوه.
وأخرج البغويّ من طريق أبي حازم، عن سلمة بن دينار، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه، قال: جئنا فإذا أناس يتراجعون في القرآن، فاعتزلناهم ورسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم خلف الحجرة يسمع كلامهم، فخرج مغضبا حتى وقف عليهم، فقال: «بهذا ضلّت الأمم قبلكم، وإنَّ القرآن لم ينزل لتضربوا بعضه ببعض، إنّما أنزل يصدّق بعضه بعضا» ، ثم التفت إليّ وإلى أخي فغبطنا أنفسنا أن لا يكون رآنا معهم. رواه سويد بن سعيد، عن عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه.
وقال الواقديّ: بعثه النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في سرية في رمضان قبل الفتح.
وقال ابن المبارك في الزّهد، عن جرير بن حازم، عن عبد اللَّه بن عبيد بن عمير، قال: مرّ عمرو بن العاص بنفر من قريش، فذكروا هشاما، فقالوا: أيهما أفضل؟ فقال عمرو: شهدت أنا وهشام اليرموك، فكلنا نسأل اللَّه الشهادة، فلما أصبحنا حرمتها ورزقها. وكذا قال ابن سعد، وابن أبي حاتم، وأبو زرعة الدّمشقيّ.
وذكره موسى بن عقبة، وأبو الأسود، عن عروة، وابن إسحاق، وأبو عبيد، ومصعب، والزّبير، وآخرون، فيمن استشهد بأجنادين.
وقال الواقديّ، عن مخرمة بن بكير، عن أم بكر بنت المسور، قالت: كان هشام رجلا صالحا، فرأى من بعض المسلمين بأجنادين بعض النكوص، فألقى المغفر عن وجهه، وجعل يتقدم في نحر العدوّ، ويصيح: يا معشر المسلمين، إليّ، إليّ، أنا هشام بن العاص، أمن الجنّة تفرّون ... حتى قتل.
ومن طريق خالد بن معدان: لما انهزمت الرّوم بأجنادين انتهوا إلى موضع لا يعبره إلا إنسان واحد، فجعلت الرّوم تقاتل عليه، فقاتل هشام حتى قتل، ووقع على تلك الثلمة فسدّها، فلما انتهى المسلمون إليها هابوا أن يدوسوه، فقال عمرو: أيها النّاس، إنَّ اللَّه قد استشهده، ورفع روحه: إنما هي جثة، ثم أوطأه وتبعه الناس حتى تقطيع ثم جمعه عمرو بعد ذلك وحمله في قطع فواراه.
الإصابة في تمييز الصحابة - أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني.
له ترجمة في كتاب مشاهير علماء الأمصار وأعلام فقهاء الأقطار - محمد بن حبان، أبو حاتم، الدارمي، البُستي (المتوفى: 354هـ).
هشام بن العَاص
(000 - 13 هـ = 000 - 634 م)
هشام بن العاص بن وائل بن هشام:
صحابي، هو أخو عمرو بن العاص. أسلم بمكة قديما، وهاجر إلى بلاد الحبشة في الهجرة الثانية. ثم عاد إلى مكة حين بلغته هجرة النبي (صلّى الله عليه وسلّم) إلى المدينة، يريد اللحاق به، فحبسه أبوه وقومه، بمكة. فأقام إلى ما بعد وقعة " الخندق " ورحل إلى المدينة، فشهد الوقائع. وقتل في أجنادين، وقيل: في اليرموك. وكان صالحا شجاعا .
-الاعلام للزركلي-