قدد بن عمار بن مالك السلمي
تاريخ الوفاة | 8 هـ |
نبذة
الترجمة
قدد بن عمار السلمي
قدد بْن عمار السلمي وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْن شاهين هكذا وَقَالَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَدَائِنِيِّ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، وَرَجَّالٍ الْمَدَايِنِيِّ، قَالُوا: ثُمَّ قَدِمَ بَنُو سُلَيْمٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقُدَيْدٍ عَامَ الْفَتْحِ، وَهُمْ سَبْعُ مِائَةٍ، وَيُقَالُ: أَلْفٌ، فَقَالَ النَّاسُ: مَا جَاءُوا إِلا لِلْغَنَائِمِ! وَفَقَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُلامًا قَدْ كَانَ قَدِمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: " مَا فَعَلَ الْغُلامُ الْحُسَانُ الطَّلِيقُ اللِّسَانِ، الصَّادِقُ الْإِيمَانِ "؟ قَالُوا: ذَاكَ قَدَدُ بْنُ عَمَّارٍ تُوُفِّيَ، فَتَرَحَّمَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ كَانَ قدد وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبايعه، وعاهده أن يأتيه بألف من بني سليم، وأتى قومه وأخبرهم الخبر، فخرج فِي تسعمائة، وخلف فِي الحي مائة، وأقبل بهم يريد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فنزل بِهِ الموت، فأوصى إِلَى ثلاثة رهط من قومه: إِلَى عَبَّاس بْن مرداس، وأمره عَلَى ثلاثمائة، وَإِلى الأخنس بْن يَزِيدَ وأمره عَلَى ثلاثمائة، وَإِلى حبان بْن الحكم وأمره عَلَى ثلاثمائة، فقدموا عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " أَيْنَ الغلام؟ " وذكره، فلما قدموا عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " أين تكملة الألف "؟ قَالُوا: تخلف فِي الحي مائة رَجُل، فأمرهم إن يبعثوا يحضرون المائة، فأحضروهم، وعليهم المقنع بْن مَالِك بْن أمية، وله يَقُولُ عَبَّاس بْن مرداس:
القائد المائة التي وفى بها تسع المئين فتم ألفًا أقرعا
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
أسد الغابة في معرفة الصحابة - عز الدين ابن الأثير.
قدد: بدالين، وزن عمر، ويقال آخره راء، ويقال قدن- بفتحتين ونون، ابن عمار بن مالك بن يقظة بن عصية بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم السلمي .
نسبه ابن الكلبي، وقال: وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وقال ابن شبّة: كان عاقلا جميلا، ولما وفد بنو سليم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عام الفتح سألهم عنه، فقالوا: مات فترحّم عليه، قال: وقدد الّذي يقول:
عقدت يميني إذ أتيت محمّدا ... بخير يد شدّت بحجزة مئزر
وذاك امرؤ قاسمته نصف دينه ... فأعطيته كفّ امرئ غير معسر
وإنّ امرأ فارقته عند يثرب ... لخير نصيح من معدّ وحمير
[الطويل] وأخرج ابن شاهين، من طريق المدائني، عن رجال، منهم أبو معشر، عن يزيد بن رومان، وعن غيره: لما قدم بنو سليم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عام الفتح بقديد وهم سبعمائة، ويقال ألف، فقال الناس: ما قدموا إلا لأجل الغنائم، وفقد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم منهم غلاما كان قد قدم عليه قبل ذلك، فقال: ما فعل الغلام الحسّان، الطليق اللسان، الصادق الإيمان، قالوا: ذاك قدد بن عمار توفّي فترحّم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عليه.
وأخرج ابن شاهين أيضا، من طريق هشام بن الكلبي، حدثني رجل من بني سليم، ثم من بني الشريد، قال: وفد رجل منّا يقال له قدد بن عمار على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فأسلم وعاهده على أن يأتيه بألف من بني سليم على الخيل، وقال في ذلك:
شددت يميني إذ أتيت محمّدا ... يخير يد شدّت بحجزة مئزر
وذاك امرؤ قاسمته نصف دينه ... فأعطيته كفّ امرئ غير معسر
وإنّ امرأ فارقته عند يثرب ... لخير نصيح من معدّ وحمير
[الطويل] ثم أتى قومه فأخبرهم الخبر، فخرج معه تسعمائة، فأقبل بهم يريد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فنزل به الموت، فأوصى إلى ثلاثة رهط من قومه، منهم عباس بن مرداس، وأمّره على ثلاثمائة، والأخنس بن يزيد على ثلاثمائة، وحبان بن الحكم على ثلاثمائة، وقال: امضوا العهد الّذي في عنقي.
فأتوا النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فأخبروه بموته وخبره، فقال: «أين تكملة الألف» ؟ فقالوا: خلفها بالحيّ مخافة حرب كانت بيننا وبين بني كنانة، فقال: «ابعثوا إليهم، فإنّه لا يأتيكم العام شيء تكرهونه» .
فأتوه بالعدّة، عليهم المقنع بن مالك بن أمية، وفي ذلك يقول عباس بن مرداس في المقنع:
القائد المائة الّتي وفّى بها ... تسع المئين فتمّ ألفا أفرعا
[الكامل]
الإصابة في تمييز الصحابة - أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني.
قدد بن عمار بن مالك السلمي:
شاعر. نشأ في الجاهلية ووفد على النبي صلّى الله عليه وسلَّم فأسلم وعاهده على أن يأتيه بألف فارس من بني سليم. وعاد، فأخبر قومه بخبر الإسلام فخرج معه جمع كبير منهم،
فمات في الطريق. ووفد أصحابه على النبي صلّى الله عليه وسلم عام الفتح فحدثوه بموته، وما كان منه، فأثنى عليه .
-الاعلام للزركلي-