رشيد بن غالب بن سلوم:
فاضل وجيه، من مسيحيي لبنان. اتخذه الأمير بشير الشه أبي كاتبا لأسراره. ولما خلع الأمير، رحل رشيد إلى مرسيلية فتعاطى التجارة ومنحه البابا بيوس التاسع لقب (كونت) وعظمت ثروته.
مولده في عرامون (من قرى كسروان بلبنان) ووفاته على ساحل بحر المانش في شمالي فرنسة. له كتاب (طرب المسامع - ط) في الأدب، و (قمطرة طوامير - ط) مجموع مقالات، و (والسيّار المشرق في بوار المشرق - خ) تاريخ كبير، و (شرح ديوان ابن الفارض - ط) .
-الاعلام للزركلي-
الكونت رشيد الدحداح
(1813 ـ 1889م)
نزحت أسرة الدحداح عن دمشق في أيام اجتياح تيمورلنك وأقامت في لبنان، وأشادت الجوامع في القرى التي استوطنتها، ثم تنصرت واستبدلت الجوامع بالكنائس، وتنسب أسرة الدحداح إلى الشيخ جرجس الدحداح، وهي من طبقة المشايخ التي استخدمها الأمراء الشهابيون، ومن أبرز أفرادها الكونت رشيد بن غالب بن سلوم الدحداح.
ولد سنة 1813م في عرمون بكسروان، وتلقى علومه في مدرسة عين ورقة وأتقن اللغات العربية والسريانية والإيطالية والتركية.
وفي سنة 1838م استخدمه الأمير بشير الشهابي الكبير أميناً لأسراره فلبث في معيته حتى ارتحل الأمير إلى مالطة.
وفي سنة 1863م درس الشريعة الإسلامية في صيدا.
هجرته إلى مرسيليا: نزح عن لبنان وأقام في مرسيليا وباريس، وأنشأ هناك جريدة (برجيس باريس وأنيس الجليس) باللغتين العربية والفرنسية.
آثاره: نشر ديوان الشيخ عمر بن الفارض، وعرب كتاب (التمثال السياسي)، وطبع كتاب (طرب المسامع في الكلام الجامع) ثم نشر معجم المطران جرمانوس فرحات العربي، ووضع نبذة عنوانها (قمطرة طوامير)، ونشر كتاب (فقه اللغة) لأبي منصور الثعالبي، وله مؤلفات لم تزل مخطوطة، وديوان شعر، وكتاب (السيار المشرق في بوار المشرق) وهو تاريخ كبير في مجلدات شتى، وله مناظرات أدبية ومقالات لغوية ومراسلات نثراً وشعراً جرت بينه وبين فطاحل اللغة العربية.
وفي سنة 1862 ـ 1864م حضر باي تونس إلى فرنسا فتقرب إليه صاحب الترجمة وساعده على قرض مالي بشروط موافقة، فأنعم عليه بمبلغ عظيم على سبيل الهدية لقاء مسعاه، وقد مدح المترجم باي تونس بقصيدة لامية مؤلفة من (83) بيتاً عارض فيها قصيدة كعب بن زهير وهذا مطلعها:
بانت سعاداتنا والفتح مكفول
باسم المليك فلا تلهيك عطبول
لقب كونت: وفي سنة 1867م منحه البابا بيوس التاسع لقب (كونت) يتسلسل في أبكار أنجاله الذكور من بعده، ثم شملت هذه النعمة جميع أبناء الكونت رشيد وسلالتهم من بعده.
أملاكه في فرنسا: وفي سنة 1875م ابتاع على ساحل بحر المانش في شمال فرنسا قرية صغيرة تدعى (دينار) مع الأراضي المجاروة لها، وشيد فيها قصراً دعاه (قصر الضفتين) وأقام فيه على سعة العيش مع أولاده وأحفاده وأنجب ولدين.
وفاته: وفي الخامس من شهر أيار سنة 1889م وافته المنية.
أعلام الأدب والفن لأدهم الجندي ج 2 ص 324