عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن خلف بن بدر العلامي
تاريخ الوفاة | 695 هـ |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
عبد الرَّحْمَن بن عبد الْوَهَّاب بن خلف بن بدر العلامي
قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين ابْن قَاضِي الْقُضَاة تَاج الدّين ابْن بنت الْأَعَز روى عَن الحافظين الْمُنْذِرِيّ والعطار
وَكتب عَنهُ الْحَافِظ الدمياطي وَشَيخنَا أَبُو حَيَّان
وَقَرَأَ الْأُصُول على الْقَرَافِيّ وتعليقة الْقَرَافِيّ على الْمُنْتَخب إِنَّمَا صنعها لأَجله
وَكَانَ فَقِيها نحويا أديبا دينا من أحسن الْقُضَاة سيرة جمع بَين الْقَضَاء والوزارة وَولى مشيخة الخانقاه وخطابة جَامع الْأَزْهَر وتدريس الشريفية وتدريس الشَّافِعِي والمشهد الْحُسَيْنِي بِالْقَاهِرَةِ
وَقد جرت لَهُ محنة حاصلها أَن ابْن السلعوس وَزِير السُّلْطَان الْملك الْأَشْرَف كَانَ يكرههُ فَعمل عَلَيْهِ وجهز من شهد عَلَيْهِ بالزور بِأُمُور عِظَام بِحَيْثُ وصل من بَعضهم أَنهم أحضروا شَابًّا حسن الصُّورَة واعترف على نَفسه بَين يَدي السُّلْطَان بِأَن القَاضِي لَاطَ بِهِ وأحضروا من شهد بِأَنَّهُ يحمل الزنار فِي وَسطه فَقَالَ القَاضِي أَيهَا السُّلْطَان كل مَا قَالُوهُ يُمكن لَكِن حمل الزنار لَا يعتمده النَّصَارَى تَعْظِيمًا وَلَو أمكنهم تَركه لتركوه فَكيف أحملهُ
وَكَانَ القَاضِي بَرِيئًا من ذَلِك بَعيدا عَنهُ من كل وَجه رجلا صَالحا لَا يشك فِيهِ وَآخر الْأَمر أَنه نزل مَاشِيا من القلعة إِلَى الْحَبْس وعزل وَخيف عَلَيْهِ أَن يُجهز الْوَزير من يقْتله فَنَامَ عِنْده تِلْكَ اللَّيْلَة شَيخنَا أَبُو حَيَّان ثمَّ أخرج من الْحَبْس أَقَامَ بالقرافة مُدَّة ثمَّ توجه إِلَى الْحجاز ومدح سيدنَا رَسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بقصيدة دالية مِنْهَا
(النَّاس بَين مرجز ومقصد ... ومطول فِي مدحه ومجود)
(ومخبر عَمَّن روى ومعبر ... عَمَّا رَآهُ من العلى والسؤدد)
وَمِنْهَا
(مَا فِي قوى الأذهان حصر صفاتك ... الْعليا وَمَالك من كريم المحتد)
(وتفاوت المداح فِيك بِقدر مَا ... بصروا بِهِ من نورك المتوقد)
وَسمعت من يَقُول إِن هَذَا القَاضِي كشف رَأسه ووقف بَين يَدي الْحُجْرَة الشَّرِيفَة النَّبَوِيَّة على ساكنها أفضل الصَّلَاة وَالسَّلَام واستغاث بِالنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأقسم عَلَيْهِ أَن لَا يصل إِلَى موطنه إِلَّا وَقد عَاد إِلَى منصبه فَلم يصل إِلَى الْقَاهِرَة إِلَّا وَالسُّلْطَان الْأَشْرَف قد قتل وَكَذَلِكَ وزيره فأعيد إِلَى الْقَضَاء وَوصل إِلَيْهِ الْخَبَر بِالْعودِ قبل وُصُوله إِلَى الْقَاهِرَة
أنشدنا من لَفظه الشَّيْخ الإِمَام الْوَالِد رَحمَه الله قَالَ أنشدنا شَيخنَا الْحَافِظ أَبُو مُحَمَّد الدمياطي قَالَ أنشدنا الشَّاب الْفَاضِل تَقِيّ الدّين عبد الرَّحْمَن ابْن بنت الْأَعَز لنَفسِهِ
(وَمن رام فِي الدُّنْيَا حَيَاة خلية ... من الْهم والأكدار رام محالا)
(وهاتيك دَعْوَى قد تركت دليلها ... على كل أَبنَاء الزَّمَان محالا)
ثمَّ أنْشد الْوَالِد رَحمَه الله لنَفسِهِ مضمنا هذَيْن الْبَيْتَيْنِ ونقلت ذَلِك من خطه
(يَقُول امْرُؤ ياضيعة النَّحْو عِنْد من ... يرى خفض تَمْيِيز ويجزم حَالا)
(وَمن رام فِي الدُّنْيَا حَيَاة خلية ... من الْهم والأكدار رام محالا)
(وهاتيك دَعْوَى قد تركت دليلها ... على كل أَبنَاء الزَّمَان محالا)
(نعم هَذِه حَال الَّتِى هِيَ همه ... فتعطيه دَارا تغتذيه محالا)
(وَذُو الزّهْد فِيهَا ناعم الْعَيْش فى رضى ... وَفِي كل مَا يهوى بأنعم حَالا)
(وَلَا سِيمَا من صَحَّ عَنهُ توكل ... أتجدنى ابرام تقدم حَالا)
(وَلَيْسَ كمن فِي بَحر دنيا غريقها ... يطرحه موج ويلقم حَالا)
(يَدُور مَعَ الرَّحْمَن فِي كل أمره ... عَسى قَالَ حل فِيمَا أقسم حَالا)
توفّي بِالْقَاهِرَةِ فِي سادس عشر جُمَادَى الأولى سنة خمس وَتِسْعين وسِتمِائَة
طبقات الشافعية الكبرى - تاج الدين السبكي