الطَّاهِر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن يحيى
قَاضِي قُضَاة الشَّام زكي الدّين أَبُو الْعَبَّاس بن قَاضِي الْقُضَاة محيي الدّين بن قَاضِي الْقُضَاة زكي الدّين بن قَاضِي الْقُضَاة المنتجب
ولي الْقَضَاء مرَّتَيْنِ قبل ابْن الحرستاني وَبعده
وَكَانَ الْملك الْمُعظم لَا يُحِبهُ وَفِي قلبه مِنْهُ أُمُور يمنعهُ مِنْهَا حياؤه من وَالِده الْملك الْعَادِل
وَاتفقَ مرض سِتّ الشَّام عمَّة السُّلْطَان الْملك الْمُعظم لما وصت بدارها مدرسة وأحضرت قَاضِي الْقُضَاة زكي الدّين الطَّاهِر وَالشُّهُود وأوصت إِلَى القَاضِي فَبلغ الْمُعظم فَتغير عَلَيْهِ وَقَالَ يدْخل دَار عَمَّتي بِغَيْر إذني وَيسمع كَلَامهَا ثمَّ اتّفق أَن القَاضِي أحضر جابي العزيزية وطالبه بِالْحِسَابِ فَأَغْلَظ الجابي فِي الْجَواب فَأمر بضربه فَضرب بَين يَدَيْهِ كَمَا يفعل أهل الْولَايَة فَأرْسل إِلَيْهِ الْمُعظم قبَاء حَرِير وكلوته وَأمره أَن يَلْبسهُمَا وَيحكم فيهمَا فَلم يَسعهُ إِلَّا فعل ذَلِك ثمَّ لزم بَيته وَلم تطل حَيَاته بعْدهَا وَصَارَ يَرْمِي قطعا من كبده وَمَات فِي صفر سنة سبع عشرَة وسِتمِائَة
طبقات الشافعية الكبرى - تاج الدين السبكي