حسن بن عَليّ بن معِين الْبَدْر السنباطي ثمَّ القاهري الكتبي وَالِده الشَّافِعِي إِمَام الْمُؤَيد أَحْمد. ولد سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَحفظ كتبا جليلة، وَطَاف بِهِ أَبوهُ حَتَّى عرضهَا على من دب ودرج فِي الْقَاهِرَة ومصر وضواحيها ثمَّ قَرَأَ القراآت واشتغل يَسِيرا وَسمع البُخَارِيّ بالظاهرية الْقَدِيمَة وَكَذَا سمع من شَيخنَا وَغَيره وسافر ليحج فانصلع الْمركب بِكُل مَا فِيهِ وَسلم مُجَردا عَن أهل وَمَال، وَلم يلبث أَن توصل إِلَى أَن صَار فِي خدمَة ابْن الْأَشْرَف اينال وحظى عِنْده وَقصد عِنْده بالمهمات فأثرى وَركب الْخُيُول وحمدت عشرته بِالنِّسْبَةِ لغيره وَلم يزل إِلَى أَن انفصلت دولة الاشرف ثمَّ ابْنه الْمُؤَيد فَلَزِمَ حِينَئِذٍ الانجماع مَعَ الْقيام بِخِدْمَة أم الْمُؤَيد وَصَحب فِي أثْنَاء ذَلِك مُحَمَّد ابْن أُخْت الشَّيْخ مَدين مديدة وَلزِمَ الذّكر والتلاوة وَقِرَاءَة الاحياء وَنَحْوه وَصَارَ يحضر مَجْلِسه بعض الْعَوام وتحول للمدرسة البقرية بعد موت شَيْخه، وسافر إِلَى مَكَّة فحج ثمَّ إِلَى الشَّام وَأظْهر تجردا وَتَعَفُّفًا وانجماعا وَلما رَجَعَ قطن البقرية أَيْضا، وَلم يلبث أَن جَاءَ أستاذه من اسكندرية فِي عِلّة أمه فتردد إِلَيْهِ ثمَّ سَافر مَعَه بعد مَوتهَا إِلَيْهَا فَأَقَامَ يَسِيرا ثمَّ مَاتَ فِي الْعشْر الْأَخير من ربيع الأول سنة خمس وَثَمَانِينَ، وَأَظنهُ زاحم الْخمسين رَحمَه الله وإيانا.
ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي.