محمد بن إسحاق بن محمد بن المرتضى عماد الدين البلبيسي

تاريخ الوفاة749 هـ
مكان الوفاةالقاهرة - مصر
أماكن الإقامة
  • الإسكندرية - مصر
  • القاهرة - مصر
  • بلبيس - مصر
  • مصر - مصر

نبذة

وقفت لَهُ على تَرْجَمته لشخص قَالَ فِيهَا هُوَ مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن مُحَمَّد بن المرتضى الشَّافِعِي الْمَشْهُور بالبلبيسي نقلته من خطه رَحمَه الله لقبه عماد الدّين الْفَقِيه الأصولي الصُّوفِي الذكي اشْتغل بِمصْر على الْفَقِيه نجم الدّين بن الرّفْعَة وَالشَّيْخ جمال الدّين الوجيزي وَالشَّيْخ شرف الدّين القلقشندي والظهير التزمنتي وَالشَّيْخ عز الدّين ابْن مِسْكين وَغَيرهم

الترجمة

مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن مُحَمَّد بن المرتضى الشَّيْخ عماد الدّين البلبيسي
وقفت لَهُ على تَرْجَمته لشخص قَالَ فِيهَا هُوَ مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن مُحَمَّد بن المرتضى الشَّافِعِي الْمَشْهُور بالبلبيسي نقلته من خطه رَحمَه الله لقبه عماد الدّين
الْفَقِيه الأصولي الصُّوفِي الذكي
اشْتغل بِمصْر على الْفَقِيه نجم الدّين بن الرّفْعَة وَالشَّيْخ جمال الدّين الوجيزي وَالشَّيْخ شرف الدّين القلقشندي والظهير التزمنتي وَالشَّيْخ عز الدّين ابْن مِسْكين وَغَيرهم
وَكَانَ ملازما للشَّيْخ نجم الدّين كثيرا وَعنهُ أَخذ وَبِه مهر فِي الْفِقْه
وَبحث مَعَ الشَّيْخ نجم الدّين الْقَمُولِيّ وَالشَّيْخ نجم الدّين بن عقيل البالسي
وفَاق على أقرانه فِي ذَلِك الزَّمَان واشتغل بالاشتغال بِمصْر وانتفع بِهِ خلق كثير
وَأَجَازَ جمَاعَة بالإقراء بِمصْر مِنْهُم تِلْمِيذه الْفَقِيه تَقِيّ الدّين الببائي وَكَانَ الْمَذْكُور لَهُ من الذكاء والفهم حَظّ وافر ولي الشَّيْخ عماد الدّين مدرسة الخانقاه الْمَعْرُوفَة بأرسلان بالمنشأة بَين الْقَاهِرَة ومصر ثمَّ ولي قَضَاء الْإسْكَنْدَريَّة عَن الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون فَأَقَامَ بهَا مُدَّة ثمَّ حصلت لَهُ محنة طلب مِنْهُ أَخذ أَمْوَال الْأَيْتَام للسُّلْطَان فَامْتنعَ فعزل وَوضع من مِقْدَاره بِسَبَب ذَلِك
ثمَّ ولي تصدير الْمدرسَة الملكية الجوكندار بِالْقَاهِرَةِ المحروسة قَرِيبا من المشهد الْحُسَيْنِي أَقَامَ بهَا يشغل الطّلبَة من الظّهْر إِلَى الْعَصْر كل يَوْم خلا أَيَّام الْجمع وَالثُّلَاثَاء لَا يشْغلهُ عَن ذَلِك شاغل حَتَّى كَانَ يحضر فِي بعض الْأَيَّام من بَيته مَاشِيا وَكَانَ بَعيدا وَبَعض الْأَيَّام يركب مكاريا وَإِذا ركب لَا يكْرِي إِلَّا دَابَّة ضَعِيفَة محتقرة وَكَانَ يَقُول هَذَا رُبمَا لَا يَقْصِدهُ النَّاس كثيرا فَأَنا أُرِيد بره وَالْغَرَض يحصل وَبَعض أوقاته يركب بغلته
وَكَانَ فَقِيرا لم تحصل لَهُ قطّ كِفَايَته وَكَانَ مَعْلُوم التصدير نَحْو ثَمَانِينَ درهما نقرة فِي الشَّهْر لَيْسَ لَهُ غَيرهَا وصبر على ذَلِك إِلَى أَن توفاه الله
وَكَانَ مُجْتَهدا فِي أشغال الطّلبَة حَتَّى إِنَّه يَأْمُرهُم بِالْكِتَابَةِ لما يشرحه لَهُم ويحفظونه ويستدعي عرض ذَلِك مِنْهُم

وَكَانَ مُولَعا بِذكر الألغاز فِي الْفِقْه وَغَيره
كِتَابه التَّنْبِيه وَالْحَاوِي الصَّغِير وَكَانَ يعظم الْحَاوِي ويحث الطّلبَة على الِاشْتِغَال بِهِ وَشَرحه وَلم يُخرجهُ وَشرح قِطْعَة من التَّنْبِيه
وَكَانَ شَدِيد الِاعْتِقَاد فِي الْفُقَرَاء يمشي إِلَيْهِم ويتبرك بدعائهم وَجرى لَهُ مَعَ شخص مكاري ركب مَعَه من الْقَاهِرَة إِلَى مصر قبل أَن يَلِي قَضَاء الْإسْكَنْدَريَّة مكاشفة فَلَمَّا ركب خطر فِي خاطره بغلة وَجَارِيَة تركية مليحة وَإِذا المكاري قَالَ لَهُ يَا فَقِيه شوشت علينا أَو مَا هَذَا مَعْنَاهُ بغلة وَجَارِيَة بغلة وَجَارِيَة يحصل لَك ذَلِك فَلَمَّا ولي قَضَاء الْإسْكَنْدَريَّة ركب البغلة وَملك الْجَارِيَة تركية مليحة
كَانَ رَحمَه الله نخبة الزَّمَان جليسه لَا يمله درسه بُسْتَان حوى الْعُلُوم ونزهة تزيل هم كل مهموم سَاعَة فِي الْفِقْه وَسَاعَة فِي النَّحْو وَسَاعَة فِي حكايات مستظرفة وأشعار مستلطفة
حكى لنا فِي درسه الْعَام قَالَ كنت ملازما للشَّيْخ نجم الدّين بن الرّفْعَة وَكَانَ منديله دَائِما فِيهِ شَيْء من الذَّهَب فَقَامَ يَوْمًا مسرعا من الدَّرْس فتبعته فَقَالَ خُذ هَذَا المنديل مَعَك وَدخل الْخَلَاء لقَضَاء حَاجته ثمَّ خرج وَهُوَ ينشد
(عِلّة الْبَوْل والخرا ... حيرا كل من ترى)
(فهما آفَة الورى ... سهلا أم تعسرا)
وأنشدنا للشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد رَحمَه الله
(لعمري لقد قاسيت بالفقر شدَّة ... وَقعت بهَا فِي حيرتي وشتاتي)

 (فَإِن بحت بالشكوى هتكت مروءتي ... وَإِن لم أبح بالضر خفت مماتي)
(فأعظم بِهِ من نَازل بملمة ... يزِيل حيائي أَو يزِيل حَياتِي)
أفادنا رَحمَه الله فَوَائِد كَثِيرَة غَرِيبَة مِنْهَا فرعان غَرِيبَانِ قَالَ سمعتهما من الشَّيْخ نجم الدّين بن عقيل البالسي وَكَانَ من الْعلمَاء الْفُضَلَاء قَالَ رأيتهما فِي كتاب وَلم يحضرني ذكره وَهُوَ لَو كتب آيَة وطمسها بالمداد أَو آيَة مقطعَة الْحُرُوف فَهَل يحل للْجنب مَسهَا أَو كتَابَتهَا فِي المسئلة وَجْهَان
إِذا قُلْنَا يجوز اتِّخَاذ آنِية الذَّهَب وَالْفِضَّة فَيَنْبَغِي أَن يكون بيعهَا إِذا بِيعَتْ بجنسها كَبيع آلَات الملاهي لِأَنَّهَا مُحرمَة الاتخاذ كهي
الْوَجْه الصائر إِلَى أَن حد الضبة فِي الْكبر والصغر أَن الْكَبِير قدر النّصاب وَالصَّغِير دونه
قلت فِيهِ نظر لِأَن النّصاب يُطلق بِإِزَاءِ نِصَاب السّرقَة وبإزاء نِصَاب الزَّكَاة ونصاب الزَّكَاة مُخْتَلف فِي قدره فَأَي نِصَاب أُرِيد وَالْأولَى أَن يحمل على نِصَاب السّرقَة هَذَا مَا ظهر لي
فَائِدَة فِي السِّوَاك
السِّوَاك مطهرة للفم مرضاة للرب مفرح للْمَلَائكَة مسخط للشَّيْطَان يزِيد فِي الثَّوَاب وَيُقَوِّي الْبَصَر وأصول الشّعْر ويشد اللثة وَيقطع البلغم وَيحل عقد اللِّسَان وَيزِيد فِي الذكاء وَيُقَوِّي الْبَاءَة وَيكثر الرزق ويزيل تغير الرَّائِحَة الكريهة والقلح ويهون سَكَرَات الْمَوْت نقل ذَلِك بعض مَشَايِخنَا رَضِي الله عَنْهُم
نقل عَن تطريز الْوَجِيز فِي نتف الشيب أَنه سفه ترد بِهِ الشَّهَادَة

لَا يشْتَرط فِي الْمَنوِي تحقق فعله بل إِمْكَانه حَتَّى لَو نوى أَن يُصَلِّي بوضوئه أول رَمَضَان صَلَاة الْعِيد صَحَّ وَكَذَا لَو نوى بوضوئه لصَلَاة الْعِيد أَن يُصَلِّي رَكْعَتي الطّواف بِمَكَّة صَحَّ لِأَن الْعقل لَا يحيله وَإِن خَالف الْعَادة
سُؤال فِيهِ إِبْهَام على الفطن لَو رأى فِي بعض بدنه نَجَاسَة وخفي عَلَيْهِ موضعهَا كَيفَ يصنع
جَوَابه يغسل جَمِيع مَا يُمكنهُ رُؤْيَته لَهُ من بدنه لَا مَا لَا يُمكن رُؤْيَته فَإِنَّهُ لَا يجب غسله
وفوائده كَثِيرَة
توفّي رَحمَه الله فِي سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة عَام الطَّاعُون بِمَنْزِلَة المجاور لمدرسة الْملك الجوكندار وَدفن بتربة الْمقر السيفي قشتمر خَارج الْقَاهِرَة
قلت هَذَا مَا أَشرت إِلَيْهِ فِي قصيدتي الَّتِي نظمتها فِي المعاياة مِنْهَا

 (سل لي أَخا الْفِكر والتنقيب والسهر ... مَا اسْم هُوَ الْحَرْف فعلا غير مُعْتَبر)
(وَأي شكل بِهِ الْبُرْهَان منتهض ... وَلَا يعد من الأشكال والصور)

 (وَأي بَيت على بحرين مُنْتَظم ... بَيت من الشّعْر لَا بَيت من الشّعْر)
(وَأي ميت من الْأَمْوَات مَا طلعت ... بِمَوْتِهِ روحه فِي ثَابت الْخَبَر)
(وَلَا يُضَاف إِلَى الْبَحْرين وَاخْتلفُوا ... فِيهِ وَجَاءُوا بقول غير مُخْتَصر)

 (من عد فِي أُمَرَاء الْمُؤمنِينَ وَلم ... يحكم على اثْنَيْنِ من بَدو وَلَا حضر)
(وَلم يكن قرشيا حِين عد وَلَا ... يجوز أَن يتَوَلَّى إمرة الْبشر)
(من بِاتِّفَاق جَمِيع الْخلق أفضل من ... شيخ الصحاب أبي بكر وَمن عمر)

 (وَمن عَليّ وَمن عُثْمَان وَهُوَ فَتى ... من أمة الْمُصْطَفى الْمَبْعُوث من مُضر)
(من أَبْصرت فِي دمشق عينه صنما ... مصورا وَهُوَ منحوت من الْحجر)
(إِن جَاع يَأْكُل وَإِن يعطش تضلع من ... مَاء نمير زلال ثمَّ منهمر)
(من قَالَ إِن الزِّنَى وَالشرب مصلحَة ... وَلم يقل هُوَ ذَنْب غير مغتفر)
(من قَالَ إِن النِّكَاح الْأُم يقرب من ... تقوى الْإِلَه مقَالا غير مبتكر)
(من قَالَ سفك دِمَاء الْمُسلمين على الصَّلَاة ... أوجبه الرَّحْمَن فِي الزمر)
(من كَانَ والدها ابْنا فِي الْأَنَام لَهَا ... وَذَاكَ غير عَجِيب عِنْد ذِي النّظر)

 (وهات قل لي إِبْرَاهِيم أَرْبَعَة ... بعض عَن الْبَعْض من هم تحظ بالظفر)
(وَهَكَذَا خلف من الروَاة كَذَا ... مُحَمَّد فِي الْمَغَازِي جَاءَ وَالسير)
(وَمَا اللقيقة جَاءَت والسحيقة فِي ... غَرِيب مَا صَحَّ مِمَّا جَاءَ فِي الْأَثر)
(وَعَن فتاة لَهَا زوجان مَا برحا ... تزوجت ثَالِثا حلا بِلَا نكر)

 (وَآخر رَاح يشري طعم زَوجته ... فَعَاد وَهُوَ على حَال من العبر)
(قَالَت لَهُ أَنْت عَبدِي قد وَهبتك من ... زوج تزوجته فاخدمه واصطبر)
(وَخَمْسَة من زناة النَّاس خامسهم ... مَا ناله بالزنى شَيْء من الضَّرَر)
(وَالْقَتْل وَالرَّجم وَالْجَلد الْأَلِيم مَعَ التَّغْرِيب ... وزع فِي البَاقِينَ فافتكر)

طبقات الشافعية الكبرى - تاج الدين السبكي

 

 

 

محمد بن محمد بن علي البلبيسي:
فاضل مصري. له كتاب (الملح والطرف من منادمات أرباب الحرف - ط) فرغ منه سنة 746 .

-الاعلام للزركلي-