مصعب بن عمير بن هاشم العبدري أبي عبد الله

القارئ والمقرئ مصعب

تاريخ الوفاة3 هـ
مكان الوفاةالمدينة المنورة - الحجاز
أماكن الإقامة
  • الحبشة - الحبشة
  • المدينة المنورة - الحجاز
  • مكة المكرمة - الحجاز

نبذة

مصعب بْن عمير بْن هاشم بْن عبد مناف بْن عبد الدار بْن قصي القرشي العبدري.يكنى أبا عَبْد اللَّهِ. كَانَ من جلة الصحابة وفضلائهم، وهاجر إِلَى أرض الحبشة فِي أول من هاجر إليها، ثم شهد بدرًا، ولم يشهد بدرًا من بني عبد الدار إلا رجلان: مصعب بْن عمير، وسويبط بْن حرملة، ويقال ابْن حريملة. وَكَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد بعث مصعب بْن عمير إِلَى المدينة قبل الهجرة بعد العقبة الثانية يقرئهم القرآن ويفقههم فِي الدين، وَكَانَ يدعى القارئ والمقرئ. ويقال: إنه أول من جمع الجمعة بالمدينة قبل الهجرة.قَالَ البراء بْن عازب: أول من قدم علينا المدينة من المهاجرين

الترجمة

مصعب بْن عمير بْن هاشم بْن عبد مناف بْن عبد الدار بْن قصي القرشي العبدري.
يكنى أبا عَبْد اللَّهِ. كَانَ من جلة الصحابة وفضلائهم، وهاجر إِلَى أرض الحبشة فِي أول من هاجر إليها، ثم شهد بدرًا، ولم يشهد بدرًا من بني عبد الدار إلا رجلان: مصعب بْن عمير، وسويبط بْن حرملة، ويقال ابْن حريملة. وَكَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد بعث مصعب بْن عمير إِلَى المدينة قبل الهجرة بعد العقبة الثانية يقرئهم القرآن ويفقههم فِي الدين، وَكَانَ يدعى القارئ والمقرئ. ويقال: إنه أول من جمع الجمعة بالمدينة قبل الهجرة.
قَالَ البراء بْن عازب: أول من قدم علينا المدينة من المهاجرين مصعب بْن عمير أخو بني عبد الدار بن قصي، ثم أتانا بعده عمرو بن أم مكتوم، ثم أتانا بعده عمار بْن ياسر، وسعد بْن أبي وقاص، وابن مَسْعُود، وبلال، ثم أتانا عُمَر بْن الْخَطَّابِ فِي عشرين راكبًا، ثم هاجر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقدم علينا مَعَ أبي بكر. وقتل مصعب بْن عمير يوم أحد شهيدًا، قتله ابْن قميئة الليثي فِيمَا قَالَ ابْن إسحاق، وَهُوَ يومئذ ابْن أربعين سنة أَوْ أزيد شيئا. ويقال: إن فيه نزلت وفي أصحابه يومئذ: مِنَ الْمُؤْمِنِينَ: رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا الله عَلَيْهِ ... 33: 23. الآية أسلم. بعد دخول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دار الأرقم.

ذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قال: كان مصعب بن عُمَيْرٍ فَتَى مَكَّةَ شَبَابًا وَجَمَالا وَتَيْهًا، وَكَانَ أَبَوَاهُ يُحِبَّانِهِ، وَكَانَتْ أُمُّهُ تَكْسُوهُ أَحْسَنَ مَا يَكُونُ مِنَ الثِّيَابِ، وَكَانَ أَعْطَرَ أَهْلِ مَكَّةَ، يَلْبَسُ الْحَضْرَمِيَّ مِنَ النِّعَالِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُهُ وَيَقُولُ: مَا رَأَيْتُ بِمَكَّةَ أَحْسَنَ لِمَّةً، وَلا أَرَقَّ حُلَّةً، وَلا أَنْعَمَ نِعْمَةً مِنْ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ. فَبَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو إِلَى الإِسْلامِ فِي دَارِ الأَرْقَمِ فَدَخَلَ، فَأَسْلَمَ، وَكَتَمَ إِسْلامَهُ خَوْفًا مِنْ أُمِّهِ وَقَوْمِهِ، فَكَانَ يَخْتَلِفُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِرًّا، فَبَصُرَ بِهِ عُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ يُصَلِّي، فَأَخْبَرَ بِهِ قَوْمَهُ وَأُمَّهُ، فأخذوه فحبسوه، فَلَمْ يَزَلْ مَحْبُوسًا إِلَى أَنْ خَرَجَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ.
أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ [قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ  بْنُ بُكَيْرٍ  التَّمَّارُ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ. عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ خَبَّابٍ، قَالَ: قُتِلَ مُصْعَبُ بْنُ عمير يوم أحد، ولم يكن لَهُ إِلا نَمِرَةٌ، كُنَّا إِذَا غَطَّيْنَا [بِهَا رَأْسَهُ خَرَجَتْ رِجْلاهُ، وَإِذَا غَطَّيْنَا] رِجْلَيْهِ خَرَجَ رَأْسُهُ، فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: غَطُّوا بِهَا رَأْسَهُ، وَاجْعَلُوا عَلَى رِجْلَيْهِ مِنَ الإِذْخَرِ. ولم يختلف أهل السير أن راية رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم بدر ويوم أحد كانت بيد مصعب بْن عمير، فلما قتل يوم أحد أخذها عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ. كناه الهيثم بن عدي أبا عبد الله.

الاستيعاب في معرفة الأصحاب - أبو عمر يوسف بن عبد الله ابن عاصم النمري القرطبي.

 

 

مصعب بن عمير: بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصيّ بن كلاب العبدري.
أحد السابقين إلى الإسلام، يكنى أبا عبد اللَّه. قال أبو عمر: أسلم قديما والنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم في دار الأرقم، وكتم إسلامه خوفا من أمه وقومه، فعلمه عثمان بن طلحة، فأعلم أهله فأوثقوه، فلم يزل محبوسا إلى أن هرب مع من هاجر إلى الحبشة، ثم رجع إلى مكة فهاجر إلى المدينة وشهد بدرا، ثم شهد أحدا ومعه اللواء فاستشهد.
وذكر محمّد بن إسحاق، عن صالح بن كيسان، عن بعض آل سعد، عن ابن أبي وقاص، قال: كان مصعب بن عمير أنعم غلام بمكة وأجوده خلة مع أبويه.
وأخرج التّرمذيّ بسند فيه ضعف عن علي، قال: رأى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم مصعب بن عمير، فبكى للذي كان فيه من النعمة، ولما صار إليه.
وفي الصحيح عن حبان أن مصعبا لم يترك إلا ثوبا، فكان إذا غطوا رأسه خرجت رجلاه، وإذا غطوا رجليه خرج رأسه، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «اجعلوا على رجله شيئا من الإذخر» .
وقال ابن إسحاق في المغازي، عن يزيد بن أبي حبيب: لما انصرف الناس عن العقبة بعث النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم معهم مصعب بن عمير يفقههم، وكان مصعب هاجر إلى الحبشة الهجرة الأولى، ثم رجع إلى مكّة، ثم هاجر إلى المدينة.
وفي صحيح البخاريّ، عن البراء: أول من قدم علينا مصعب بن عمير وابن أم مكتوم ... الحديث، وزاد أبو داود من هذا الوجه في الهجرة الأولى.
الإصابة في تمييز الصحابة - أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني.

 

 

مصعب بن عمير
مصعب بْن عمير بْن هاشم بْن عبد مناف بْن عبد الدار بْن قصي بْن كلاب بْن مرة القرشي العبدري، يكنى أبا عَبْد اللَّهِ.
كَانَ من فضلاء الصحابة وخيارهم، ومن السابقين إِلَى الإسلام، أسلم ورسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دار الأرقم، وكتم إسلامه خوفا من أمه وقومه، وَكَانَ يختلف إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سرا، فبصر بِهِ عثمان بْن طلحة العبدري يصلي، فأعلم أهله وأمه، فأخذوه فحبسوه، فلم يزل محبوسا إِلَى أن هاجر إِلَى أرض الحبشة، وعاد من الحبشة إِلَى مكة، ثُمَّ هاجر إِلَى المدينة بعد العقبة الأولى ليعلم الناس القرآن، ويصلي بهم.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بِإِسْنَادِهِ، إِلَى يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عن ابْنِ إِسْحَاقَ، عن يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، قَالَ: " لَمَّا انْصَرَفَ الْقَوْمُ عن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْنِي لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ الأُولَى، بَعَثَ مَعَهُمْ مُصْعَبَ بْنَ عُمَيْرٍ "
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَحَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ: أَنَّ كَانَ يُصَلِّي بِهِمْ، وَذَلِكَ أَنَّ الأَوْسَ وَالْخَزْرَجَ كَرِهَ بَعْضُهُمْ أَنْ يَؤُمَّهُ بَعْضٌ
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَحَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنِ مُعَيْقِيبٍ، قَالا: " بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُصْعَبَ بْنَ عُمَيْرٍ مَعَ النَّفَرِ الِاثْنَيْ عَشْرَةَ الَّذِينَ بَايَعُوهُ فِي الْعَقَبَةِ الأُولَى، يُفَقِّهُ أَهْلَهَا وَيُقْرِئُهُمُ الْقُرْآنَ " فكان منزله عَلَى أسعد بْن زرارة، وَكَانَ إنما يسمى بالمدينة المقرئ، يقال: إنه أول من جمع الجمعة بالمدينة، وأسلم عَلَى يده أسيد بْن حضير، وسعد بْن معاذ، وكفى بذلك فخرا وأثرا فِي الإسلام.
قَالَ البراء بْن عازب: أول من قدم علينا من المهاجرين: مصعب بْن عمير، أخو بني عبد الدار، ثُمَّ أتانا بعده عَمْرو بْن أم مكتوم، ثُمَّ أتانا بعده عمار بْن ياسر، وسعد بْن أَبِي وقاص، وعبد اللَّه بْن مسعود، وبلال، ثُمَّ أتانا عمر بْن الخطاب.
وشهد مصعب بدرا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشهد أحدا ومعه لواء رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقتل بأحد شهيدا، قتله ابن قمئة الليثي فِي قول ابن إِسْحَاق.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ بِإِسْنَادِهِ، عن يُونُسَ، عن ابْنِ إِسْحَاقَ، فِيمَنِ اسْتُشْهِدَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ: مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ هَاشِمٍ، قَتَلَهُ ابْنُ قَمِئَةَ اللَّيْثِيُّ
قيل: كَانَ عمره يَوْم قتل أربعين سنة، أو أكثر قليلا، ويقال: فِيهِ نزلت وَفِي أصحابه {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} .. الآية.
وروى مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عن صالح بْن كيسان، عن بعض آل سعد، عن سعد بْن أَبِي وقاص، قَالَ: " كنا قوما يصيبنا ظلف العيش بمكة مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلما أصابنا البلاء اعترفنا، ومررنا عَلَيْهِ فصبرنا، وَكَانَ مصعب بْن عمير أنعم غلام بمكة، وأجوده حلة مع أبويه، ثُمَّ لقد رأيته جهد فِي الإسلام جهدا شديدا، حَتَّى لقد رأيت جلده يتحشف كما يتحشف جلد الحية ".
وقال الواقدي: كَانَ مصعب بْن عمير فتى مكة شبابا وجمالا وسبيبا، وَكَانَ أبواه يحبانه "، وكانت أمه تكسوه أحسن ما يكون من الثياب، وَكَانَ أعطر أهل مكة، وَكَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يذكره ويقول: " ما رأيت بمكة أحسن لمة، ولا أنعم نعمة من مصعب بْن عمير ".
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ، وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِمْ، عن مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، حدثنا هَنَّادٌ، حدثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ زِيَادٍ، عن مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: إِنَّا لَجُلُوسٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ، وَمَا عَلَيْهِ إِلا بُرْدَةٌ لَهُ مَرْقُوعَةٌ بِفَرْوٍ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَكَى لِلَّذِي كَانَ فِيهِ مِنَ النِّعْمَةِ، وَالَّذِي هُوَ فِيهِ الْيَوْمَ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَيْفَ بِكُمْ إِذَا غَدَا أَحَدُكُمْ فِي حُلَّةٍ وَرَاحَ فِي حُلَّةٍ، وَوُضِعَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ صَحْفَةٌ، وَرُفِعَتْ أُخْرَى، وَسَتَرْتُمْ بُيُوتَكُمْ كَمَا تُسْتَرُ الْكَعْبَةُ؟ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَحْنُ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مِنَّا الْيَوْمَ، نَتَفَرَّغُ لِلْعِبَادَةِ وَنُكْفَى الْمُؤْنَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْتُمُ الْيَوْمَ خَيْرٌ مِنْكُمْ يَوْمَئِذٍ "
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، حدثنا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، حدثنا أَبُو أَحْمَدَ، حدثنا سُفْيَانُ، عن الأَعْمَشِ، عن أَبِي وَائِلٍ، عن خَبَّابٍ، قَالَ: هَاجَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبْتَغِي وَجْهَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَوَقَعَ أَجْرُنَا عَلَى اللَّهِ، فَمِنَّا مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَأْكُلْ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئًا، وَمِنَّا مَنْ أَيْنَعَتْ لَهُ ثَمَرَتُهُ فَهُوَ يَهْدِبُهَا، وَإِنَّ مُصْعَبَ بْنَ عُمَيْرٍ مَاتَ وَلَمْ يَتْرُكْ إِلا ثَوْبًا، كَانَ إِذَا غَطُّوا رَأْسَهُ خَرَجَتْ رِجْلاهُ، وَإِذَا غَطُّوا بِهِ رِجْلَيْهِ خَرَجَ رَأْسُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " غَطُّوا رَأْسَهُ، وَاجْعَلُوا عَلَى رِجَلْيِه الإِذْخِرَ "
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الْحَافِظُ كِتَابَةً، حدثنا أَبِي، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، حدثنا أَبُو الْحُسَيْنِ ابْنُ أَبِي مُوسَى، حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سُفْيَانَ، حدثنا سَعِيدُ بْنُ رَحْمَةَ، قَالَ: سمعت ابْنَ الْمُبَارَكِ، عن وَهْبِ بْنِ مَطَرٍ، عن عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: وَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مُصْعَبِ ابْنِ عُمَيْرٍ وَهُوَ مُنْجَعِفٌ عَلَى وَجْهِهِ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا، وَكَانَ صَاحِبَ لِوَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا} ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ يَشْهَدُ عَلَيْكُمْ أَنَّكُمْ شُهَدَاءُ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ، ائْتُوهُمْ فَزُورُوهُمْ، وَسَلِّمُوا عَلَيْهِمْ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لا يُسَلِّمُ عَلَيْهِمْ أَحَدٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِلا رَدُّوا عَلَيْهِ السَّلامَ ".
وَلَمْ يُعْقَبْ مُصْعَبٌ إِلا مِنَ ابْنَتِهِ زَيْنَبَ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ

أسد الغابة في معرفة الصحابة - عز الدين ابن الأثير.

 

 

مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف، القرشي، من بني عبد الدار:
صحابي، شجاع، من السابقين إلى الإسلام. أسلم في مكة وكتم إسلامه، فعلم به أهله، فأوثقوه وحبسوه، فهرب مع من هاجر إلى الحبشة، ثم رجع إلى مكة. وهاجر إلى المدينة، فكان أول من جمع الجمعة فيها، وعرف فيها بالمقرئ، وأسلم على يده أسيد بن حضير وسعد ابن معاذ. وشهد بدرا. وحمل اللواء يوم أحد، فاستشهد. وكان في الجاهلية فتى مكة، شبابا وجمالا ونعمة، ولما ظهر الإسلام زهد بالنعيم. وكان يلقب (مصعب الخير) ويقال: فيه وفي أصحابه نزلت الآية (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) .

-الاعلام للزركلي-