غرس الدين أحمد

تاريخ الولادةغير معروف
تاريخ الوفاةغير معروف
الفترة الزمنيةبين 871 و 971 هـ
مكان الوفاةاستانبول - تركيا
أماكن الإقامة
  • استانبول - تركيا
  • حلب - سوريا
  • دمشق - سوريا
  • القاهرة - مصر

نبذة

وَمِنْهُم الْعَالم البارع الاوحد الشَّيْخ غرس الدّين احْمَد: نَشأ رَحمَه الله فِي مَدِينَة حلب وَرغب فِي الْعُلُوم وتشبث بِكُل سَبَب وَقَرَأَ المختصرات على الشَّيْخ حسن السيوفي وَحصل طرفا صَالحا من فنون الادب ثمَّ قصد الى التَّحْصِيل التَّام فارتحل مَاشِيا الى دمشق الشَّام وَأخذ فِيهِ الطِّبّ من مقدم الالباء وَرَئِيس الاطباء الْعَالم الذكي المشتهر بِابْن الْمَكِّي.

الترجمة

وَمِنْهُم الْعَالم البارع الاوحد الشَّيْخ غرس الدّين احْمَد
نَشأ رَحمَه الله فِي مَدِينَة حلب وَرغب فِي الْعُلُوم وتشبث بِكُل سَبَب وَقَرَأَ المختصرات على الشَّيْخ حسن السيوفي وَحصل طرفا صَالحا من فنون الادب ثمَّ قصد الى التَّحْصِيل التَّام فارتحل مَاشِيا الى دمشق الشَّام وَأخذ فِيهِ الطِّبّ من مقدم الالباء وَرَئِيس الاطباء الْعَالم الذكي المشتهر بِابْن الْمَكِّيّ ثمَّ انْتقل من تِلْكَ العامرة مَاشِيا الى الْقَاهِرَة واشتغل فِيهَا على الْعَالم الْجَلِيل الْمِقْدَار الشَّيْخ المشتهر بِابْن عبد الغفار وَأخذ مِنْهُ الحكميات وعلوم الرياضيات وَسَائِر الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة قاطبة بالدروس الرَّاتِبَة وَأخذ الحَدِيث وَسَائِر عُلُوم الدّين من القَاضِي زَكَرِيَّا شيخ الْمُفَسّرين فاصبح وَهُوَ لناصية الْعُلُوم آخذو حكمه فِي ممالك الْفُنُون نَافِذ وتنقلت بِهِ الاحوال وتأخرت عَنهُ الامثال وفَاق على الاقران وَسَار بِذكرِهِ الركْبَان وَلما كَانَت فضائله ظَاهِرَة عِنْد سُلْطَان الْقَاهِرَة احب رُؤْيَته واستدعاه وَرفع مَنْزِلَته واكرم مثواه ثمَّ جعله معلما لِابْنِهِ ومربيا لغصنه وَلما وَقع بَين مخدومه وَبَين سُلْطَان الرّوم من المنافسة حضر الْوَقْعَة الْمَعْرُوفَة من جَانب الجراكسة فَلَمَّا التقى الْجَمْعَانِ وتراءت الفئتان وَتقدم الابطال وتبعهم الرِّجَال وهجم لُيُوث الاروام واسود الاجام على ذئاب الاعادي وثعالب الْبَوَادِي وَكَتَبُوا باقلام السمر احاديث الْجرْح والسقام واوصلوا اليهم اخبار الْمَوْت برسل السِّهَام وارسلوا عَلَيْهِم شواظا من نَار واحلوا اكثرهم دَار البورا واخذ الصَّوَاعِق والبروق فِي اللمعان الشروق وامطر عَلَيْهِم السَّمَاء الْحَدِيد وَالْحِجَارَة وضيق عَلَيْهِم هَذِه الدارة وسالت بدمائهم الاباطح وشبعت من لحومهم الْجَوَارِح لم يثبت الجراكسة الاساعة من النَّهَار ثمَّ بدلُوا الْفِرَار من الْقَرار وَجعلُوا امام عَسْكَر الرّوم يتواثبون وهم من ورائهم بِهَذَا القَوْل بتخاطبون
جعلنَا ظُهُور الْقَوْم فِي الْحَرْب اوجها ... رقمنا بهَا ثغرا وعينا وحاجبا ...
وَقتل الغوري فِي المعركة وَلم يعرف لَهُ قَاتل واسر ابْنه وَالْمولى المرحوم وَلما جِيءَ بهما الى السُّلْطَان سليم خَان عَفا عَنْهُمَا وقابل جرمهما بالاحسان ثمَّ لما عَاد الى ديار الرّوم بعد فَرَاغه من أَمر مصر استصحب ابْن الغوري وَالْمولى المرحوم فاستطوطن قسطنطينية وَشرع فِي اشاعة المعارف واذاعة النَّوَادِر واللطائف واشتغل عَلَيْهِ كثير من السَّادة وفازوا مِنْهُ بالاستفادة وَقد تشرفت بِرُؤْيَتِهِ وتبركت بِصُحْبَتِهِ توفّي رَحمَه الله سنة احدى وَسبعين وَتِسْعمِائَة وَكَانَ المرحوم رَأْسا فِي جَمِيع الْعُلُوم مستجمعا لشروط الْفَضَائِل وجامعا لعلوم الاواخر والاوائل يرغم فِي الرياضيات انوف الرؤوس ويحاكي فِي الطِّبّ ابقراط وجالينوس وَكَانَ صَاحب فنون غَرِيبَة قَادِرًا على افاعيل عَجِيبَة ماهرا فِي وضع الالات النجومية والهندسية كالربع والاسطرلاب وَسَائِر الاسباب وَكَانَ رَحمَه الله مَظَنَّة علم الْكَاف وَعلم الزايرجه بِلَا خلاف وَكَانَ رَحمَه الله مَشْهُورا بِالْمحل فِي التَّعْلِيم والافادة لارباب الطّلب والاستفادة وَلم يقبل مُدَّة عمره وَظِيفَة السُّلْطَان وَقطع حبال الاماني من ارباب الْعِزَّة بِقدر الامكان وَكَانَ يكْتَسب بطبابته ويقتات بِهَدَايَا تلامذته وَكَانَ يلبس لباسا خشنا عمَامَته صَغِيرَة ويقنع من الْقُوت بالنزر الْقَلِيل والامور الْيَسِيرَة وَكَانَ رَحمَه الله ينظم الابيات اعذب من مَاء الْفُرَات وَقَالَ فِي قافية الطَّاء مادحا لبَعض الْفُضَلَاء وَأَظنهُ الْمولى صَالح ابْن جلال عِنْد كَونه قَاضِيا بحلب وَمِنْهَا ... 
دعائي فَلَا يُحْصِيه عد وَلَا ضبط ... وشكري لكم دوم فَمَا كَانَ ينحط
وأثني جميلا ثمَّ اهدي تَحِيَّة ... لطب شذاها يطْلب الْعود والقسط
فباح بهَا مسك وفاح بعطرها ... وَفِي وجنة للورد مِنْهَا اتى قسط
الى حَضْرَة احيا الانام بعلمها ... وَبَان بهَا حكم الشَّرِيعَة وَالشّرط
فَلَا مطلب الا ذراها نعم وَلَا ... رحال لَدَى عزم الى غَيرهَا تخطو
لقد جد اقوام وضاهوا بِمِثْلِهَا ... فدون امانيها القتادة والخرط
فكم من كَبِير قد جبرت لحاله ... وفككت مأسورا اضربه الرَّبْط ...
وَكم من اياد قد اناخت لكاهل ... وَمَا كَادَت الاقدام من حملهَا تخطو
سبقت الى الْفضل السراة فَمَا لَهُم ... من الْجهد الادون عزمك قد حطوا
عَلَوْت الى ان جِئْت بِالشُّهُبِ منطقا ... فسارت بِهِ الامثال وَالْعرب والقبط
جمعت لانواع الْعُلُوم فَلَا نرى ... لمثلك فَردا فِي الْفُنُون لَهُ ضبط
لعمري من أَيَّام ارى فِيهِ للعدا ... كمودا وَقد حاروا وَقد ساءهم سخط
جواد لَهُ جود ترَاهُ على الرِّضَا ... والا تمنى ان فارسه سقط
فَتلك امانيهم واحلام كَاذِب ... فَهَل ثمَّ عقبان يردعها البط
سلوا عُلَمَاء الْخَافِقين وفتية ... بسمر القنافي الْجَانِبَيْنِ لَهُم شَرط
فَهَل كَانَت الانعام تأوي لبقعة ... اقام بهَا لَيْث وفيهَا لَهُ سبط
فيا حبذا يَوْم وَفِيه تظلهم ... سيوف لكم بيض على روسهم رقط
ترود حِيَاض الْمَوْت فِيهِ نُفُوسهم ... ونيران نقع من زفير لَهَا لغط
وتهدي المنايا للنفوس بأسهم ... واقلام سمر من اسود بهَا نشط
فديتكم روحي لقد حئت بالخطا ... فحلم بدا مِنْكُم فحاشاه بِي يَسْطُو
فاين صوابي والخطا كَانَ جبلتي ... واقدام مَا ابغي عَلَيْهِ لقد حطوا
فسامح لمن اخطأ وصنه تكرما ... فابكار فكري للخاطئين قد خطوا
جَزَاك اله الْعَرْش عني عَطِيَّة ... وياتيك أفراح ويعقبها الْغَبْطُ ...
وَلما وصل اليه القصيدة الميمية الَّتِي انشأها الْمُفْتِي ابو السُّعُود عَلَيْهِ رَحْمَة الرب الْوَدُود وَهِي الَّتِي اولها ... 
ابعد سليمى مطلب ومرام ... وَغير هَواهَا لوعة وغرام ...
العقد المنظوم فِي ذكر افاضل الرّوم على هامش الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية - المؤلف: عصام الدين طاشْكُبْري زَادَهْ.