عبد العزيز بن أحمد بن سعيد الدميري الديريني

تاريخ الولادة613 هـ
تاريخ الوفاة694 هـ
العمر81 سنة
مكان الوفاةمصر - مصر
أماكن الإقامة
  • مصر - مصر

نبذة

عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن سعيد الدَّمِيرِيّ الديريني. الشَّيْخ الزَّاهِد الْقدْوَة الْعَارِف صَاحب الْأَحْوَال والكرامات والمصنفات وَالنّظم الْكثير نظم التَّنْبِيه وَالْوَجِيز وغريب الْقُرْآن وَغير ذَلِك وَله تَفْسِير فِي مجلدين منظوم. قَالَ شَيخنَا أَبُو حَيَّان كَانَ متقشفا مخشوشنا يتبرك بِهِ النَّاس انْتهى.

الترجمة

عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن سعيد الدَّمِيرِيّ الديريني
الشَّيْخ الزَّاهِد الْقدْوَة الْعَارِف صَاحب الْأَحْوَال والكرامات والمصنفات وَالنّظم الْكثير نظم التَّنْبِيه وَالْوَجِيز وغريب الْقُرْآن وَغير ذَلِك وَله تَفْسِير فِي مجلدين منظوم
قَالَ شَيخنَا أَبُو حَيَّان كَانَ متقشفا مخشوشنا يتبرك بِهِ النَّاس انْتهى
وَكَانَ الشَّيْخ عبد الْعَزِيز مترددا فِي الرِّيف والنواحي من ديار مصر لَيْسَ لَهُ مُسْتَقر
مولده سنة اثْنَتَيْ عشرَة أَو ثَلَاث عشرَة وسِتمِائَة وَتُوفِّي سنة أَربع وَتِسْعين وسِتمِائَة
وَكَانَ سليم الْبَاطِن حسن الْأَخْلَاق حُكيَ أَنه دخل إِلَى الْمحلة الغربية فِي بعض أَسْفَاره وَعَلِيهِ عِمَامَة متغيرة اللَّوْن فظنها بعض من رَآهُ زرقاء فَقَالَ قل أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله فَقَالَهَا فَنزع الْعمة من رَأسه وَقَالَ لَهُ اذْهَبْ إِلَى القَاضِي لتسلم على يَدَيْهِ فَمضى مَعَه وتبعهم صبيان وَخلق كثير على عَادَة من يسلم فَلَمَّا نظره القَاضِي عرفه فَقَالَ لَهُ مَا هَذَا يَا سَيِّدي الشَّيْخ قَالَ قيل لي قل الشَّهَادَتَيْنِ فقلتهما فَقيل امْضِ مَعنا إِلَى القَاضِي لتنطق بهما بَين يَدَيْهِ فَجئْت وَله كتاب طَهَارَة الْقُلُوب فِي ذكر علام الغيوب كتاب حسن فِي التصوف وَكَانَ يعرف علم الْكَلَام على مَذْهَب الْأَشْعَرِيّ وَمن كَلَامه فِي طَهَارَة الْقُلُوب إلهي عرفتنا بربوبيتك وغرقتنا فِي بحار نِعْمَتك ودعوتنا إِلَى دَار قدسك ونعمتنا بذكرك وأنسك
إلهي إِن ظلمَة ظلمنَا لأنفسنا قد عَمت وبحار الْغَفْلَة على قُلُوبنَا قد طمت فالعجز شَامِل والحصر حَاصِل وَالتَّسْلِيم أسلم وَأَنت بِالْحَال أعلم
إلهي مَا عصيناك جهلا بعقابك وَلَا تعرضا لعذابك وَلَكِن سَوَّلت لنا نفوسنا وأعانتنا شِقْوَتنَا وغرنا سترك علينا وأطمعنا فِي عفوك برك بِنَا فَالْآن من عذابك من يستنقذنا وبحبل من نعتصم إِن قطعت حبلك عَنَّا واخجلتنا من الْوُقُوف غَدا بَين يَديك وَا فضيحتنا إِذا عرضت أَعمالنَا القبيحة عَلَيْك
اللَّهُمَّ اغْفِر مَا علمت وَلَا تهتك مَا سترت
إلهي إِن كُنَّا عصيناك بِجَهْل فقد دعوناك بعقل حَيْثُ علمنَا أَن لنا رَبًّا يغْفر الذُّنُوب وَلَا يُبَالِي
وَله مُنَاجَاة حَسَنَة
وَمن شعره
(اقتصد فِي كل حَال ... واجتنب شحا وغرما)
(لَا تكن حلوا فتؤكل ... لَا وَلَا مرا فترمى)
وَمِنْه وَكنت أسمع الْحَافِظ تَقِيّ الدّين أَبَا الْفَتْح السُّبْكِيّ ابْن الْعم رَحمَه الله ينشده وَأَحْسبهُ روى لنا عَن جده عَم أبي الشَّيْخ صدر الدّين يحيى السُّبْكِيّ عَنهُ
(الله رَبِّي وحسبي ... الله أَرْجُو وَأحمد)
(وشافعي يَوْم حشري ... خير الْخَلَائق أَحْمد)
(صلى عَلَيْهِ إلهي ... أوفى صَلَاة وَأحمد)
(وَمَالك والحنيفي ... وَالشَّافِعِيّ وَأحمد)
(وسيدي ابْن الرِّفَاعِي ... قطب الْحَقِيقَة أَحْمد)
(هَذَا مقَال الدَّمِيرِيّ ... عبد الْعَزِيز بن أَحْمد)
وَمن شعره
(إِذا مَا مَاتَ ذُو علم وتقوى ... فقد ثلمت من الْإِسْلَام ثلمه)
(وَمَوْت الْعَادِل الْملك المرجى ... حَكِيم الْحق منقصة ووصمه)
(وَمَوْت الصَّالح المرضي نقص ... فَفِي مرآه لِلْإِسْلَامِ نسمه)
(وَمَوْت الْفَارِس الضرغام ضعف ... فكم شهِدت لَهُ فِي النَّصْر عزمه)
(وَمَوْت فَتى كثير الْجُود مَحل ... فَإِن بَقَاءَهُ خصب ونعمه)
(فحسبك خَمْسَة تبْكي عَلَيْهِم ... وَمَوْت الْغَيْر تَخْفيف ورحمه)
وَمِنْه تخميس أَبْيَات التهامي
(سلم أمورك للحكيم الْبَارِي ... تسلم من الأوصاب والأوزار)
(وَانْظُر إِلَى الأخطار فِي الأقطار ... حكم الْمَشِيئَة فِي الْبَريَّة جَار)
(مَا هَذِه الدُّنْيَا بدار قَرَار ... )
(لذات دُنْيَانَا كأحلام الْكرَى ... وبلوغ غايتها حَدِيث مفترى)
(وسرورها بشرورها قد كدرا ... بَينا يرى الْإِنْسَان فِيهَا مخبرا)
(ألفيته خَبرا من الْأَخْبَار ... )
(ازهد فَكل الراغبين عبيدها ... والزاهد الحبر التقي سعيدها)
(وَلَقَد تشابه وعدها ووعيدها ... طبعت على كدر وَأَنت تريدها)
(صفوا من الأقذار والأكدار ... )
(لَا تغترر بوميضها وخداعها ... فوراء مبسمها نيوب سباعها)
(إِذْ لم تعرف فترها من بَاعهَا ... ومكلف الْأَيَّام ضد طباعها)
(متطلب فِي المَاء جذوة نَار ... )
(لَا ترج من حَرْب المطالب مغنما ... ولربما جر التخيل مغرما)
(وَإِذا رضيت الحكم عِشْت مكرما ... وَإِذا رَجَوْت المستحيل فَإِنَّمَا)
(تبني الرَّجَاء على شَفير هار ... )
(الدَّهْر يمْضِي والحوادث جمة ... والرفق هَين والتكالب لَحْظَة)
(وَالصَّبْر لين والتسخط غلظة ... والعيش نوم والمنية يقظة)
(والمرء بَينهمَا خيال سَار ... )
(أعماركم تمْضِي بسوف وَرُبمَا ... لَا تغنمون سوى عَسى ولعلما)
(هم المسوف كالتعلق بالسما ... أيامكم تمْضِي عجالا إِنَّمَا)
(أعماركم سفر من الْأَسْفَار ... )
(وترقبوا قرب الرحيل وحاذروا ... فَوت المرام فللورود مصَادر)
(ودعوا التعلل والفتور وَصَابِرُوا ... وتراكضوا خيل الشَّبَاب وَبَادرُوا)
(أَن تسترد فَإِنَّهُنَّ عوار ... )
(طمس الزَّمَان معاهدا ومعالما ... ومحا بغيهبه البهيم مكارما)
(وأذال مَا بَين الْأَنَام مراحما ... لَيْسَ الزَّمَان وَإِن حرصت مسالما)
(خلق الزَّمَان عَدَاوَة الْأَحْرَار ... )
وَمن شعره فِي المثلث مربع
(أراعي النبت من أَب وَحب ... وَأشْهد فِي الْوُجُود جمال حب)
(وأذهل سكرة من فرط حب ... وَكم أهْدى النسيم إِلَيّ عطرا)
(بقاعهم سقيت غزير قطر ... وَلَا سقيت عداتك غير قطر)
(لقد أهْدى نسيمك كل قطر ... فَبَثَّ مَسَرَّة وأزال عذرا)
(تجافاني الْكرَى لما جفاني ... كَأَن بالكرا أحزان عانى)
الْإِسْلَام تَقِيّ الدّين بن دَقِيق الْعِيد عَنهُ قَالَ أَبُو الْحسن بن الجميزي ألبسني شَيْخي ابْن أبي عصرون الطيلسان وشرفني بِهِ على الأقران وَكتب لي لما ثَبت عِنْدِي علم الْوَلَد الْفَقِيه الإِمَام بهاء الدّين أبي الْحسن عَليّ بن أبي الْفَضَائِل وَفقه الله وَدينه وعدالته رَأَيْت تَمْيِيزه من بَين أَبنَاء جنسه وتشريفه بالطيلسان وَالله يرزقنا الْقيام بِحقِّهِ وَكتبه عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي عصرون
وَكَانَ قد قَرَأَ على ابْن أبي عصرون الْقرَاءَات الْعشْر بِمَا تضمنه كتاب الإيجاز لأبي يَاسر مُحَمَّد بن عَليّ الْمُقْرِئ الحمامي قَالَ شَيخنَا الذَّهَبِيّ وَهُوَ آخر تلامذة أبي سعد فِي الدُّنْيَا وَالْعجب من الْقُرَّاء كَيفَ لم يزدحموا عَلَيْهِ وَلَا تنافسوا فِي الْأَخْذ عَنهُ فَإِنَّهُ كَانَ أَعلَى إِسْنَادًا من كل أحد فِي زَمَانه
توفّي فِي يَوْم الْخَمِيس رَابِع عشري ذِي الْحجَّة سنة تسع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة بِمصْر وَقد كمل التسعين
قَالَ ابْن القليوبي حضرت دَفنه وَكَانَ مشهدا عَظِيما قل أَن شهد مثله وَكَانَ هُنَاكَ قَارِئ يعرف بِابْن أبي البركات حسن الصَّوْت جيد الْقِرَاءَة فَقَرَأَ عِنْد قبر الْفَقِيه بهاء الدّين بعد تَسْوِيَة التُّرَاب عَلَيْهِ {إِن هُوَ إِلَّا عبد أنعمنا عَلَيْهِ} الْآيَات الَّتِي فِي سُورَة الزخرف وَقَرَأَ بالشاذ فِي قَوْله {وَإنَّهُ لعلم للساعة} بِفَتْح الْعين
(أردد كالكرى بَين الْمعَانِي ... حَلِيف الشوق لَا يحتال فكرا)
(ثملت وَمَا مدامي غير ظلم ... وجوب البيد مختلطا بظُلْم)
(لَئِن حكمت عواذلنا بظُلْم ... لقد جَاءُوا بِمَا أبدوه نكرا)
(جراح فِي الْفُؤَاد كلذع مِنْهُ ... وأنفاس الرِّجَال أحل مِنْهُ)
(وَمَا أبقى الْهوى للصب مِنْهُ ... لقد تلفت بِهِ العشاق طرا)
(حَدِيثك فِي اللها والسمع أحلى ... فَخفف فِي اللهى مَا الهجر سهلا)
(فعادتك اللهى والجود هلا ... وعادتي الثَّنَاء عَلَيْك شكرا)
(خلوت مَعَ الرشا من بَين أَهلِي ... وَقد وصل الرشا مِنْهُ بحبلي)
(وَمَا قبل الرشا فِي ترك وَصلي ... وَلَقي من أَتَى باللوم هجرا)
(دَعونِي إِنَّنِي بِعْت العقارا ... وراقبت المحبين العقارا)
(وَبِي سكر وَلم أشْرب عقارا ... وعاينت الْهوى خَبرا وخبرا)
(ذَروا من شَأْنه نشر الزّجاج ... وجافى بالصوارم والزجاج)
(وَلم يحْتَج إِلَى بنت الزّجاج ... وَلم يبعد عَن العزمات حذرا)
وَاللَّام فوَاللَّه لكأن الْآيَات نزلت فِيهِ لما مثله النَّاس من أَن موت الْعلمَاء من أَعْلَام السَّاعَة وأشراطها ثمَّ قَالَ عقب ذَلِك أَخْبرنِي شَيْخي وسيدي سَاكن هَذَا الضريح إِلَى آخر مَا ذكره من نعوته وَسَنَده الْمُتَّصِل برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ إِن الله لَا ينْزع الْعلم انتزاعا وَإِنَّمَا يَنْزعهُ بِقَبض الْعلمَاء الحَدِيث بِطُولِهِ فَكَانَ من الْبكاء والنحيب الْكثير أَمر غَرِيب انْتهى
طبقات الشافعية الكبرى - تاج الدين السبكي

 


عبد العزيز بن أحمد بن سعيد الدميري الديريني، الشيخ الزاهد القدوة العارف صاحب الأحوال والكرامات والمصنفات والنظم، والديريني نسبة إلى ديرين بلدة بالديار المصرية، ولد سنة : 612ه، سمع من : العز بن عبدالسلام، وأبا الفتح ابن أبي الغنائم ،وغيرهما، له من المصنفات : طهارة القلوب، والتيسير في علم التفسير، وغيرهما، من اقواله في طهارة القلوب : إلهي عرفتنا بربوبيتك وغرقتنا في بحار نعمتك ودعوتنا إلى دار قدسك ونعمتنا بذكرك وأنسك، قال أبي حيان عنه : كـان متقشفاً مخشـوشناً يتبرك به الناس . توفي سنة 694 هـ . ينظر : طبقات الشافعية للسبكي : 8/98، وطبقات الشافعية لابن قاضي شبهة : 2/181 .

 


عبد العزيز بن أحمد بن سعيد الدميري المعروف بالديريني:
فقيه شافعيّ من الزهاد. نسبته إلى " ديرين " في غربية مصر. وقبره بها.
من كتبه " التيسير في علم التفسير - ط " أرجوزة تزيد على 3000 بيت، و " الدرر الملتقطة في المسائل المختلطة - خ " و " طهارة القلوب، والخضوع لعلام الغيوب - ط " تصوف، و " إرشاد الحيارى - ط " .
-الاعلام للزركلي-

 


عبد العزيز الديريني 612 - 697 للهجرة
عبد العزيز بن احمد بن سعيد، الديريني، الزاهد القدوة، ذو إلاحوال المذكورة والكرامات المشهورة، والمصنفات الكثيرة، والنظم الشائع.
وكان مقامه الريف، والناس يقصدونه للتبرك مات سنة سبع وتسعين وستمائة، وقد أوضحت ترجمته في " طبقات الفقهاء ".
القصيدة اللامية للديريني
وقد ذكر الشيخ عبد العزيز الديريني،
قصيدة له لامية، فبدا بها بحمد الله سبحانه وتعالى ثم بالسلام والصلاة على النبي، صلى الله عليه وسلم، والصحابة - وخص منهم الأربعة - ثم قال:
والتبعين وشيخنا البصري قدوتنا ... الأمام الفاضل الَحَسنِ الوَلِي
وحبيب العَجَميَّ، هو ابْن محمد ... مِنْ بَعده في الصدق صافي المنهل
من بعده داوود الطائِيّ له ... من ورده صافي الشراب السلسل
من بعده معروف الكَرْخِيّ لم ... يجنح لنيل العاجل المُسْتَوْبل
وَسِرىْ السُّقَطِيُّ ذو زهدٍ ... وأحوال وصدق توكُّل
خالُ الجُنَيْد وشيخُه كانا إلى ... الخيرات سبقاً كالَّسِرى الجدول
ثم الفتى الشبَّلْي في أحواله ... الصادقُ الساري كمثل المعقلِ
من بعده مُمْلىِ هو العجميُّ ذو ... قلب من التحقيق والتقوى مَلِي
من بعده الشيخ الزكيُّ المرتَضَي ... أستاذنا ذو الهمة العليا " عَلِي "
من بعده فاذكر ابا الفضل الذي ... في جِده عن عزمه لا يأتلي
من بعده ايضاً على الواسطي ... العلم العاري بقلب مقبل
من بعده المنصورُ، والمنصور ذو عزم ... وجد دون حظ مُشْغِل
والشيخ احمدُ سيدي ذو الهمة ... العلياه والتحقيق والفضل الجلي
ابنُ الرفاعيَّ، الذي رفعت له ... أعلامُ صدق من بُزاة الموصل
قد كان يسمو همةً ومعارفاً ... أنفاسُه فوق السماك الأعزل
شيخي أبي الفتح الولي الواسطي ... منه إلى أهل الرواق توصلي
تلميذُ احمد، سيدي أنفاسه ... عنه شفاها دون حجب فيصل
بايعته عُمراً على شرط الوفا ... عقدا على التحقيق غير مبدَّل
وقطعتُ في أيامه زمنَ الصبا ... حتى قضى على موثقه ولى
فانا الفقير الأصغر الراجي الذي ... ما زالت ذا فقد حليف تطفل
والسادة البرار من أصحابه ... في حبهم قد صح عقد توسلي
والشيخ عبد الله في بلتاج كالعذب ... الروي لقلب كل مؤمل
قد كان أوحد عصره، فتراه ما ... بين الأنام وسره في معزل
وبها أبي الحسن الولي، رفيقُه ... وأنيسُه في تُرْبه والمنزل
ثم القليبي القلب المرتضي ... عبد السلام كوابل مسترسل
ذو همة عُمَرية، ومحافل ... في الخير، كم به من محقل
والشيخ ضرغام المسيريّ الذي ... قد كان كالضرغام بين الجحفل
والشيخ بِهْرام الأمامُ الخيرْ، لم ... يركن إلى حفظ دني مُشغِل
واذكر سراج الدين عبد الله في ... أخلاقه وعلومه كالمهل
شيخاي أستاذاي، ولا أنساهما ... أبداً، ولا اسلوا وان لام الخَلىِ
إن الرفاعِيَّين أصحاب الوفا ... والجود للعافي المِلمَّ المرْمِلِ
كم فيهمُ من عارفٍ ذي همةٍ ... أو صادق عن عزمه لم يَفْشَلِ
لا انتهى، لاأنثنى عن حُبَّههم ... كِرَّرْ مَلامي ياعذولي، واعذِلِ
أنا أحمدي، أنا أحمدي من أَوجَهٍ ... في ذكر احمدَ كُلَّ معنى أجْتَلىِ
أعلى المعالي لنبي المصطفى ... الهاشمي، الشافع المُتَقَبَّلِ
خير البرايا، الصادق المختا ... ر والمبعوث والمنعوت بالمَّزَّمل
صلى عليه الله ما أحيا المحيا ... كوروده ساحات روض ممحِلِ
يا عالم التفصيل! لطفا شاملا ... أنت الخير بسر لفظ مُجْمَلِ
مالي) سوى (حسن الرجاء عقيدتي ... ظَنٌّ جميل بالكريم المُجْمِلِ
الأرجوزة الوجيزة للديريني
وله قصيدة أخرى ذكر فيها اكثر من هذه وها هي:
الله أرجو وليس غير الله ... الله حسب الطالب إلاواه
ثم الصلاة والسلام ... على النبي سيد النام
محمد خاتم رسل المولى ... فأنه بالمؤمنيين اولى
وآله وصحبه وعترته ... وكل من تابعه من أمته
وهذه أرجوزة وجيزة ... ضمَّنتُها المقاصد العزيزة
بذكر مَنْ بالعلم والصلاحْ ... بدا عليه عالمٌ ولاحْ
ممن صحبت لرجاء النفعِ ... ولاجتماع الشمل يوم الجمعِ
مشايخ أئمة أبرار ... وأخوة أحبة أخيار
منهم سراج الدين عبد اللهِ ... كنا بفضل علمه نباهي
صحبته سبع سنين أوَّلا ... وكنت في خدمته مفضلا
عني من الله علىَّ فضلا ... ما كنت في القدر لذاك أهلا
وكان بحراً في علوم النظرِ ... والفقه والتحرير ذا تحرى
والشيخ تاج الدين بن بهرام البدل ... كان إمامي في العلوم والعمل
أوصافه في فضله مأثورة ... وكم له من كرامة مشهورة
صحبته خمساً وعشرين سنة ... حتى قطعت من زماني أحسنه
والشيخ زين الدين بالمحلة ... أعنى أبا بكر، فما أجلَّه
وعلمه وزهده معروفُ ... وشكره بين الورى موصوفُ
قد نلت منه دعوة مجابة ... وصحبه لي معها قرابة
والشيخ مجد الدين ذو الفنون ... هو ابن عبد الصمد إلامينِ
محمد المنتسب الأنصاري ... كالبحر في معرفة الأثار
رويت عنه كل ما يرويه ... من سائر العلوم أو يليه
وشيخنا عبد الوهاب بن خلف ... كان شبيهاً في السلوك بالسلف
له علوم جمَّة وزهدُ ... وخشية وورع وقصدُ
وقد صحبت الشرف بن تغلبِ ... ونلت منة جدواه أي مطلبِ
أفادني في مدة قليلة ... فوائد عظيمة جليلة
والشيخ عز الدين تاج العلما ... بدر الزمان إذا قام العلما
لاحت لنا من نحوه المسرة ... طوبى لعين نظرته مره
والعالم الصالح إبراهيم ... بن وليد، فضله عميم
عاش سليماً في جميع الرزقِ ... مستغنياً بالله، لا بالخلقِ
ذو الخُلق المستحسن الرضىَّ ... والمنظر المستعظم البهيَّ
عَّمر في نزاهة وطاعهْ ... وعفه تتبعُها قناعةْ
وحج عامين ثم زار المصطفى ... ثم الخليل، ذو العهود والوفا
فمات عندما أتى الخليلا ... فحاز ثم مغنماً جِليلا
والشيخ إسماعيل من قُطورِ ... راوي شفاء غُلَّة الصدور
وقد صحبت العالم الصفراوي ... ثم الذكي العالم النشاوي
كذا البرهان بالمحلةْ ... وبعد داود رقي محلة
كذا الأمام طاهر المحَّلى ... خطيب مصر الظاهر المجَلَّى
وصهره المجد، هو الأخميني ... المرتَضى، ذو المنهج القويم
وشيخه جبريل من أخيم ... لقيُته بمصر للتسليم
فهؤلاء كلهم أبرار ... أئمة لديننا أخيار
أعطاهم العلم فهم في ستر ... فالنجم لا يظهر وقت الظهر
لأن نور علمهم كالشمس ... وزدهدهم مستتر في طَمْس
وفضلهم يغني الورى عن شاهدِ ... وليس يخفيه سوى معانِدِ
وإنما يحتاج للكرامةْ ... من لم يكن لفضله علامة
وها أنا ذا أذكر أهل المعرفة ... ذي الصدق والدلائل المشرفة
لأنهم عاشوا بأنس الرب ... سراً، وذاقوا من شراب الحب
فهم جلوس في نعيم الحضرة ... وجوههم في نضرة من نظرة
وكل من والاه رب العزة ... فهو الذي يعز من أعزَّه
وقد تعلقت بقطب العصر ... منهم فنحن في سناه نسرى
شيخ الأنام احمد الرفاعي ... حين أتانا من حِماه داعي
فنحن بين احمد وأحمدي ... وشيخنا القطب الشريف احمد
وشيخه وخاله منصورُ ... ثم على الواسطي المذكورُ
بعد ان فَضل، له فضلٌ جِلى ... بعد أن بازى، بالتقوى ملى
بعد الذكيُّ العجميُّ مُمْلِى ... بعدُ أبي بكر المسمى الشبليِ
بعدُ الجنيد العارف المشهور ... بعد سرى السقطي المشهورُ
وقبله معروف الكرخُّي ... وقبله دارد الطائي
بعدُ حبيب العجميُّ الولى ... بعدُ الأمام الحسن البَصريُّ
بعدُ الأمام المرتضى على ... بعدُ النبي المصطفى الأمىُّ
صلى عليه الله ما دار فلك ... ولازم التسبيح والذكر ملك
فهذه نسبتنا الشريفة ... أكرم بها من نسبة شريفة
وشيخنا الشيخ أبي الفتح الأسدْ ... لنا به إلى الرفاعي السندْ
له كرامات وفضل بادي ... كثرتها جلت عن التعدادِ
صحبته نحو ثلاث عشراً ... من السنين إذا وجدت السرا
وقد صحبت السادة الكبارا ... أصحابه المشايخ الأخيارا
الشيخ تاج الدين، والسراجا ... اثنان أيضاً مقامهم بلتاجا
الشيخ عبد الله ذو الأحوالِ ... والصدق حقاً والمقام العالي
وكان في رؤيته ولحظه ... ما يملأ القلوب قبل لفظه
فإن بدت ألفاظه الخفية ... فيالها من حالة سنية
وإن يدا بالنطق في الحقائق ... دقق حتى تعجم الدقائق
وإن سمعت لفظه في العلم ... جاء بفتح فاق أهل الفهم
صحبته نحو الثلاثين سنة ... كأنها من طيبها كانت سِنَهْ
ثم أخاه في السلوك والسكنْ ... ذا الهمة العليا الرضى أبا الحسن
ثم القليبي أبا المعالي ... عبد السلام الصادق الأحوال
ذا النفس الطاهر والمحافل ... في الخير كم أحيا بها من غافل
ثم أخاه البر إبراهيما ... كان محباً صادقاً كريماً
له مقام راسخ في الصدق ... في كل حال صادع بالحق
والشيخ ضرغام المسيري الرضى ... قد كان ضرغاماً وسيفاً منتضى
ثم أبا بكر، وقد تقدما ... ولم يزل في فضله مقدما
والعارف الدقاق ذو الوفاء ... والخلق المرضي والحياء
فهؤلاء أنجم دراري ... أنوارهم مضيئة للسارى
لم يبق في الستين والستمائة ... في الناس من أصحابه إلا فئة
قليلة قد غلبت كثيرة ... وأظهرت بين الأنام نوره
وإنني، لفعلتي، أقلهم ... وقد تقضى منهم أجلهم
وقد صحبت حسن الأنباري ... ذو الصدق والأحوال والأنوار
والزهد والعبارة الفصيحة ... والكشف والفراسة الصريحة
والنطق في الحكم والبيان ... نطق المراد العالم الرباني
قد نلت من صحبته مراماً ... في الخير نحو أربعين عاماً
كذا ابن عمه أبي علي ... ذو همه ومقصد جلى
عُبَيْد في ديصة ذو الفتوه ... والزهد والحياء والمروه
وقد صحبت شيخنا الدكالي ... يعقوب في عمر البقي الحالي
عشرين عاماً كان لي في رُؤيتهْ ... معنى ُلفيا البحرِ عند صَدْمتِهْ
قَبْضٌ وَوَجْدٌ بعده طَّراحُ ... وكان بِلتاَج الارتياحُ
والشيخ قاسم، الذي اجتهادُهْ ... مشهورٌ، وقد بدا لنا اجتهادُهْ
تلميذ يعقوب العظيم القدر ... قد كان في عمري لجبر الكسر
وقد صحبت العارِفَ الصَّدَّيقا ... عبد الرحيم، مشفقاً صَديقا
وكان ذا زهد وعلمٍ وعملْ ... صحيتُه عشرين عاماً في مَهَل
والشيخ يحيى الصالح السنيا ... والشيخ مرزوق الفتى البراسيا
والشيخ مرزوق الرضى الَّسكَّيُا ... ثم الصقلي قاسم الرِضيَّا
ثم كبيراً وأبا ماضي معاً ... خادم الرمل الذي ينْتَفِعا
ثم المليجي على الصادق ... ونجله التاج واثق
والعارف المحقق الدققا ... تسبيحه على الرجال فاقا
هو الولي المرتضى أبي الحسن ... أخلاقه تجلو عن القلب الحزين
قد صحبت الصادق الغرباوي ... فكان فوق ما يقول الراوي
وقد صحبت الأفطع المجاهداَ ... محمداً وقد كان فرداً واحداً
صحبته بالحرم الشريف ... ووصفه يجل عن تصنيفي
والشيخ نصر جاءنا بالقاهرة ... وقد بدأنا بكشوف ظاهرة
وبعدها رايته على الصفا ... حتى إذا أضمرت لقياه اختفى
وواحدا رايته بعرفة ... سوا إليها نظرة مختطفة
ونلت ما يفوق ظني ... ثم اختفى بلا حجاب عني
وثانية رايته في وقت ... مختلس الذكر بحسن صمت
حتى إذا أخبرتهم عنه احتجب ... فاعجب لأمر خارق ولا عجب
وكل شيخ نلت منه علماً ... أو أدباً، فهو إمامي حتما
وكل شيخ زرته للبركة ... فقد وجدت ريح تلك الحركة
وكل شيخ زرته للبركة ... فقد وجدت ريح تلك الحركة
وقد عدت منهُم جماعه ... اشتهروا بالفضل والبراعة
وما سلكت عن سواهم صداَّ ... ولم أصِق حَصْرَ جميع عدَّا
فأسأل الله لهم رضاهُ ... فإنه من ارتضى أرتضاهُ
وأن يحقق الذي قصدتُه ... بذكرهم في نيل ما أملته
وأن يميني على الأيمانِ ... فذاك رأس المال والأملنِ
وآن أن أذكر قوماً درجوا ... ومن مضيق شحهم قد خرجوا
قد كان لي بأُنْسِهم سُلْوانُ ... وما نسيت ذكرهم إذ بانوا
وقد بقيت بعدهم فريداً ... مخلفاً عن رفقتي وحيداً
أقطعُ الأوقاتَ بالرجاءِ ... لتَحضُر الوفاةُ بالوفاءِ
وفي الزمان منهم بقية ... قليلة صالحة مرضية
فقل لهم إذا أقاموا بعدنا ... يدعو لنا، فقد دعونا جهدنا
والحمد لله العظيم القادرِ ... المنعم البر الرحيم الغافر
ثم الصلاة والسلام السرمدي ... على النبي المصطفى محمدِ
ونسأل الله قبول المعذرة ... والعفو عنا وجميع المغفرة
طبقات الأولياء - لابن الملقن سراج الدين أبي حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري.