شاه علي جلبي ابن المرحوم قاسم بك

نبذة

الْعلمَاء العاملين والصلحاء الكاملين شاه عَليّ جلبي ابْن المرحوم قَاسم بك وَهُوَ من الغلمان الَّذين يخدمون فِي دَار السَّعَادَة العامرة فِي عهد السُّلْطَان مُحَمَّد خَان وَلما خرج مِنْهَا صَار مُتَوَلِّيًا لبَعض العمائر مِنْهَا عمَارَة بولائر وَكَانَ رجلا من ارباب الْفَلاح واصحاب الزّهْد وَالصَّلَاح ونشا ابْنه المرحوم فِي حجر ابيه المرقوم فَلَمَّا فرق الشمَال من الْيَمين وميز الغث عَن السمين وَعلم ان شرف الانسان على مَا نطق بِهِ نَص الْقُرْآن بِالْفَضْلِ والتقى وَالْعلم والنقا

الترجمة

وَمن الْعلمَاء العاملين والصلحاء الكاملين شاه عَليّ جلبي ابْن المرحوم قَاسم بك
وَهُوَ من الغلمان الَّذين يخدمون فِي دَار السَّعَادَة العامرة فِي عهد السُّلْطَان مُحَمَّد خَان وَلما خرج مِنْهَا صَار مُتَوَلِّيًا لبَعض العمائر مِنْهَا عمَارَة بولائر وَكَانَ رجلا من ارباب الْفَلاح واصحاب الزّهْد وَالصَّلَاح ونشا ابْنه المرحوم فِي حجر ابيه المرقوم فَلَمَّا فرق الشمَال من الْيَمين وميز الغث عَن السمين وَعلم ان شرف الانسان على مَا نطق بِهِ نَص الْقُرْآن بِالْفَضْلِ والتقى وَالْعلم والنقا وان الدَّهْر فرص وَأَكْثَره غصص وَالْوَقْت سيف قَاطع والعمر برق لامع سَار نَحْو تَحْصِيل الْعُلُوم الظَّاهِرَة وترتيب اسباب السَّعَادَة فِي الاولى والاخرة وَقَرَأَ على الْعَالم الامجد عبد الرحمن بن عَليّ الْمُؤَيد فَلَمَّا حصل مِنْهَا طرفا صَالحا ترك كل مَا يُحِبهُ ويهواه وتمحض لعبادة مَوْلَاهُ وَكَانَ شَابًّا نَشأ فِي عبَادَة الله وَصَاحب ارباب الْحَقِيقَة وَرِجَال الطَّرِيقَة مِنْهُم الشَّيْخ مَحْمُود النقشبندي وَالشَّيْخ جمال الدّين الخلوتي وَثَبت فِي مداحض السلوك وخلص عَن غياهب الشكوك ثمَّ وزع اوقاته بَين الْعِبَادَة والافادة حَتَّى وصل عمره الى خمس وَسِتِّينَ فحصر وقته فِي الْعِبَادَة ويحكى انه لَازم فِي كل مسَاء وصباح الصَّفّ الاول وتكبير الِافْتِتَاح فِي جَامع اياصوفيه اكثر من اربعين سنة ضاعف الله اجره فَمَا احسنه وَلما لم تكن نَفسه من نوع الرياسة خَالِيَة لم يقبل تدريس مدرسة وَلَا مشخية زَاوِيَة وَكلما طلب الاعيان صحبته واحبوا رُؤْيَته اظهر لَهُم الانقباض وَأرى الاعراض لخلوص جوهره عَن الاعراض وخلو قلبه عَن الاغراض ... انه لله عبادا فطنا ... طلقوا الدُّنْيَا وخافوا الفتنا
فَكروا فِيهَا فَلَمَّا علمُوا ... انها لَيست لحي وطنا
جعلوها لجة وَاتَّخذُوا صَالح الاعمال فِيهَا سفنا ...
العقد المنظوم فِي ذكر افاضل الرّوم على هامش الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية - المؤلف: عصام الدين طاشْكُبْري زَادَهْ.